- يليق بي... كما يليق الحُلو بِك.
- إنك حقاً لجميل القول والفعل.
بقي معها لساعة ثم مضى ، وقضت فيولي يوماً هادئاً مملاً مملؤاً بالقلق الصامت ، كانت لا تزال ترى ذلك الفتى ، واستغربت كيف أن الفتى لا يظهر إلا بوجود أليكسيس ، بصمت ، جالسة على مقعد في الحديقة وبيدها كتاب هجرته إثر فوضى أفكارها ، وهي تتراص في أقبالها وإدبارها ،قالت وهي شاردة الذهن .
-لم استطع رؤية ملامحه ومظهره جيداً لذا لا أعلم إن كان علي أن اتأكد من أنه أليكسيس... و إن غالب الظن أنه هو ولكن ماذا أقول له؟! ، أنت يا حبيبي تؤرق أحلامي ، وتقول لي بأنه "فينا"! ، أبدو كالمجنونة.
تناولت الغداء والعشاء رفقته وكان وجوده هو الشيء الوحيد الممتع ، حل المساء و قرأت لمدة طويلة و كان عليها أن تنام لكنها سمعت حسيساً من الحديقة الخلفية فخرجت من على الشرفة ، وداعبها نسيم عليل ، نظرت فيما حولها ، ورأته من بعيد ، كان أليكسيس يتدرب بنصله ، ونصله يهبط وينزل ، كان يرتدي قميصاً خفيفاً ، لكنها ظنت بدأ أنه في تدريبه للتو ولم يرهق ولم يبدو عليه التعب ، نادته وقالت:
- أتتدرب في هذا الوقت عادة؟.
- إِنّا لنُرخِصُ يَومَ الرَوعِ أَنفُسَنا.... وَلَو نُسامُ بِها في الأَمنِ أُغلينا.
-نصاحب الليل والأفكار تسرقنا .. نخاطب النجم حيناً كي يسلينا.
- إنّا لمن مَعْشَرٍ أفنى أَوَائِلَهمْ... قولُ الكماةِ ألا أين المحامونا.
- لمَ أنتَ تتفاخر كثيراً ، مالذي شربته؟.
- بعضُ الحليب والشاي ، وألا تعلمين أن معنى اسم جيمان هو الفخر؟~... إنزلي يا فيولي.
- إنتظر قليلاً.
- كلا أنزلي من هنا.
- أنت تقول أشياءً غريبة.
- لن أدعكِ تقعين ، أسرعي.
نزلت إليه بعد تردد ولم تحس بفارق المسافة ، أكان بهذا الطول دائماً؟! ، نزلت و بادلها الحديث و هو يتدرب ، و كان يحدثها عن نظام نومه وتدريبه وهي مستاءة لأنه يؤذي نفسه بنظامه اليومي القاسي.
إلتفت مسرعاً حالماً سمع صوتاً خلفه ، رفع سيفه الفضي ذا الزخارف الزرق ، وقال :
- إن التخفي ليس من شيم الرجال إظهر يا هذا !..
- لستُ رجلاً كي أخشى التخفي.
وبانت ، كانت شابة حسناء ترتدي قلنسوة ، ذات شعر أسود كما لو أن الليل كساها ، وعيون خضر كما لو أن الزبرجد غزاها ، وبشرة بيضاء ، كما لو أن اليشم حواها!.
ضيق أليكسيس عينيه في اشمئزاز وقال:
- ليفرايا كين!.
YOU ARE READING
فِينا!.
أدب تاريخينصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.