مر الشهر في لمحة بصر ، و أقيم إحتفال تتويج ولية العهد ، كان هذا الإجراء بمثابة الزواج ، لأنه وثيقة وعقد ، وفسخها يكون طلاقاً ، كانت فيوليت متوترة ، ودخلت لقاعة الإحتفال ، وقابلت ولي العهد وأخيراً! ، وكان مثلما تخيلت ولكن أكثر قوة ، كانت له عيونٌ تحاكي زرقة السماء ، وكان مهقاً حسن الوجه ، طويل القامة عريض المنكبين ومن الواضح تماماً أنه مقاتل خبير ، وهو ذاته الذي نال لقب سيد السيف ، أقيمت المراسم ، ووجدت الكثير من الشخصيات المهمة ، ولكنها لم تركز على أحد ، عدا ذلك الشخص الذي إقتحم حياتها ، و حيت الجميع ، ولاقت الملكة كريستين التي كانت امرأة حسناء ومهقاء وقوية ، لاحظت الشبه بين الأم وابنها وأمضت وقتها في إدراك وضعهم.
بدأ الحفل منذ الصباح وإنتهى عند العصر كما جرى في تقاليد المملكة الإبكار للمناسبات المهمة ، بعد أن تعبت بشدة جلست في غرفة ولية العهد ، ولاحظت كيف أنهم قد أتقنوا العمل عليها ، وأحست حقاً بأنها إرتاحت في هذا المكان ، ولكن حز في نفسها أن صديقتها المقربة إيريس لم تأتي لأنها كانت خارج جيمان.- يا إلهي إيريس ...
قاطع تفكيرها صوت طرق الباب ، أذنت بالدخول ودخلت فتاة متوسطة الطول بنية الشعر خضراء العينين ، وإنحنت وقالت:
- أحييكِ يا أميرتي ولية العهد ، أنا روز ، فارسة أعني ... خادمة كلفت بأن تهتم بكِ طول اليوم.
ألفتها فيوليت وضحكت على ترددها فخجلت روز
- أهلاً روز أنا فيوليت ، آمل أن لا يرهقكِ العمل معي .
احمرت روز واستغربت كيف أن كلامها ودود ، وقالت :
-شكراً لكِ ، دعيني أساعدكِ أنا وكايا.
وأتت كايا بعد قليل وألقت التحية بلطف ، وشكت فيوليت في روز لأنه لا يوجد شخصٌ يخطئ في اسم عمله ، خاصة روز تبدو ماهرة لكنها قوية ، سألتها فيوليت :
- منذ متى وأنتِ تعملين هنا؟.
أجابت روز بجمود:
- منذ خمس سنوات.
- حقاً؟ ، إذن لابد أنكِ تحفظين القصر من جميع النواحي ، أحتاج لإرشادكِ في الغد كي أتعرف عليه.
أجابتها روز بثقة:
- حتماً يا سيدتي.
تأكدت بثقة روز أنها في صف ولي العهد وليست خائنة ، إنتهت فيوليت وجلست على الأريكة ، وطرق الباب فأذنت بالدخول ، وإذ به ولي العهد ، إرتعش قلبها ، وقفت له فقال:
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.