الفصل الثالث والخمسون!.

19 2 125
                                    


-وأنت، أولم أقل لك ألا تقترب من أحد ، وإلا ستتأذى؟.

- سيدي لقد اقتربت هي وكانت مخيفة وليست كباقي الناس لقد قرصتني أقسم لك!.

إلتفت إليها في استغراب وقال:

- أولا يجدر بكِ أن تخافي ؟.

- ياللتهريج.

اقترب منها بخطواتٍ قليلة وسأل :

- ألا تعجبكِ أشباح جيمان؟.

- إني أحبُّ اللون الأبيض فلا أخاف منه.

-

كان مساءً هادئاً ، يغوص القمر في كبد السماءِ بدراً في حُلته ، بارقاً فِي نوره ، إنما ما كان له ليكون بنور وبهاء الشمس .
وعلى ذكر الشمس ، قال أليكسيس بأن لديه ما يؤرقه من عملٍ مهم عليه أن يقضيه ، تجاهلت فيوليت العشاء وهي في غمرة تفكيرها تذكرت فجأة ذلك الكوخ المهجور ، تلك الكتب ، وتلك الكتابات الحمراء ، وكيف ظهر أليكسيس فجأة فتناست السؤال عن شأن تلك الفوضى ، فأزمعت أن تمضي ، فأسدلت الرِداء على رأسها وتسلحت بفانوس ، أحياناً النور هو الشيء الوحيد الذي يشعرنا بالإنتصار على تأجج الديجور ، مضت ، وهي تعتقد بأنها ستلقى شيئاً مشؤوماً وكان شعور الريبة لا يفارقها ، كانت خائفة جداً ، وربما للحظاتٍ اصطكت اسنانها خوفاً ، ولا تدري لمَ لكن المريب مريب!.

دخلت.. واستنارت لتبضر الرفوف ، مجموعة من الحروف المبعثرة وصوت حفيف هادئ وضوضاء كبيرة في نفسها شعرت بأن الأرض لا تطيقها ، وأن ملايين الأصوات تحيط بها ، لملمت تلك الحروف الواهنة لتقرأ بصوت عالٍ:

-لا مهرب.

غمرها شعور عارمٌ مزيجٌ من خوف ويأس .. لربما قتال البشر أسهل من قتال عدو نجهل هويته ، شعرت بأن صاعقة ضربتها ، ودبت وصلصلت في أرجاء جسدها ، وتمثل لها خيال ، خيال تلك الذكرى المنسية ، وهذه المرة الأولى التي تتذكر فيها فيوليت شيئاً ، الفتى الأبيض ذا التسع سنوات يحدجها قلقاً ويحدثها قائلاً:

- قولي ماذا رأيتِ؟.

- رأيتُ العم الطبيب يتكلم عن سمٍّ ما وبل قال بأنه وضعه بالأمس ... ما هو السم أريك!.

كانت تتحدث عن الطبيب الملكي الذي يعمل في القصر الملكي الرئيسي ، المسؤول عن صحة وطعام العائلة الملكية ! ، جفل وتجمد وسألها:

- أين سمعتِ هذا ومن كان معكِ؟.

- كنتُ مختبئة بين الشجيرات عندما سمعته .

فِينا!.Where stories live. Discover now