الفصل الواحد والعشرون!.

12 2 53
                                    

إلتفتت في ذهول ،وقفت وهي تلملم وعيها ، فأحست بالوخز الشديد في ذراعيها وشهقت إثره! ، وقعت عينيها على هيستيا، جافلة لاهثة ، وجهها مدلهم من شدة الخوف.

- هيستيا؟! ، ما الذي تفعلينه...

- فلتحمتي يا أميرة إنه آتٍ!.

رأى آردين وجوزيف الحال فأتوا مسرعين ولحقتهن روز ، وسألت فيوليت :

- من؟.

- ماغنوس ابن ألفريون.

تذكرته ... فهو ذاك الشاب ذا الشعر الأسود الذي سكبت المشروب على رأسه في آخر حفلٍ حضرته قبل إرتباطها ، كان كريس قد أعطاه أبهى أنواع التهديدات ، فكيف يعود بعد كل هذا؟! ، لم تتدارك الوضع وتفهم حتى بدا أمامها ، إنهارت هيستيا عصبياً مما وتر فيوليت أكثر ، كان يبدو كالحيوان الهائج ، غير واعٍ ، وربما هو واعٍ ، يبدو الغضب من عينيه ، إقترب ، فمنعه آردين وجوزيف . سألته:

- ماذا تفعل وكيف تجرؤ على إقتحام القصر الملكي بهذه الطريقة الملتوية التي لا يقوم بها الرجال؟.

- لأقتلنك!.

أجابه جوزيف:

-تهذي!.

أحكموا عليه ، وكانوا يودون إعتقاله ، ولكنه وبكل جنون أخرج مسدساً وضرب وصرخت هيستيا في الحين ذاته لأنها اقتربت منها ، ولكن رصاصته زاغت ولم تصب أحداً لأنه كان يترنح بغرابة كمن ينشيه صوت الموت ، مع أنه الآن يمضي إليه على قدميه! ، قال:

- مهما ظننتُم ولكني سأوقع بكم وأجعلكم تغوصون في الندم!.

أمسكه آردين من عنقه واجتذب جوزيف ذراعيه للخلف مقيداً إياه حتى آلمته ، و سألته فيوليت بحرارة:

- هذا تحذيرك الأخير تراجع ...

أجاب بجنون:

- أبداً.

تقدمت وتركت هيستيا خلفها وسألته:

- أحقاً؟.

- لن أتراجع!.

سألت روز التي بجانبها بصوتٍ خافت:

- أولا يحق لي قتله على هذا الحال؟.

- إنه معتدٍ فيجوز قتله.

- إذن هاتي سيفكِ الذي تخفينه في ثيابكِ.

جفلت روز متسائلة أن: كيف علمت فيوليت بذلك؟ ، أعطتها السيف في صمت وهي تحدجها في ذهول ،  إرتجفت فيولي ، بلعت ريقها تقدمت خطوتين إلى الأمام ، إنتهت أمام ماغنوس ، أحكمت يدها ، رفعت السيف ، لكنها توقفت للحظة ثم طلبت من روز:

- أعينيني على قتله .

وضعت روز يدها على يد فيولي وشدت عضد ذراع الأخرى ورشق رأسه ماغنوس ، وكانت فيوليت ترتجف ولكن تحاول قمع جزعها!!.

ورشقة عنق يمكنها أن تفعل الكثير مثلما حدث بعد ذلك!.

وبالصدفة ، كانت كريستين قريبة وسمعت هذه الضوضاء ، أتت في قلق ، وذهلت:

- فيوليت مالذي يحدث هنا؟.

وفيوليت تتنفس بصعوبة موسعة عينيها مجيبة:

- الملكة ... أنا

قاطعتها كريستين صارخة جافلة:

- فيوليت أنتِ تنزفين!!!!

وأردفت للفرسان قائلة:

- أليكسيس لن يرحمكم كيف تتركون الأميرة هكذا وتهتمون بجثة هذا المعتدي  ؟ !!!!.

قال جوزيف بحرقة:

- أقسم بأنه لم يوجه شيئاً صوبها.

عادت كريستين رفقة فيوليت لغرفتها ، وفحصتها ، وطلبت منها أن ترتاح ، كان من الغريب معرفة كريستين الواسعة بالطب ، كانت

تناست تلك الأشباح ومخاوفها ، وهي غير مستوعبة أنها قتلت شخصاً لكن تحاول أن تصمد على مضض ، تظاهرت بأنها طبيعية ولم يلحظ أحد خوفها إلا روز التي كانت قريبة منها، القتل مخيف ، حتى لو كنا على أتم الحق بجميع المعايير فإن مسألة غرس نصل في عنق أحد ليست سهلة البتة!!.

قالت كريستين :

- جوزيف أصغر من أليكسيس ببضع أعوام... لكني شهدت بدايته وبروزه ، إنه شخصٌ صادق ، لذا أجزم أنه مما قاله يبدو أن ذلك الجاني لم يقترب ناحيتك أبداً أليس كذلك؟.

- بلى.

- إذن كيف أصبتِ؟.

- لا أعلم.

وجمت كريستين وقبلت جبهة فيوليت وقالت:

- أنا أعلم .

رفعت رأسها وقالت:

- ماذا؟؟.

- لا تقلقي ، إرتاحي فحسب ، سيعود أليكسيس قريباً فحتماً سينتهي مما يفعلونه.

خرجت كريستين باسمة ، وعندما خرجت طلبت من آردين أن يوصل الأمر بسرية للدوق ديكس ، أخذت فيوليت حماماً وهي تنظر ليديها ، أأقدمت هذه اليد على القتل؟ ،  وليس بسبب أليكسيس إنما كان ماغنوس عدواً لفيوليت قبل الجميع لأنه دائماً ما كان يهاجمها لفظياً وترد عليه ، لكن هذه المرة غياب أحد الوجوه القوية عن جوارها جعله يظن بأنها ستنهار أمامه ، هي لم تكن مخطئة عندما قتلته حقاً!.


فِينا!.Where stories live. Discover now