لم تنم إلا بعد أن أشفقت أجفانها من التعب ، كانت ليلة غريبة ، لم تعلم لو كانت نائمة أم لا أو متى نامت وهل كان هناك فرق أو شيءٌ من الراحة؟ ، فتحت عينيها ، ورأت ديانا أمامها ، استغربت وظنت أنها تهذي ولكن طال الهذيلي فصدقت أنه الواقع! ، كانت ديانا تبدي ملامح القلق والخوف وسألت بجدية:
- أأنتِ بخير يا ابنتي؟ ، جئنا فور أن وصلنا نبأ ما حدث البارحة! ، جلست فيوليت ورأت والدها يقف بعيداً قليلاً ، وفهمت للحظة لمَ لقب ديكس بالدوق الأسود مع أنه لا يملك من السواد شيئاً ، لكن كان عندما يسخط يظلم وجهه ، ويأتيك شعورٌ أنه بقعة من ظلام!.وكان كريس كذلك قد أتى ، جلست ديانا قرب فيوليت وقالت:
- كيف أنتِ؟ ، أعتقد أن الوضع كان كارثياً بالأمس.
- أنا بخير ، ولكن ماغنوس وبالرغم من محاولاته لأذيتي....
فقاطعها ديكس قائلاً:
- حتى ولي العهد كان سيفعل المثل ، ولو أتاكِ ماغنوس في دوقية هيرنيم كنت سأقتله بيدي!! ، أأبتذلنا حتى يبلغ الأمر حد الاعتداء وإحضار مسدس ؟ ، أقسم بأني لو لحظت من عائلته أي تأييد لتصرفه أو من أي عائلة أخرى سأجعلهم يندمون على اللحظة التي وقفوا فيها أمامي!.
كان ديكس يحترق غضباً ، كمن يغلي دمه حقاً! ، حاولت ديانا تهدئته قائلة:
- لا أحد سيجرؤ على تأييده.
فقال كريس:
- بلى سيجرؤون على تأييده وتقليده! ، إن لم نقاتل بشراسة فسيحدث الأسوء ، وبل كل من يخطر بباله سيطأ الغابة ويمشي عبر مساحتها الشاسعة ومن ثم يصيب الفرسان ويتجه للأميرة.
إنتفضت فيوليت وقالت:
- الفرسان؟ ، أقتل الفرسان؟! ، لقد شعرت بذلك وتمنيت ألا يحدث!.
فأجاب ديكس:
- أنتِ تتصرفين كمن لا يعرف ماغنوس ابن ألفريون... لقد غرقت مقدمة الغابة بدماء أربع فرسان أصيبوا بطلق ناري.
فسألت فيوليت:
- ذلك الرجل الغير واعٍ؟... أولا يبدو هذا مستحيلاً عليه؟.
سأل ديكس:
- ماذا تقصدين؟.
فأجابت فيوليت:
- لقد كان في أقصى مراحل هذيانه! ، لم يكن يرى ما أمامه بل لم يتمكن من إصابتنا بسلاحه.
- قد يكون ألفريون في قمة تعاونهم معه .. ولكن هيهات ، خططه البالية أضاعت وريثه!.
فقال كريس:
- إذن الأمر أكبر مما يبدو؟.
فأجابه ديكس:
- حتى أن أليكسيس قد منع ألفريون من دخول قصر جيمان رسمياً ، وأمر بأن يقتل من يحاول الدخول بالقوة ، ذلك بسبب حكاية قبل عامين حيث وجد أليكسيس ماركيز ألفريون الذي كان مستشاره حينها ، يقلب في غرفة مستندات سرية!!.
تنحنحت ديانا وقاطعته قائلة:
- ديكس ، ابنتك مصابة أولا ترى الضمادة التي على ذراعيها؟ ، وكل ما تفكر فيه هو ألفريون.
جفلت فيوليت واستغربت الوضع ، كان هذا موضع اصابتها ولكن متى وضعت هذه الضمادات؟! ، ومالذي ستقوله لهم؟؟. سأل ديكس:
- ماذا؟! ، أذلك الوضيع آذاكِ؟.
- كلا، ليس هو يا أبي.
فأجاب كريس:
- إذن من؟.
واستغربت ديانا وشكت في أمرٍ غريب وسألت:
- من الذي فعل هذا يا فيوليت؟.
وبعد صمتٍ للحظة قالت:
- لا أعلم والله! ، حتى أنها نزفت فجأة.
زاد عبوس ديكس ، وتنهد كريس وأجابتها ديانا التي تحاول التماسك:
- لا تقلقي.
خرج الثلاثة ، وكانت فيوليت تغير ثيابها ، قالت ديانا هامسة لديكس وكريس:
- لقد عاد.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.