خرجت وأوصدت الباب بقوة ، والآخر يحدج أثرها جامداً في جدية و قلق ، وفي غضون ذلك كانت فيوليت قد خرجت ، وصعقت بما سمعت ، آنى لكريستين أن تكون حادة الإنتباه إلى هذا الحد؟ ، حدج كلاهما ببعضهما بقلق الغمامة السوداء كانت موجودة دائماً لكننا نحن البشر قد ننكر الموجود لأننا لا نراه! ، و ما كان موجوداً من الأزل قد نجهله لأنه قريبٌ جداً! ؛ خرجت كريستين مسرعة وإمتطت حصانها الأبيض ووضعت قلنسوتها على رأسها ومضت صوب قصرها ، بلغته ، دخلت وهي تمشي مسرعة ، وحقاً ، من يراها في تلك المشية القوية و النصل الذي على خصرها يعلم بأنها صاحبة لقب سيف المملكة السابقة ووالدة الحالي! ، دخلت غرفتها الفسيحة ، ولمحت تلك الصورة المعلقة بحجم كبير ، ووقفت أمامها ومررت أناملها عليها ، ودمعت دمعة حارّة من الياقوت الأحمر ، وقالت:
- ألبرت ، لقد غرّتنا قوّتنا يا ألبرت! ، كنتَ تظن بأن ذلك العدو الخفي لن يأخذ منكَ حياتك ، استخففت بنفسك ، فتأذيت ، وآذيتنا فيك! ، وبتُّ أرى ابننا العنيد الذي يشبهك كثيراً يلاقي نفس مصيرك! .
وبدأت الدموع تنساب أكثر ، وقبضت قبضتها وطأطأت رأسها واستمرت:
- ظننت بأن مشاكلي ستنتهي عندما أهرب من براثن ألجير ، لقد أحببتُ كل ما فيّ بسببك ، لطالما كنتُ أكره أني مهقاء لكني أحببته جداً عندما رأيته في ابننا! ، لقد ظننت بأن الحياة ستبتسم لنا أخيراً ولكنك رحلت يا فقيدي ، مر عقد! ، ولكني لم استطع تمالك نفسي إلى الآن!!.
••
مررت أناملها على تلك الورقة وتمعنت فيها ، ألقت بالبنفسجيّ فيها كذا مرة ، ثم قالت له :
- إيريس ستعود قريباً!!.
فإلتفت إليها وقد كان يتفقد الدواء الذي أعدته الطبيبة لفيوليت ويمسكه بأناقة بأنامله الطويلة التي غطاها بقفازٍ أسود ، وقال مستغرباً:
- إيريس بيليال؟!... لمَ تبدين متحمسة؟.
- إنها صاحبتي!.
- إهتمي بصحتكِ حتى تقابليها بحالٍ جيدة يا أميرتي.
- ستعود بعد غد.. أيمكننا لقاؤها في الميناء؟.
- حتماً سنذهب .
- يمكنني الذهاب مع المرافقين إن كنتُ مشغولاً.
- لستُ مشغولاً عنكِ يا فِيولي.
حدجته ببريق آسر في عينيها بالرغم من التعب ، وقالت :
- أنت حقاً نادر.
- التنانين ليست عصبية دائماً يا أميرتي.
أرادت أن تجيبه ، ولكن قاطعها صوت خبط فمضى أليكسيس ونزل من الشرفة مسرعاً ، أرادت أن تتفقد حاله خرجت للشرفة ونظرت إلى الأسفل وجفلت من صوته العالي إذ قال:
- فيوليت ستتأذين أدخلي!!.- ولكن!!
- سيكون...
لم ينهي كلمته حتى رأى ذلك الرجل الأسود وراء فيوليت ، إذ مد يده ودفعها بعنف وسرعة ، وهم أليكسيس بالإمساك بها مسرعاً ، ونادى باسماء الفرسان:
- آردين ، جوزيف ، رافائيل!.
هم الرجل بالهرب ولكن أليكسيس أصابه بطلق ناري، إذ كان هناك مسدسٌ رفيع مخبأ في غمده الغليظ ! ، لفت الصوت نظر الجميع وإجتمع الفرسان عنده ، ومضى أليكسيس إلى الرجل فوجده قد أذى نفسه ، وأنهى حياته! ، أثار ذلك حَنق وعَنق أليكسيس وبات يصرخ في قوله وأمر الفرسان وقال:
- أيا أيها الفرسان ، أحضروا الطبيب الشرعي وتفقدوا الأرجاء!!!. يا أميرتي أنتِ بخير؟؟.
- أنا كذلك ، لا بأس.
أتى كريس جافلاً وكان يبدو القلق على ملامحه حقاً ، قال لاهثاً:
- لقد سمعت صوتكم من المكتب ، يا رفاق أنتم بخير؟! .
أجابته فيولي:
-نحن بخير ولكن كريس ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟!.- لقد كنتُ في سفر استعجاليّ وعدت للتو ، أولم يخبركِ أليكسيس؟.
حدج أليكسيس وفيوليت ببعضهما و رفع حاجباً مشيراً لها وأجابه:
- بصراحة لم نشعر بغيابك ، فلدينا أمور أهم منك يا كريس ، من تظن نفسك؟ ، محور الكون؟!.
- خسئتم!.
فأجابه أليكسيس:
- إنقلع!.
قال كريس في تغابي:
- فيو ، هناك زمجرة غريبة اسمعها .
فقالت:
-تالله إني قد
سئمت طفولتكما المتأخرة!.••
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.