غربت الشمس ، وركبوا العربة كي يعودوا إلى القصر ، وأرادت فيوليت أن تعود للقصر الملكي ، وفي طريقهم مال ديكس على كتف ديانا ، وأغمض عينيه ، كان مرهقاً حقاً ، تبسمت ديانا ، وأحست بأنها أنهت مهمة اليوم بنجاح ، وغمر قلب فيولي بالراحة عندما رأت هذا المشهد اللطيف .
عادت إلى القصر الملكي وأخذت حماماً وإرتدت ثياب النوم ، جلست على كرسي أمام شرفتها ، أمعنت النظر فيما حولها وهي تستدرك تلك اللية الغريبة التي مضت عليها ، حاولت نفض أفكارها ووقفت وتنهدت وقالت:
- يبدو أن الأمر خطير حقاً كما لو أنها لعنة أشعر بأن ذراعي تتمزقان منذ الأمس ولا أفهم لمَ .. لكم أتمنى أن أبكي لكني لا أشعر بأني استطيع حتى البكاء! ، أهذا هو ما يعرف بالكمد؟ ، لكم يحز في نفسي أنه لا يمكنني التعبير ، أشعر بها حارّة في صدري.
لفت يديها حول ذراعيها وتنهدت وأردفت:
- أتمنى لو أني لم أعش إلى هذا اليوم.
- آسفٌ حقاً ولكن أوينفع الأسف؟.
إلتفتت إثر هذا الصوت ، وذهلت حينما رأته أخيراً حتى ظنت أنها تهذي.
- أليكسيس! ، إنه أنت حقاً!!.
- فِيوليّ ... أخبرني كريس بكل شيء ، كيف تشعرين الآن؟ ، أمازلتِ تتألمين؟.
إقترب منها ووضع يديه على كتفيها ، كان يبدو مرهقاً للغاية ، مدت يدها ووضعتها على وجنته وقالت:
- تبدو بحالٍ أسوء مني يا أليكسيس ... مالذي حدث معك؟ ، لقد إشتقتُ إليكَ حقاً!.
- هناكَ الكثير من الأمور لأحكيها ولكن أود أن أطمئن على حالكِ أولاً... إن كان هناك أمرٌ يؤرقكِ الآن فقولي.
كان قد حدث كريس ثم توجه إليها فوراً ، مازال بنفس الثياب التي كان بها في سفره ، كان وجهه المهق مرهقاً وعيناه ذابلتان.
أنزلت يدها وعادت لوضعها على ذراعها و أجابته :
- أعتذر لأني جعلتُ الوضع سيئاً.
- ماذا يا فِيولي؟! ، سيئاً؟ ، ذلك الوغد! ، أقسم بأني سأعاقب ألفريون وأنزله من رتبته لأنه قد طفح الكيل!!.
- تنزله من رتبته؟ ، هذا كثير يا أليكسيس!!.
- ولكن هل هناك أشياءٌ أسوء مما أقدم عليه؟!!.
- لكن المحاكمة إنتهت ب....
- ثم لا تقولي بأنكِ جعلتِ الأمر سيئاً ، بالعكس أنا فخورٌ بكِ بالرغم من أن الأمر كان صعباً عليكِ ، خاصة أن ماغنوس ذاك كان له تاريخ حافل بالمشاكل والإعتداءات والجرائم المخفية ، وبل كان دائماً يحاول الإيقاع بكِ وتسميمكِ في كذا مناسبة إجتماعية وأنتِ تدركين ذلك قبل الجميع!.
-جرائم؟ .
- ألفريون عائلة جريئة بسبب ماضيها المملوء بالسوابق فلا تقلقي!.
تبسمت لكسر التوتر وقالت:
- لستُ قلقةَ طالما أنتَم معي... أنا حقاً ممتنة لعودتك سالماً يا أليكسيس.
تبسم للحظة ثم إنتفض وحدجها بذهول وقال:
- أتقصدين أنكِ علمتِ إلى أين أنا ذهبت؟.
- لقد علمتُ من فارسٍ يدعى قسورة ، توسلني لإبقاء أمر هروبه إليكم سراً حتى يصل.
- أنتِ حقاً تفاجئينني كل يوم..
تبسمت بلؤمٍ وقالت:
- مالذي تظنه عني؟...
ولم تنهي عبارتها حتى أغشي عليها ، أمسكها أليكسيس بسرعة وذعر ، وحملها ووضعها على فراشها ، واستدعى طبيبة ملكية ، كانت صديقة والدته القديمة ، ووجدت تلك الجروح ممتدة على ذراعيها ، نازفة وبل تغمر الضمادات دماً ، وكما لو أنها حديثة .
- متى أصيبت الأميرة يا جلالة الملك؟.
- عالجيها فقط أرجوكِ.
بعد خروج الطبيبة ، بقي ساعتين من الزمن وهو يحدج في فيولي ، شعر بأن كل ظنونه السيئة كانت صحيحة .
-ثمة خطبٌ كبير وبل كما قالت فيولي ... لعنة!.
خرج ومضى إلى مكتبه وقف قليلاً فيه ، ثم سمع صوتاً مدوياً فتاكاً خلفه :
- كيف حالك أيها المهق يا ذا المحيا الميت؟.
أشهر سيفه بالرغم من أنه يواجه شبحاً لكنه أراد التهديد وأجاب هائجاً:
- يغيب القط ويلعب الفأر! ، أنت حقاً ضعيف جبان!!!.
- هذا الفأر سيقتلك ويقتل أميرتك الواهنة.
- لن تمسني لا أنا ولا أميرتي!... إنقلع يا هذا ليس لديك سوى الكلام!.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.