الفصل الثامن والعشرون.

16 2 29
                                    


- تالله أنت لست طبيعياً.

- فيو بدأت تتحسن ، أيمكن أن تكون الأخرى كذلك ؟.

-لم يقل أحدٌ شيئاً لذا لستُ متأكداً يا كريس.

وجم كريس وحدج في الفراغ كمن طعن وكتم ألمه في كمد ، وبلع ريقه ، قد تكون الحقيقة طعنة أيضاً! ، قال :

-يا أليكسيس.. كانت فيو تتألم من أي ذكرى ولكنها لم تتألم عندما رأتك لأول مرة!!.

نظر أليكسيس إلى الأخر بحزن وتنهد ، ثم قال:

- لقد بدأنا مجدداً فقط يا كريس... يمكنك أن تفعل المثل عندما تصبح الظروف مؤاتية.

- أعلم ولكن...

- إبتهج يا كريس.

- أنا حقاً...

بدا كريس بغاية البؤس ، فوقف أليكسيس من مكانه ، ونزل إلى الآخر ووصل إليه ثم وضع يده على كتف كريس ، وقال وهو يحاول أن يواسيه ، بينما هو أكثرهم فشلاً في المواساة!:

- يا صاح ... أنتَ تعلم.

إنفجر كريس ضاحكاً ، احمرّ وجهه من شدة الضحك ، لم يعلم لمَ ضحك بهذه الهيسترية ، ولكن ربما لأن أبرز أعراض الاكتئاب هو الضّحك الهيستريّ ! ، قال كريس:

- أنت غريبٌ حقاً!!.

قال أليكسيس مهتاجاً محرجاً:

- كف عن الضحك يا مقصوف الرقبة!!.

- حسناً حسناً!.

مضى يومٌ كاملٌ من الإجتماعات واللقاءات مع النبلاء الذين يأتون أفواجاً أفواجاً ويرفض نصفهم ويدخل بعضهم ، فيمثل أمام أليكسيس ، ويقول :

- جلالة الملك الواعد! ، إن الكونتية التي أخذتها من الورثة مؤخراً لابد أن ترجع لأحدٍ يوماً ما ، أوليس كذلك؟ ، إني أرى أن هناك عدداً لا بأس به من رؤوس الأموال الذين يستحقون النبالة!.

حملق أليكسيس مضيقاً عينيه ، أسند فكه بيده وسأل في سخط:

- ولمَ يستحقونها؟!.

توتر ذلك الرجل اليافع ، وسأل:

- إن...

- نصفُ رجال أعمالنا هذه الأيام يغوصون في أعمال مشبوهة، أو ربما كُلهم.. فهذا أحدهم أوصاك بطريقة غير مشروعة... رافائيل أخرجه!!.

كان رافائيل رجلاً أسمراً عتيداً حاداً متهوراً ، نصف وجهه به ندبة ، وشعره وعيونه بُنيّة، لم يكن من أصل نبيل ، لكنه كان من نخبة الفرسان الملكيين أي في رتبة أعلى من النبلاء!.

- عُلم ، جلالتك.

جرجر رافائيل ذلك الرجل خارجاً ، كان أليكسيس محملقاً ساخطاً ، فقال له كريس الذي يقف بقربه:

- كفاكَ عبوساً تبدو بحالٍ مزرية يا صاح.

-لا يمكنني ، أقسورة موجود؟.

- لقد مضى منذ بضعة أيام.

- لمَ لم يخبرني؟.

فِينا!.Where stories live. Discover now