الفصل الثامن!.

12 2 78
                                    

شعرت بأنها تحتاج حقاً لمن يقرب العلاقة بينها وبينه ، قررت أن تتمشى قليلاً في أرجاء القلعة كي تستعيد نشاطها وتستنشق نسيماً يعيد عافيتها إليها ، خرجت ، وكان منظر القصر الرئيسي الأبيض حين الغروب ساحراً للعيون ، تمشت وبدأت إبتسامة خفيفة تبدو منها ، وعندما تذكرته وتذكرت كلامه توسعت إبتسامتها ، واستغربت حقاً كيف يكون لطيفاً هكذا.

بعد دقائق من المشي ، لمحت أليكسيس !.

- إنه يظهر فجأة عندما لا تتوقع ظهوره بالضبط.

كان أليكسيس رفقة الملكة ، لمحها فناداها ، فألقت التحية عليهما ، ورأت الملكة جيداً للتو ، كانت امرأة قوية ، بيضاء ، أو بالأحرى مهقاء ، محياها كالبدر وشعرها كالكاميليا البيضاء ، وعيونها كياقوتٍ قانِيّ فاخر ، كان اسمها كريستين ألجير ، قالت كريستين:

- إن الأيام التي سأرى فيها أميرتي ستكون أيام سرورٍ وغبطة.

ذهلت فيوليت بجمال وقوة الملكة وقالت:

- شكراً جزيلاً لكِ ، وأنا بالمثل لا يسعني وصف سعادتي برؤيتكِ.

- أرايتِ يا أُمي؟، إن الأميرة مميزة حقاً.

- آمل أن تحسن معاملتها يا بُني ، ركز إنها زوجتك وليست فارساً.

كتمت فيوليت ضحكتها في تعجب وسأل أليكسيس:

- إذن ماذا تريدين مني أن أفعل؟.

- عليك أن تدعوها بالجميلة أو شيئاً من هذا القبيل ... يا جميلتي إن لم يقل لكِ هذا إلى الآن فأتركيه ولكِ الحق.

قال أليكسيس متعجباً:

- يا ويحي أتذكر أن الأمهات يقفن في صف الابن غالباً.

- أنت لا تحتاج لمن يقف في صفك يا بُني ، أنت تهلك الجيوش وحدك.

- فيوليت أيضاً ليست هينة ،

قالت فيوليت وهي تحاول أن تتماسك من الإحراج :

- صدقاً إن أليكسيس حقاً لطيف...

وفجأة ، الرجل الذي ذاع صيته من الشرق إلى الغرب ، حامي الحمى ، الكُميّ ، ملك جيمان ، الرجل العشرينيّ ، سيد السيف ، قاهر مملكة مادوي ، والذي عرف بأنه مهق أبيض لم يعد أبيضاً بل احمرّ بالكامل! ، وذهلت كريستين بعبارة فيوليت ومناداتها لأليكسيس باسمه وتبسمت في غبطة .

في وجبة العشاء ، كان أليكسيس لا يزال تحت تأثير الصدمة ، و بل عجز عن الكلام ، قلقت فيوليت وأنبها ضميرها ، وظنت بأنه إنزعج منها ، وقال بعد طول صمت:

- كريس...

-  ماذا؟.

سكت قليلاً ومازالت وجنته محمرة وقال:

- أولا ترين أن عليه أن يوافق على منصب المستشار الملكي؟.

إنتبهت إلى أنه يحاول الحديث فقالت:

- عليه ذلك حتماً ، لكنني أشعر أنه متذبذب ولا يود أخذ مسؤولية كبرى على عاتقه ، إنه ليس في حالة نفسية جيدة مع أنه يبدو قوياً ومتحمساً ، إنه حزين ويترقب...

- أجل ، أميرة مملكة روكو ، مضى على الأمر أعوام ولكنه لم ينسى .

- أيمكنني أن اسأل عن التفاصيل ؟ ، لا أحد يود إعلامي بشيء.

قبض بيده على السكين ، وتسائل إن كان عليه أن يتكلم أم لا ، أخذه وابل من الأفكار ، ثم قال:

- إنها موجودة ولكنها لا تتذكر....

ثم سكت فجأة ، توسع بؤبؤه مستدركاً لما قال ، حدج في فيوليت للحظات وكأنه ينتظر شيئاً ، استغربت فيوليت تصرفه الغريب فقالت:

- يبدو أن القصة كئيبة جداً.

- هي كذلك ، آمل أن يتحسن الوضع قريباً.

فِينا!.Where stories live. Discover now