الفصل الثلاثون!.

27 2 132
                                    

- لأشهرن سيفي ، وأضعن درعيّ ، وأعتمرن خوذتي ، ولن يكون بيني وبينك إلا عنق يحتضن نصلاً!!.

-بما تهذي؟ ، ما من عنق!.

- بلى ، هنَاك!.

وفيوليت ، من هي فيوليت؟ ، إنسانة فقدت جزءاً منها ، ما بين " أنا على السبيل الصحيح " و " لكن لا يجب اقتيادي " ، لطالما بحثت عن سبيل ينفذها من كومة الحيرة التي تجثم على قلبها تلك ، لكنها لم تجد مهرباً!. كانت قد لاحظت أن أليكسيس وكريس يتحدثان عن شؤون أساسية في المملكة ، الدستور ، التنوع العرقي ... استغربت لمَ النقاش الآن ؟ ، أرادت أن تسأل لكنها ترددت صدقاً.

أيا أيتها الجدران المصمتة أفضي إلي وأبيني بما إنقضى ، لا أرجو منكِ نصحاً ولو كانت لكِ نصيحة نافعة لأعانتكِ!. جلست على حافة فراشها ، وهي تتجاهل تلك الأصوات الغريبة ، وأخذتها الأفكار قليلاً ، لم تكن حزينة لكنها كانت تائهة حقاً ، وتتسائل عما كان الاثنان يخوضان في العمل عليه في السر فقد بدا أنه أمر مهم منذ أنها درست في السياسة وتعلم مفاتحها ومداخلها ، ونمضي ما بين تردد واستعجاب ، أحياناً تكون الليالي طويلة بشكل استثنائي ، مرهقة ، صامتة ، تود لو تقول لها أن: خذيني ، أقتليني ، ومن معاناتي خلصيني! ، دعونا ننادي المنايا ، ما في كدنا غاية ، تفاقمت البلايا ، فأين المفر؟.

وما قاطع تلك المناجاة إلا تلك الطرقة التي داعبت باب شرفتها، أمعنت النظر فلمحته ، كما لو أن البدر نزل إلى أرضنا ، لامعاً دافئاً ، أبيضاً.

دخل ، لاحظ أنها جالسة شاردة ، وتأخر الوقت وحل السحر ، ولم تنم الأميرة كما توقع! ، عقد حاجبيه .

- فيولي.. نامي كفاكِ سهراً لمَ تقلقين وأنا موجود؟.

وقفت وأجابته:

- لقد جفاني النوم فحسب ، سأنام عما قريب. أوتدري يا أليكسيس ؟، هناك شيء أنا مترددة في سؤالك عنه.

مضى خطوتين للأمام مقترباً ، ضيق عينيه ، وقال في استفهام:

- ما هو؟ ولمَ التردد؟.

سألت في تردد:
- أهناك شأن كبير سيطرأ في نظام جيمان؟.

- أجل ، إن زواجنا لكبيرٌ وعظيم.

توردت وأجابته:

- لا شأن لزواجنا بالدستور و التنوع العرقي .

توسع بؤبؤه في ذهول ، وتبسم وقال:

- فِيولي، أنتِ حقاً شديدة اليقظة!.

- أتعني أن تساؤلي صحيح؟ ، ولكن ما هو؟.

عاد إلى الشرفة هاماً بالخروج ، فتح أبوابها فداعب نسيم السحر شعره الفضي وثيابه ، وقال مبتسماً ، كروحٍ دافئة ، كساحر خيالي ، كشبحٍ خيِّر ، ككائن ما وراءي بغاية الجمال! ، كقصص الأطفال بشكل أكثر إبهاراً :
- لكل شيء وقته... أنا لن أخبركِ الآن.

إقتربت من الشرفة وسألته:

-أحترم ذلك.

وتبسم قائلاً:

- تصبحين على خير يا أميرتي.


••
استيقظت في اليوم الذي تلاه ، وكان شعاع الشمس عنيف الوقع على عينيها ، منذ أن انتشل منها النوم بعنف ، وقفت واستهلت يومها ، إرتدت فستاناً باللون الفيروزي ، وضفرت شعرها إلى الخلف ، ألحت روز على فيولي بأن تتناول الفطور خارجاً كون الطقس صحو عذب ، وافقت بالرغم من أنها لم تحب ذلك كثيراً وبدا عليها الفتور قليلا ، خرجت ومروا بجانب رافائيل ، تبسم لروز وسألها عما تفعل ، ومضت فيوليت متجاهلة الاثنين ، مضت ، ولمحته أليكسيس من بعيد ، استغربت كيف كان يرتدي ثياباً رسمية ويستند على شجرة ، وينام! ، كان من قريب يبدو حقاً كشخصٍ من خارج هذا العالم ، وقفت قريبة منه تحدج فيه متداركة أنه فقط نائم ، وما لبثت أن تحدج جيداً به حتى إنتفض متيقظاً لما حوله ، إنتفاضة مقاتل شرس، ولكن تلك الشرارة قد خمدت حينما أدرك أنه ليس عدواً بل كانت هي ، فزعت فيولي من تصرفه ، وتراجعت للخلف وقالت:

- أنا لا أتعلم الدرس أبداً ، ما من أحد اقترب من تنين نائم إلا واستيقظ !.

- أقسم بأني لستُ تنيناً يا فيولي ، اسألي أمي!.

- أنا لا أصدق إلا ما أراه.

- أوترين الحراشف تغمرني؟.

- لم أركز في هذا من قبل ولكن أراك غريب النوم ، تبدو مرهقاً ، لا تأكل كثيراً ، والهالات تبدو من عينيك دائماً ، أتنام حتى؟.

تبسم ، ذهل من إجابتها فلم يجب جواباً سوى التبسم ، لم يرق ذلك لها كثيراً واستعجبت ، أجابها :

- لطالما كنت كذلك هذا أنا ، وسأظل هكذا دائماً .

احمر وجهها غضباً وقالت وقد علت نبرتها قليلاً ما بين حزن وغضب:

- لمَ تعامله كأمر مسلمٍ به؟!.

- أنا؟!.

- أنت متخاذل.

وخارجاً تحت مظلة يدخل عبرها القليل من ضوء الشمس ، تناولا الإفطار سوياً ، كان الغضب لا يزال يبدو عليها و هو كان متطرد الإبتسام ، بقي الوضع كذلك لدقائق حتى سألها أليكسيس :

- أوتحبين الحليب والشاي؟.

- حُلوّاً.

-مُرّاً.

استغربت وسألت:

-كيف تستطيع شربه مُرّاً؟.

ضيق عينيه ثم مال وأسند خده بيده وأجاب:

- يليق بي... كما يليق الحُلو بِك.


فِينا!.Where stories live. Discover now