الفصل الواحد والثلاثون.

14 2 54
                                    

- يليق بي... كما يليق الحُلو بِك.

- إنك حقاً لجميل القول والفعل.

بقي معها لساعة ثم مضى ، وقضت فيولي يوماً هادئاً مملاً مملؤاً بالقلق الصامت ، كانت لا تزال ترى ذلك الفتى ، واستغربت كيف أن الفتى لا يظهر إلا بوجود أليكسيس ، بصمت ، جالسة على مقعد في الحديقة وبيدها كتاب هجرته إثر فوضى أفكارها ، وهي تتراص في أقبالها وإدبارها ،قالت وهي شاردة الذهن .

-لم استطع رؤية ملامحه ومظهره جيداً لذا لا أعلم إن كان علي أن اتأكد من أنه أليكسيس... و إن غالب الظن أنه هو ولكن ماذا أقول له؟! ، أنت يا حبيبي تؤرق أحلامي ، وتقول لي بأنه "فينا"! ، أبدو كالمجنونة.

تناولت الغداء والعشاء رفقته وكان وجوده هو الشيء الوحيد الممتع ، حل المساء و قرأت لمدة طويلة و كان عليها أن تنام لكنها سمعت حسيساً من الحديقة الخلفية فخرجت من على الشرفة ، وداعبها نسيم عليل ، نظرت فيما حولها ، ورأته من بعيد ، كان أليكسيس يتدرب بنصله ، ونصله يهبط وينزل ، كان يرتدي قميصاً خفيفاً ، لكنها ظنت بدأ أنه في تدريبه للتو ولم يرهق ولم يبدو عليه التعب ، نادته وقالت:

- أتتدرب في هذا الوقت عادة؟.

- إِنّا لنُرخِصُ يَومَ الرَوعِ أَنفُسَنا.... وَلَو نُسامُ بِها في الأَمنِ أُغلينا.

-نصاحب الليل والأفكار تسرقنا .. نخاطب النجم حيناً كي يسلينا.

- إنّا لمن مَعْشَرٍ أفنى أَوَائِلَهمْ... قولُ الكماةِ ألا أين المحامونا.

- لمَ أنتَ تتفاخر كثيراً ، مالذي شربته؟.

- بعضُ الحليب والشاي ، وألا تعلمين أن معنى اسم جيمان هو الفخر؟~... إنزلي يا فيولي.

- إنتظر قليلاً.

- كلا أنزلي من هنا.

- أنت تقول أشياءً غريبة.

- لن أدعكِ تقعين ، أسرعي.

نزلت إليه بعد تردد ولم تحس بفارق المسافة ، أكان بهذا الطول دائماً؟! ، نزلت و بادلها الحديث و هو يتدرب ، و كان يحدثها عن نظام نومه وتدريبه وهي مستاءة لأنه يؤذي نفسه بنظامه اليومي القاسي.

إلتفت مسرعاً حالماً سمع صوتاً خلفه ، رفع سيفه الفضي ذا الزخارف الزرق ، وقال :

- إن التخفي ليس من شيم الرجال إظهر يا هذا !..

- لستُ رجلاً كي أخشى التخفي.

وبانت ، كانت شابة حسناء ترتدي قلنسوة ، ذات شعر أسود كما لو أن الليل كساها ، وعيون خضر كما لو أن الزبرجد غزاها ، وبشرة بيضاء ، كما لو أن اليشم حواها!.

ضيق أليكسيس عينيه في اشمئزاز وقال:

- ليفرايا كين!.

فِينا!.Where stories live. Discover now