الفصل الخامس والثلاثون!

10 2 57
                                    

••

دخل على غرفة الطعام مستقصداً تناول العشاء ، أحس بأنه تأخر عليها فأتى متسارعاً كثور هائج ، كتنين مسعور ، لكنه توقف عند الباب وتظاهر بالتمهل من أجل القيافة وما أدراك ما القيافة!! ، فتح الباب وهو يرسم إبتسامة خفيفة ، لكن إبتسامته إختفت حالما أدرك وجود ليفرايا ، وجد فيوليت تتحدث معها بسعادة وترسم إبتسامة جميلة راقت له ، لكن ما شتت سعادته كان وجود ليفرايا!!.

جلس بجانب فيولي عابساً كطفل منزعج ، و قال لها هامساً بصوته الأجش ونبرته المختلفة ، بحيث لا تسمعه ليفرايا التي تقف مقابلة لهما :

- ألم تجدي غيرها من رفيق؟.

وهو يمد الحروف كمن يصرخ هامساً ، فأجابته على ذات الوتيرة:

- لمَ؟.

-لا أطيقها.

- مُشكلتك.

وعدلت شعرها وإلتفتت إلى الأمام باسمة وهو يحدجها في صمت وذهول متوسع البؤبؤ! . كانت وجبة العشاء خفيفة لطيفة على فيولي وليفرايا ، صامتة ثقيلة لأليكسيس ، خرج عائداً إلى مكتبه عابساً ،أوصد الباب بقوة ورمى معطفه على المكتب وقال:

-  أولم أكن أنا من يتحدث دائماً في تلك الأوقات ؟ أم أنها نسيت؟... يالها من مواضيع مزعجة كانت نصف أحاديثها عن الثياب ، أعني مالمهم في خرقة خضراء تواجدت معها منذ طفولتها!!.

سمع صوتاً من على النافذة فإلتفت ، وإذ به قسورة ذاك الشاب الأسود الهادئ ، فتح له وقال:

- متى أتيت؟.

- الآن بالضبط.

- كيف يبلي ليونارد يا قسورة؟؟.

- بخير ، بخير حقاً .

- وأنت؟!.

- في حيرة .

- ماذا بك؟.

- ماذا بك انت تبدو عابساً؟.

حملق أليكسيس في استغباء لنفسه وقال:

- ليس شيئاً مهماً أخبرني بما لديك.

جلس قسورة و قال بملامح تائهة :

- أوتدري؟ ليونارد شخص لا يقول شيئاً إلا وهو متأكد ، وله نظرة ثاقبة.

- وإذن؟.

- قال بأنه قد رأى رجلاً يطابقك في الملامح يمشي في شوارع عاصمة جيمان!!.

تبسم أليكسيس في جنون وقال:

- يالهذا القول!.

- صدقاً ، أنت بنفسك رأيت ، ليونارد ذا توقعات صائبة دائماً.

- كيف بدا؟.

- قال بأنه فضي الشعر أزرق العيون.

- كم كان عمره؟.

- أعتقد أنه في عمر أبي .

- كيف هذا؟!.

جلس أليكسيس وعلى ملامحه نظرة الحيرة... ثم تنهد وقال:

- يا قسورة... لدي من الهموم ما يكفيني! .

- يا أليكسيس ، قلت بأن نصف مستنداتك عائلتك محروقة سوى إثبات هويتك أنت وأباؤك!!!.

- نعم ، ولكن هذا ليس وقته للظهور!.

فِينا!.Where stories live. Discover now