جلست في العربة هي وأمها و شقيقها كريس في إنتظار والدها الذي استدعاه ولي العهد لحديث منذ ساعتين ، وبعد طول إنتظار أتى الدوق ديكس وركب العربة ، فقال كريس متبسماً بقلق:
- آسف يا والدي على هجومي على ذاك الأبله ، أخشى أن أكون قد سببت لك مشكلة مع أني أشك أن جلالته قد يغضب على هذا.
- لا أبداً ، أقتل وسأدفع الفدية ، و نأسوا بأموالنا آثار أيدينا.
قالت ديانا ضاحكة:
- ثلاثتكم اليوم حقاً بغاية الغرابة.
عادت إلى قصر هيرنيم ، ونامت تلك الليلة بعد أن أغشاها النوم من كثرة التفكير ، و لكن كل ما كان قلبها يهتف به هو الكره للمجتمع الأرستقراطي ، ورأت ذلك الفتى الأبيض الذي تراه دائماً في أحلامها ، كانت تستغرب أنها تصبح طفلة ، وتحادثه عن تفاصيل يومها ، و يبتسم لها دافئاً.
استيقظت في اليوم الثاني وتناولت الفطور مع عائلتها بهدوء ، وثم جلست في غرفتها قرب الشرفة ، وأشعة الشمس الحنونة تضيء خصلاتها الذهبية ، و البنفسج الذي في عينيها يلمع حينما تبتسم!.
دخلت خادمتها المقربة نينا بعد الاستئذان ، و قالت :
- جلالة الدوق يطلبكِ لمكتبه.
- أنا آتية ..
استغربت استدعاءه في هذا الوقت ، لربما يكون ذلك الرجل الذي تشاجرت معه بالأمس يكيد لها! ، دخلت على الدوق ديكس بعد الإذن ، كان الدوق ديكس رجلٌ حزين أسود الملابس دائماً حداداً على شقيقته التي ماتت صغيرة هي وزوجها ، وكان حسن الملامح ذهبي الشعر بنفسجي العينين ، طوقت عيناه بأهداب ذهبية كثيفة ، رجلٌ أربعيني مازال الشباب فيه .
- كيف حالك يا أبي؟.
- بخيرٍ يا فيوليت ، وأنتِ؟.
- بكل الخير.
- تعلمين أنني لا أستدعيكِ نهاراً و لا أود ذلك ابداً كي لا أقلقك لكن الأمر مهم .
- ما الأمر يا أبي؟.
- ولي العهد.
- الملك الواعد أليكسيس جيمان ، ما به يا أبي؟.
- ... طلب يدكِ للزواج ، وسيكون عليك المغادرة في غضون شهر لأنكِ الأميرة المتوجة ابتداء من الآن.
- ماذا؟!.
- يا بُنيتي ، ستحدثكِ أمك ، ولكن اسمعيني ما كنت لأوافق لو لم أر فيه خير رجلٌ لابنتي ، فيوليت أولا تكرهين النبلاء؟ ، هذا ملك من دماء ملكية! ، رجلٌ أعرفه منذ سنوات وأعرف والده ولن يكون هناك أنسب منه لكِ في هذه الدّنيا!.
- حسناً..
استغرب ديكس من موافقتها السريعة وعدم غضبها ، وسأل:
- ماذا؟ ، أولن تعترضي؟.
- لمَ أعترض؟ ، لا يوجد ما هو أنسب من هذا العرض وعلى أي حال علي الزواج.
- يا بُنيتي...
لم تحزن ولم تنزعج ، بل ولم تبدو البتة كما لو أنها تلقت عرض زواج من شخص لا تعرفه ولم تراه إلا مرتين ، من بعيد ولم ترى سوى شعره الفضي المميز ، آمنت بكل تدابير القدر ، وأينما وضعت واطمئنت نفسها فهذا هو مكانها المقدر ، عادت إلى غرفتها لتنهي قراءة كتابها ، فتحت الباب ووجدت ديانا أمامها ، حضنتها ديانا باسمة ، وقالت:
- فيو يا صغيرتي الجميلة لقد كبرتِ حقاً! ، أوه إعذريني يا أيتها الأميرة المتوجة لقد اخطأت.
- تبدين متحمسة يا أمي ، لم يسبق لي أن دققت في ولي العهد ، هل رأيته من قبل؟.
- إنه شابٌ في مطلع العشرينات ، أما وجهه فسترينه بنفسكِ؟ ، ما بكِ أأنتِ قلقة من أن لا يكون حسن الوجه؟.
انتفضت فيوليت وقالت:
- كلا! ، كلا! ، هذا ليس المهم.- بخصوص جلالته ، لا تقلقي .
- ألم أسمع عن أميرة تلاحقه منذ مدة طويلة؟.
- إنه لا يهتم بها ، كما أنه الأنسب لمبادئكِ .
- أنتِ مُحقة .
![](https://img.wattpad.com/cover/340525209-288-k517867.jpg)
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.