••
دخل على غرفة الطعام مستقصداً تناول العشاء ، أحس بأنه تأخر عليها فأتى متسارعاً كثور هائج ، كتنين مسعور ، لكنه توقف عند الباب وتظاهر بالتمهل من أجل القيافة وما أدراك ما القيافة!! ، فتح الباب وهو يرسم إبتسامة خفيفة ، لكن إبتسامته إختفت حالما أدرك وجود ليفرايا ، وجد فيوليت تتحدث معها بسعادة وترسم إبتسامة جميلة راقت له ، لكن ما شتت سعادته كان وجود ليفرايا!!.
جلس بجانب فيولي عابساً كطفل منزعج ، و قال لها هامساً بصوته الأجش ونبرته المختلفة ، بحيث لا تسمعه ليفرايا التي تقف مقابلة لهما :
- ألم تجدي غيرها من رفيق؟.
وهو يمد الحروف كمن يصرخ هامساً ، فأجابته على ذات الوتيرة:
- لمَ؟.
-لا أطيقها.
- مُشكلتك.
وعدلت شعرها وإلتفتت إلى الأمام باسمة وهو يحدجها في صمت وذهول متوسع البؤبؤ! . كانت وجبة العشاء خفيفة لطيفة على فيولي وليفرايا ، صامتة ثقيلة لأليكسيس ، خرج عائداً إلى مكتبه عابساً ،أوصد الباب بقوة ورمى معطفه على المكتب وقال:
- أولم أكن أنا من يتحدث دائماً في تلك الأوقات ؟ أم أنها نسيت؟... يالها من مواضيع مزعجة كانت نصف أحاديثها عن الثياب ، أعني مالمهم في خرقة خضراء تواجدت معها منذ طفولتها!!.
سمع صوتاً من على النافذة فإلتفت ، وإذ به قسورة ذاك الشاب الأسود الهادئ ، فتح له وقال:
- متى أتيت؟.
- الآن بالضبط.
- كيف يبلي ليونارد يا قسورة؟؟.
- بخير ، بخير حقاً .
- وأنت؟!.
- في حيرة .
- ماذا بك؟.
- ماذا بك انت تبدو عابساً؟.
حملق أليكسيس في استغباء لنفسه وقال:
- ليس شيئاً مهماً أخبرني بما لديك.
جلس قسورة و قال بملامح تائهة :
- أوتدري؟ ليونارد شخص لا يقول شيئاً إلا وهو متأكد ، وله نظرة ثاقبة.
- وإذن؟.
- قال بأنه قد رأى رجلاً يطابقك في الملامح يمشي في شوارع عاصمة جيمان!!.
تبسم أليكسيس في جنون وقال:
- يالهذا القول!.
- صدقاً ، أنت بنفسك رأيت ، ليونارد ذا توقعات صائبة دائماً.
- كيف بدا؟.
- قال بأنه فضي الشعر أزرق العيون.
- كم كان عمره؟.
- أعتقد أنه في عمر أبي .
- كيف هذا؟!.
جلس أليكسيس وعلى ملامحه نظرة الحيرة... ثم تنهد وقال:
- يا قسورة... لدي من الهموم ما يكفيني! .
- يا أليكسيس ، قلت بأن نصف مستنداتك عائلتك محروقة سوى إثبات هويتك أنت وأباؤك!!!.
- نعم ، ولكن هذا ليس وقته للظهور!.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.