- لمَ لم يخبرني؟.
- حتماً هو قلقٌ على من هناك.
- لقد ذاع سيطه كجنرال بعد الحرب لكنه يتحرك بكل حرية!.
قضوا بقية اليوم في ذلك الجو المزعج وتلك الزيارات الغير مرغوب فيها ، وكان أليكسيس في أوج غضبه حتى حل إقترب العشاء فوقف من مجلسه و طردهم صارخاً قائلاً:
- قل لهم أن يمضوا!! ، لقد أغلقنا اليوم!.
سأله كريس:
- لمَ تتكلم وكأنك تبيع في كشك مخللات؟!.
- لأن الأمر سيان!... تعال وتناول معنا العشاء يا كريس.
- زوج أختي يدعوني أخيراً~ .
- إمض!.
كان جو العشاء صاخباً اليوم فقد كان كريس يتحدث كثيراً ، كان يجلس بين فيوليت وأليكسيس ويتكلم عن شتى الأمور والمشاكل التي تحدث حالياً...
- أوتدري يا أليكسيس كان علينا أن نتولى أمر ذلك الوفد صباح هذا اليوم.
- كان؟ أنا سأطردهم من جيمان ولن أرحمهم إنهم مملكة في صف مادوي التي لم تمر أعوام منذ حاربناها وهزمناها ...
- أجل ولكن رسالتهم وصلت وسيأتون في غضون يومين.
- دعهم يسافرون ويحسون بمشقة نفاقهم وغباءهم!! ، وحدود جيمان لن تفتح لهم! ، لقد أرسلت الأمر منذ الصباح فلا يهم لو أتوا أم لا فسيعتبرون عدواً لنا.
قال أليكسيس بغضب وحزم ، سكت للحظات ثم إنتفض مردفاً:
- ألم نتفق على أن لا نتكلم أثناء الطعام؟!.
- يا صاح هدئ من روعك.
فقالت فيوليت:
- أنتم بخير ؟.
سألها أليكسيس:
- مالأمر يا أميرتي؟.
- تبدوان في حالة هذيان.
سأل كريس مستغرباً :
- ماذا فعلنا لكِ يا فيو؟ .
فأجابه أليكسيس :
- هذا ما أقوله لك منذ الصباح!!، حتماً قد سئمت أحاديثنا المملة!.
- يا أليكسيس هذا ليس ذنبي.
- يا مقصوف الرقبة أُصمت...
حل الليل ، وذهب كلٌ إلى مكانه ،وعادت فيوليت إلى كتبها ، أما أليكسيس فقد كان منشغلاً بعمله الورقي ، إنصرف كريس بعد عملٍ طويل ، وبقي أليكسيس مصراً على العمل فيما يجب العمل عليه لأنه لا ينام الليل إثر تلك الأشباح كالعادة ، مرت الساعات ، وأخذ يعمل ويقلب ، ونسي شرب قدح الشاي الذي أحضره منذ أتى إلى المكتب ، برد الشاي ، وليت الهموم تبرد معه!.
- مملكة هيوا ... علاقتي مع الملك جبريل جيدة ولكن ليس هناك الكثير من التعاملات بيننا ، لقد كنتُ غارقاً في المشاكل الأهم طيلة الأعوام الماضية، فلستُ أستغرب مراسلته لي لتوطيد العلاقات ، إنه رجلٌ محترم.
شرد قليلاً وهو ينظر لرزم المراسلات ، ثم أسند ظهره إلى الخلف ، وقال:
- من المؤكد أن فيولي نامت الآن ولكن أعلي أن اتأكد بنفسي؟.
تنهد ثم عاد إلى الأمام منحنياً ، وأردف مجيباً نفسه:
- سأرى .
- لا تتعب نفسك كثيراً ، فسوف ينجلي كل شيء عما قريب.
أجابه ذلك الصوت المستفز الذي يبعث فيه الاشمئزاز دائماً ، فأجاب أليكسيس بغضب:
- سأقهرك!.
- وكيف؟.
- أوتظن أني لا أعلم؟! .
ثار ذلك الصوت وسأل في هيسترية دوّت في أرجاء المكتب:
- مالذي تعلمه؟؟!!!.
- لا شأن لك ، أنا سأدحرك وسترى!!.
- لا تكابر!.
- لأشهرن سيفي ، وأضعن درعيّ ، وأعتمرن خوذتي ، ولن يكون بيني وبينك إلا عنق يحتضن نصلاً!!.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.