إلتفتت في ذهول ،وقفت وهي تلملم وعيها ، فأحست بالوخز الشديد في ذراعيها وشهقت إثره! ، وقعت عينيها على هيستيا، جافلة لاهثة ، وجهها مدلهم من شدة الخوف.
- هيستيا؟! ، ما الذي تفعلينه...
- فلتحمتي يا أميرة إنه آتٍ!.
رأى آردين وجوزيف الحال فأتوا مسرعين ولحقتهن روز ، وسألت فيوليت :
- من؟.
- ماغنوس ابن ألفريون.
تذكرته ... فهو ذاك الشاب ذا الشعر الأسود الذي سكبت المشروب على رأسه في آخر حفلٍ حضرته قبل إرتباطها ، كان كريس قد أعطاه أبهى أنواع التهديدات ، فكيف يعود بعد كل هذا؟! ، لم تتدارك الوضع وتفهم حتى بدا أمامها ، إنهارت هيستيا عصبياً مما وتر فيوليت أكثر ، كان يبدو كالحيوان الهائج ، غير واعٍ ، وربما هو واعٍ ، يبدو الغضب من عينيه ، إقترب ، فمنعه آردين وجوزيف . سألته:
- ماذا تفعل وكيف تجرؤ على إقتحام القصر الملكي بهذه الطريقة الملتوية التي لا يقوم بها الرجال؟.
- لأقتلنك!.
أجابه جوزيف:
-تهذي!.
أحكموا عليه ، وكانوا يودون إعتقاله ، ولكنه وبكل جنون أخرج مسدساً وضرب وصرخت هيستيا في الحين ذاته لأنها اقتربت منها ، ولكن رصاصته زاغت ولم تصب أحداً لأنه كان يترنح بغرابة كمن ينشيه صوت الموت ، مع أنه الآن يمضي إليه على قدميه! ، قال:
- مهما ظننتُم ولكني سأوقع بكم وأجعلكم تغوصون في الندم!.
أمسكه آردين من عنقه واجتذب جوزيف ذراعيه للخلف مقيداً إياه حتى آلمته ، و سألته فيوليت بحرارة:
- هذا تحذيرك الأخير تراجع ...
أجاب بجنون:
- أبداً.
تقدمت وتركت هيستيا خلفها وسألته:
- أحقاً؟.
- لن أتراجع!.
سألت روز التي بجانبها بصوتٍ خافت:
- أولا يحق لي قتله على هذا الحال؟.
- إنه معتدٍ فيجوز قتله.
- إذن هاتي سيفكِ الذي تخفينه في ثيابكِ.
جفلت روز متسائلة أن: كيف علمت فيوليت بذلك؟ ، أعطتها السيف في صمت وهي تحدجها في ذهول ، إرتجفت فيولي ، بلعت ريقها تقدمت خطوتين إلى الأمام ، إنتهت أمام ماغنوس ، أحكمت يدها ، رفعت السيف ، لكنها توقفت للحظة ثم طلبت من روز:
- أعينيني على قتله .
وضعت روز يدها على يد فيولي وشدت عضد ذراع الأخرى ورشق رأسه ماغنوس ، وكانت فيوليت ترتجف ولكن تحاول قمع جزعها!!.
ورشقة عنق يمكنها أن تفعل الكثير مثلما حدث بعد ذلك!.
وبالصدفة ، كانت كريستين قريبة وسمعت هذه الضوضاء ، أتت في قلق ، وذهلت:
- فيوليت مالذي يحدث هنا؟.
وفيوليت تتنفس بصعوبة موسعة عينيها مجيبة:
- الملكة ... أنا
قاطعتها كريستين صارخة جافلة:
- فيوليت أنتِ تنزفين!!!!
وأردفت للفرسان قائلة:
- أليكسيس لن يرحمكم كيف تتركون الأميرة هكذا وتهتمون بجثة هذا المعتدي ؟ !!!!.
قال جوزيف بحرقة:
- أقسم بأنه لم يوجه شيئاً صوبها.
عادت كريستين رفقة فيوليت لغرفتها ، وفحصتها ، وطلبت منها أن ترتاح ، كان من الغريب معرفة كريستين الواسعة بالطب ، كانت
تناست تلك الأشباح ومخاوفها ، وهي غير مستوعبة أنها قتلت شخصاً لكن تحاول أن تصمد على مضض ، تظاهرت بأنها طبيعية ولم يلحظ أحد خوفها إلا روز التي كانت قريبة منها، القتل مخيف ، حتى لو كنا على أتم الحق بجميع المعايير فإن مسألة غرس نصل في عنق أحد ليست سهلة البتة!!.
قالت كريستين :
- جوزيف أصغر من أليكسيس ببضع أعوام... لكني شهدت بدايته وبروزه ، إنه شخصٌ صادق ، لذا أجزم أنه مما قاله يبدو أن ذلك الجاني لم يقترب ناحيتك أبداً أليس كذلك؟.
- بلى.
- إذن كيف أصبتِ؟.
- لا أعلم.
وجمت كريستين وقبلت جبهة فيوليت وقالت:
- أنا أعلم .
رفعت رأسها وقالت:
- ماذا؟؟.
- لا تقلقي ، إرتاحي فحسب ، سيعود أليكسيس قريباً فحتماً سينتهي مما يفعلونه.
خرجت كريستين باسمة ، وعندما خرجت طلبت من آردين أن يوصل الأمر بسرية للدوق ديكس ، أخذت فيوليت حماماً وهي تنظر ليديها ، أأقدمت هذه اليد على القتل؟ ، وليس بسبب أليكسيس إنما كان ماغنوس عدواً لفيوليت قبل الجميع لأنه دائماً ما كان يهاجمها لفظياً وترد عليه ، لكن هذه المرة غياب أحد الوجوه القوية عن جوارها جعله يظن بأنها ستنهار أمامه ، هي لم تكن مخطئة عندما قتلته حقاً!.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.