تأقلمت فيوليت على أناس قصر جيمان كما لو أنها نشأت معهم ، وتأقلمت مع أليكسيس كما لو أنه ليس شخصاً تعرفت عليه منذ ما يقارب الشهر ، كان الشيء الوحيد الذي يرهقها هو الكوابيس ، وشعور الريبة في بعض الأحيان وتذكرها للعنات دون سبب.
في ذلك اليوم كانت جالسة في الحديقة تحت المظلة ، كان الطقس حاراً ، وكانت تشرب الشاي المثلج ، ودعت روز وكايا ، وبدأت بتكوين صداقة رفقتهن.
- أود أن اسألكن من أين أنتن؟.
قالت كايا:
- أنا ابنة بارون متوفي ، حاولت عائلة أمي تزوجي لسداد ديونها من رجلٍ سيئ .
- أوه ، لمَ؟.
- ولكن وعن طريق الصدفة قابلت جلالته وشكوت له ما حل بي... وأنقذني .
بدت على كايا سعادة جعلت فيوليت تبتسم لها وتقول:
- إذن الأمر كذلك... وماذا عنكِ يا روز؟.
- لقد كنت أنا ومجموعة من الفرسان نعرف جلالته من أكثر من عشر سنوات وكنت وقتها أتظاهر بأني صبي ، كنت ألهو مع رفاقي في الميتم فقد ترعرعنا معاً وكان جلالته يظهر أحياناً متنكراً ويساعدنا ويعلمنا بعض الأشياء الجيدة، وقد كان يحب السيف كثيراً...
استغربت كايا وقالت:
- ماذا؟ ، جلالته يذهب إلى أماكن خطرة حتى عندما كان طفلاً؟... وكيف لم ينتبه أحد إلى أنه أمير؟!.
تلعثمت روز وقالت:
- لق... لقد كان يصرخ ويغضب كثيراً، و متقلب المزاج ، وكذلك يحب أن يحادث الناس ويساعدهم والأمراء ليسوا هكذا ..
تبسمت فيوليت في بلادة وقالت:
- تقصدين بأنه متمرد.
جفلت روز وقالت في توتر:
- لا! ، لا! ، يا إلهي ماذا سنفعل إن سمعنا!.
وقالت كايا بذعر:
- أجل إنتبهي يا أميرتي!.
- لا تقلقن ، وفقط تابعي القصة.
- أحضرنا بعد حرب مادوي إلى هنا وأفصح لنا عن هويته وحسب.
- لقد مررتم بالكثير جمي...
قاطعها صوت إرتطام خلفها إلتفتت فوجدت صبياً كستنائي الشعر عيناه من عسل ، وقد كان سقط من الشجرة ، وقفت فيوليت وسألته:
- أنت بخير ؟ ، قف إن استطعت.
قالت كايا:
- ثيو المسكين لمَ أنت هنا أساساً!.
تورد الصبي وتوتر وقال:
- لم أعرف كيف أهرب فقد علقت على الشجرة وخفت أن تراني الأميرة هكذا!.
استغربت فيوليت وقالت:
- لمَ خفت؟.
غضبت روز وإنتفضت:
- أنت حتى لم تحييها!! ، وهكذا تعتبر متطفلاً يا ثيودور!.
إلتفتت فيوليت إلى روز وأبدت تعابير الغضب قائلة:
- أنتِ آخر من يتكلم يا روز.
إنتفضت وقالت :
- ألم أقل لكِ أن تقولي عندما يزعجكِ ذلك؟.
- ليس إلى درجة أن تخبري أليكسيس عن إبرة خدشت إصبعي ولم يدمي حتى!!!.
إكتئبت روز وقالت:
- آسفة يا أميرتي.
إنحنت فيوليت لثيودور ومدت يدها لتساعده على الوقوف وقالت:
- قف يا ثيودور ستعالجك الطبيبة فيوليت.
تردد ثيودور وقالت روز:
- سنعالجه نحن.
- على رسلك، هل الفرسان دائماً بهذه الخشونة؟ ، كايا أحضري عدة الإسعافات الأولية بسرعة .
- حاضر!.
أجلسته فيوليت معها على طاولة الشاي العاجية ، ولاقت ثياب ثيو بطاقم فناجين الشاي الذي ما بين البنفسجي والأبيض ، كان لديه خدش في يده الحنطية الصغيرة ، عقمتها فيوليت وضمدتها ، سأل ثيودور:
- أميرة .. هل لأن سمو الدوق الواعد فارس أنتِ معتادة على العلاج؟.
-يالهوي! ، أسبق لك أن عملت كجاسوس؟.
تنحنحت روز هامسة:
- إنه كذلك.
- كيف ولكن كم عمرك؟!!.
- خمسة عشر عاماً.
- ماذا؟!.. كيف يعين الأطفال؟!.
احمر وجه ثيو غضباً وقال:
- أنا لستُ طفلاً بل استطيع حمايتكِ!، وقد أثبت له جدارتي وطلبت منه أن يثق بي.- وإذن؟.
- بقيت لحوالي عشرة أشهر وأنا أجلب له معلوماتٍ قيمة ، وقد وثق بي بعد طول صبر.
- متى كان هذا؟.
- قبل عامين .
- أنتم حقاً غريبو أطوار!.
- يا أميرة...
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.