شعرت بأنها تحتاج حقاً لمن يقرب العلاقة بينها وبينه ، قررت أن تتمشى قليلاً في أرجاء القلعة كي تستعيد نشاطها وتستنشق نسيماً يعيد عافيتها إليها ، خرجت ، وكان منظر القصر الرئيسي الأبيض حين الغروب ساحراً للعيون ، تمشت وبدأت إبتسامة خفيفة تبدو منها ، وعندما تذكرته وتذكرت كلامه توسعت إبتسامتها ، واستغربت حقاً كيف يكون لطيفاً هكذا.
بعد دقائق من المشي ، لمحت أليكسيس !.
- إنه يظهر فجأة عندما لا تتوقع ظهوره بالضبط.
كان أليكسيس رفقة الملكة ، لمحها فناداها ، فألقت التحية عليهما ، ورأت الملكة جيداً للتو ، كانت امرأة قوية ، بيضاء ، أو بالأحرى مهقاء ، محياها كالبدر وشعرها كالكاميليا البيضاء ، وعيونها كياقوتٍ قانِيّ فاخر ، كان اسمها كريستين ألجير ، قالت كريستين:
- إن الأيام التي سأرى فيها أميرتي ستكون أيام سرورٍ وغبطة.
ذهلت فيوليت بجمال وقوة الملكة وقالت:
- شكراً جزيلاً لكِ ، وأنا بالمثل لا يسعني وصف سعادتي برؤيتكِ.
- أرايتِ يا أُمي؟، إن الأميرة مميزة حقاً.
- آمل أن تحسن معاملتها يا بُني ، ركز إنها زوجتك وليست فارساً.
كتمت فيوليت ضحكتها في تعجب وسأل أليكسيس:
- إذن ماذا تريدين مني أن أفعل؟.
- عليك أن تدعوها بالجميلة أو شيئاً من هذا القبيل ... يا جميلتي إن لم يقل لكِ هذا إلى الآن فأتركيه ولكِ الحق.
قال أليكسيس متعجباً:
- يا ويحي أتذكر أن الأمهات يقفن في صف الابن غالباً.
- أنت لا تحتاج لمن يقف في صفك يا بُني ، أنت تهلك الجيوش وحدك.
- فيوليت أيضاً ليست هينة ،
قالت فيوليت وهي تحاول أن تتماسك من الإحراج :
- صدقاً إن أليكسيس حقاً لطيف...
وفجأة ، الرجل الذي ذاع صيته من الشرق إلى الغرب ، حامي الحمى ، الكُميّ ، ملك جيمان ، الرجل العشرينيّ ، سيد السيف ، قاهر مملكة مادوي ، والذي عرف بأنه مهق أبيض لم يعد أبيضاً بل احمرّ بالكامل! ، وذهلت كريستين بعبارة فيوليت ومناداتها لأليكسيس باسمه وتبسمت في غبطة .
في وجبة العشاء ، كان أليكسيس لا يزال تحت تأثير الصدمة ، و بل عجز عن الكلام ، قلقت فيوليت وأنبها ضميرها ، وظنت بأنه إنزعج منها ، وقال بعد طول صمت:
- كريس...
- ماذا؟.
سكت قليلاً ومازالت وجنته محمرة وقال:
- أولا ترين أن عليه أن يوافق على منصب المستشار الملكي؟.
إنتبهت إلى أنه يحاول الحديث فقالت:
- عليه ذلك حتماً ، لكنني أشعر أنه متذبذب ولا يود أخذ مسؤولية كبرى على عاتقه ، إنه ليس في حالة نفسية جيدة مع أنه يبدو قوياً ومتحمساً ، إنه حزين ويترقب...
- أجل ، أميرة مملكة روكو ، مضى على الأمر أعوام ولكنه لم ينسى .
- أيمكنني أن اسأل عن التفاصيل ؟ ، لا أحد يود إعلامي بشيء.
قبض بيده على السكين ، وتسائل إن كان عليه أن يتكلم أم لا ، أخذه وابل من الأفكار ، ثم قال:
- إنها موجودة ولكنها لا تتذكر....
ثم سكت فجأة ، توسع بؤبؤه مستدركاً لما قال ، حدج في فيوليت للحظات وكأنه ينتظر شيئاً ، استغربت فيوليت تصرفه الغريب فقالت:
- يبدو أن القصة كئيبة جداً.
- هي كذلك ، آمل أن يتحسن الوضع قريباً.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.