الفصل التاسع!

10 2 46
                                    

تأقلمت فيوليت على أناس قصر جيمان كما لو أنها نشأت معهم ، وتأقلمت مع أليكسيس كما لو أنه ليس شخصاً تعرفت عليه منذ ما يقارب الشهر ، كان الشيء الوحيد الذي يرهقها هو الكوابيس ، وشعور الريبة في بعض الأحيان وتذكرها للعنات دون سبب.

في ذلك اليوم كانت جالسة في الحديقة تحت المظلة ، كان الطقس حاراً ، وكانت تشرب الشاي المثلج ، ودعت روز وكايا ، وبدأت بتكوين صداقة رفقتهن.

- أود أن اسألكن من أين أنتن؟.

قالت كايا:

- أنا ابنة بارون متوفي ، حاولت عائلة أمي تزوجي لسداد ديونها من رجلٍ سيئ .

- أوه ، لمَ؟.

- ولكن وعن طريق الصدفة قابلت جلالته وشكوت له ما حل بي... وأنقذني .

بدت على كايا سعادة جعلت فيوليت تبتسم لها وتقول:

- إذن الأمر كذلك... وماذا عنكِ يا روز؟.

- لقد كنت أنا ومجموعة من الفرسان نعرف جلالته من أكثر من عشر سنوات وكنت وقتها أتظاهر بأني صبي ، كنت ألهو مع رفاقي في الميتم فقد ترعرعنا معاً وكان جلالته يظهر أحياناً متنكراً ويساعدنا ويعلمنا بعض الأشياء الجيدة، وقد كان يحب السيف كثيراً...

استغربت كايا وقالت:

- ماذا؟ ، جلالته يذهب إلى أماكن خطرة حتى عندما كان طفلاً؟... وكيف لم ينتبه أحد إلى أنه أمير؟!.

تلعثمت روز وقالت:

- لق... لقد كان يصرخ ويغضب كثيراً، و متقلب المزاج ، وكذلك يحب أن يحادث الناس ويساعدهم والأمراء ليسوا هكذا ..

تبسمت فيوليت في بلادة وقالت:

- تقصدين بأنه متمرد.

جفلت روز وقالت في توتر:

- لا! ، لا! ، يا إلهي ماذا سنفعل إن سمعنا!.

وقالت كايا بذعر:

- أجل إنتبهي يا أميرتي!.

- لا تقلقن ، وفقط تابعي القصة.

- أحضرنا بعد حرب مادوي إلى هنا وأفصح لنا عن هويته وحسب.

- لقد مررتم بالكثير جمي...

قاطعها صوت إرتطام خلفها إلتفتت فوجدت صبياً كستنائي الشعر عيناه من عسل ، وقد كان سقط من الشجرة ، وقفت فيوليت وسألته:

- أنت بخير ؟ ، قف إن استطعت.

قالت كايا:

- ثيو المسكين لمَ أنت هنا أساساً!.

تورد الصبي وتوتر وقال:

- لم أعرف كيف أهرب فقد علقت على الشجرة وخفت أن تراني الأميرة هكذا!.

استغربت فيوليت وقالت:

- لمَ خفت؟.

غضبت روز وإنتفضت:

- أنت حتى لم تحييها!! ، وهكذا تعتبر متطفلاً يا ثيودور!.

إلتفتت فيوليت إلى روز وأبدت تعابير الغضب قائلة:

- أنتِ آخر من يتكلم يا روز.

إنتفضت وقالت :

- ألم أقل لكِ أن تقولي عندما يزعجكِ ذلك؟.

- ليس إلى درجة أن تخبري أليكسيس عن إبرة خدشت إصبعي ولم يدمي حتى!!!.

إكتئبت روز وقالت:

- آسفة يا أميرتي.

إنحنت فيوليت لثيودور ومدت يدها لتساعده على الوقوف وقالت:

- قف يا ثيودور ستعالجك الطبيبة فيوليت.

تردد ثيودور وقالت روز:

- سنعالجه نحن.

- على رسلك، هل الفرسان دائماً بهذه الخشونة؟ ، كايا أحضري عدة الإسعافات الأولية بسرعة .

- حاضر!.

أجلسته فيوليت معها على طاولة الشاي العاجية ، ولاقت ثياب ثيو بطاقم فناجين الشاي الذي ما بين البنفسجي والأبيض ، كان لديه خدش في يده الحنطية الصغيرة ، عقمتها فيوليت وضمدتها ، سأل ثيودور:

- أميرة .. هل لأن سمو الدوق الواعد فارس أنتِ معتادة على العلاج؟.

-يالهوي! ، أسبق لك أن عملت كجاسوس؟.

تنحنحت روز هامسة:

- إنه كذلك.

- كيف ولكن كم عمرك؟!!.

- خمسة عشر عاماً.

- ماذا؟!.. كيف يعين الأطفال؟!.

احمر وجه ثيو غضباً وقال:
- أنا لستُ طفلاً بل استطيع حمايتكِ!، وقد أثبت له جدارتي وطلبت منه أن يثق بي.

- وإذن؟.

- بقيت لحوالي عشرة أشهر وأنا أجلب له معلوماتٍ قيمة ، وقد وثق بي بعد طول صبر.

- متى كان هذا؟.

- قبل عامين .

- أنتم حقاً غريبو أطوار!.

- يا أميرة...

فِينا!.Where stories live. Discover now