الفصل الثالث عشر!.

14 2 61
                                    

في الصباح التالي ، جلست قرب الشرفة ، تقرأ كتاباً في العالم الغير معروف ، أغلقت الكتاب ، نظرت عبر الشرفة قليلاً شاردة الذهن...

- كل هذه الكوابيس ، وكل تلك المشاعر الغريبة ... أخشى أن أكون واهمة ولكن إن كان هذا صحيحاً فكيف ننجوا؟.

قاطع أفكارها صوت كايا التي بجانبها :

- لدي طلب أطلبه منكِ يا أميرة.

إلتفتت فيوليت وسألت:

- ما الأمر؟.

طأطأت رأسها وقالت مترددة:

- حسناً أنا ... جمعت مبلغاً يمكنني من فتح مشروع ، لكني أتمنى لو تساعديني في ذلك..

استغربت فيوليت تردد الأخرى ، تبسمت بدفء وجلست على الكرسي واسندت ظهرها ، ثم أجابت:
- تمنيّ ما تُحبين يا كايا ، تمنيّ وسأفعل.

توردت كايا وأجابت في حرارة و تفاجؤ:

- لا أعلم كيف أعبر عن شكري يا أميرتي!.

- لا عليكِ ، أحضري لي عدة الرسائل فلدي شخصٌ أراسله ؛ ولكن أعتقد أن شراء عقار مشروع وتأجيره سيكون أفضل لكِ أوليس كذلك؟.

- أختار ما ترينه ملائماً أنا أصدق أي شيء تختارينه.

-حُسم الأمر .

أنهت فيوليت كتابة الرسالة للشخص المجهول وأعطتها لكايا كي يتم توصيلها  ، خرجت كايا وأوصدت الباب ، تنهدت فيوليت ووقفت تتمشى في غرفتها وهي تكتم ضحكتها .

- لايمكنني إخبارها أنها أُمي!... ياللغرابة لقد تمكنت من إخفاء هويتها طيلة هذا الزمن!.

قضت فيوليت يوماً عادياً هادئاً ، ولم تسأل أليكسيس عن أي شيء حينما قابلته على مواعيد الوجبات ، كان الوضع هادئاً جيداً ، وعلى موعد العشاء قال أليكسيس:

- أكنتِ تنامين جيداً مؤخراً؟.

جفلت فيوليت وتجمدت وباتت تسأل نفسها كيف تجيبه ؟ ، وكيف تخبره بشكل جيد عما أحست به وتوقعته؟ ، وعن ذاك الكابوس المتكرر يومياً؟.

- مالذي أحسستِ به وتوقعته وما هو ذاك الكابوس المتكرر؟.

يا إلهي ... لقد نست هذا تماماً! ، أي ورطة بُليت بها الآن؟! ، سكتت وحاولت أن تلملم شتاتها ، وقف أليكسيس مصعوقاً شاخص البصر ، وخبط على الطاولة بقوة حتى أصدرت صحون المائدة ضجيجاً  ، وفيوليت كانت صامتة تحدج فيه وحسب وتتسائل مالعمل؟! .

رفع رأسه وسأل:
- مالعمل؟!.

صعقت بذلك وأردف :

- أخبريني فقط ، قولي لي! ، لن يكون الأمر صعباً!.

وكانت فيوليت صامتة تحدج بذهول وصدمة مترددة في حال إمكانيتها لقول البقية وتخاف أن يعتقد أنها تهذي.

- مالذي يمكنكِ اخفاؤه ؟ ، يسهل علي معرفة كل شيء! ، كما أنه من المستحيل أن أظن بأنكِ تهذين كل ما تقولينه حقيقة.

- أنا حقاً لا أعلم! ، الأمر كما سمعت وحسب! ، فتى كان يظهر في أحلامي دائماً لكنه منذ مدة أصبح مخيفاً جداً !.

جلس أليكسيس مسنداً ظهره للخلف ، وظل يحدج مصعوقاً عاجزاً عن التصديق ، وبل ملامح الغضب ممزوجة بالذهول ، كان يبدو كما لو أنه سيقتل أحدهم! ، توترت فيوليت و أصبحت تتحاشى نظراته ، وتضع اليد على اليد بتوتر ، وعم الصمت للحظات ، عدل أليكسيس ظهره ووضع يده على كتفها وقال :

- ما بكِ؟ ، أنا لستُ غاضباً عليكِ .

رفعت رأسها مستغربة ، كيف له أن يهدأ بعد رد الفعل العنيف الذي أبداه؟!.

-أشعر بأن هذا غريب ومخيف.

تبسم وقال:

- لا تخافي ، أنا هنا ... فأنا أليكسيس جيمان كما تعلمين.

حل الليل وفيوليت شاردة وفي نفس الوقت في حالة ذهول من هذا الرجل الغريب الذي زوجت إياه ، لقد كان ذلك غريباً وفريداً من نواحٍ عدة ،سرى الليل ونحن ما سرينا! ، ولم يزرها النوم ولكن لسبب ما خرجت للحديقة الخلفية أخذت معها فانوساً ، وتركت قدميها تقودها ، فمضت ، تعمقت بين الأشجار ،توقفت في بقعة فسيحة كانت الأشجار تترك متسعاً على هيئة دائرة فسيحة مناسبة لوضع جلسة شاي جميلة تحت القمر ، لكنها فضلت الوقوف والتفكير ، أخافها الحال ،واستغربت تصرفات أليكسيس ، وباتت تفكر في مجمل تصرفاته ، لكنها فجأة لمحت كوخاً
صغيراً مخفياً بين الأشجار ، دفعت الباب بأطراف أصابعها وكان مغموراً بالغبار ،دخلت فوجدت في الدّجن رفوفاً وكتباً! ، نظرت إلى العناوين ، لكنها كانت شاردة تفكر في أليكسيس ، إن الحال غريبٌ جداً لها ، قالت:

- لمَ هو مختلف جداً عن البشر العاديي...

إنتشلها صوت ما ،إلتفتت ونظرت بتمعن  ، ثم إبتعدت وتمعنت في المكان ، وإلتفتت مستدركة يميناً ويساراً وقد كانت كل الجدران والرفوف بذات الحال! كان هناك كلام غريب مكتوب باللون الأحمر على جميع الرفوف والجدران!!  ، أحست بشيء خلفها فإلتفتت بسرعة لعلها تنقذ نفسها ، فوجدت عينيها بعينيّ أليكسيس! ، تراجعت وتعثرت فأمسكها من يدها .

- ماذا تفعلين هنا؟.

- أنا آسفة لأني تسللت إلى هذا المكان من دون علم أحد.

- أوتعتذرين بسبب هذا ؟ .

- أجل فهي سرية على ما يبدو.

- جيمان كُلها وسيدها لكِ فلمَ يحظر عليكِ هذا المكان؟!.













فِينا!.Where stories live. Discover now