- تالله أنت لست طبيعياً.- فيو بدأت تتحسن ، أيمكن أن تكون الأخرى كذلك ؟.
-لم يقل أحدٌ شيئاً لذا لستُ متأكداً يا كريس.
وجم كريس وحدج في الفراغ كمن طعن وكتم ألمه في كمد ، وبلع ريقه ، قد تكون الحقيقة طعنة أيضاً! ، قال :
-يا أليكسيس.. كانت فيو تتألم من أي ذكرى ولكنها لم تتألم عندما رأتك لأول مرة!!.
نظر أليكسيس إلى الأخر بحزن وتنهد ، ثم قال:
- لقد بدأنا مجدداً فقط يا كريس... يمكنك أن تفعل المثل عندما تصبح الظروف مؤاتية.
- أعلم ولكن...
- إبتهج يا كريس.
- أنا حقاً...
بدا كريس بغاية البؤس ، فوقف أليكسيس من مكانه ، ونزل إلى الآخر ووصل إليه ثم وضع يده على كتف كريس ، وقال وهو يحاول أن يواسيه ، بينما هو أكثرهم فشلاً في المواساة!:
- يا صاح ... أنتَ تعلم.
إنفجر كريس ضاحكاً ، احمرّ وجهه من شدة الضحك ، لم يعلم لمَ ضحك بهذه الهيسترية ، ولكن ربما لأن أبرز أعراض الاكتئاب هو الضّحك الهيستريّ ! ، قال كريس:
- أنت غريبٌ حقاً!!.
قال أليكسيس مهتاجاً محرجاً:
- كف عن الضحك يا مقصوف الرقبة!!.
- حسناً حسناً!.
مضى يومٌ كاملٌ من الإجتماعات واللقاءات مع النبلاء الذين يأتون أفواجاً أفواجاً ويرفض نصفهم ويدخل بعضهم ، فيمثل أمام أليكسيس ، ويقول :
- جلالة الملك الواعد! ، إن الكونتية التي أخذتها من الورثة مؤخراً لابد أن ترجع لأحدٍ يوماً ما ، أوليس كذلك؟ ، إني أرى أن هناك عدداً لا بأس به من رؤوس الأموال الذين يستحقون النبالة!.
حملق أليكسيس مضيقاً عينيه ، أسند فكه بيده وسأل في سخط:
- ولمَ يستحقونها؟!.
توتر ذلك الرجل اليافع ، وسأل:
- إن...
- نصفُ رجال أعمالنا هذه الأيام يغوصون في أعمال مشبوهة، أو ربما كُلهم.. فهذا أحدهم أوصاك بطريقة غير مشروعة... رافائيل أخرجه!!.
كان رافائيل رجلاً أسمراً عتيداً حاداً متهوراً ، نصف وجهه به ندبة ، وشعره وعيونه بُنيّة، لم يكن من أصل نبيل ، لكنه كان من نخبة الفرسان الملكيين أي في رتبة أعلى من النبلاء!.
- عُلم ، جلالتك.
جرجر رافائيل ذلك الرجل خارجاً ، كان أليكسيس محملقاً ساخطاً ، فقال له كريس الذي يقف بقربه:
- كفاكَ عبوساً تبدو بحالٍ مزرية يا صاح.
-لا يمكنني ، أقسورة موجود؟.
- لقد مضى منذ بضعة أيام.
- لمَ لم يخبرني؟.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.