عَادَت !
عادت صاحِبتُنا الأولى ببريقها وتجلّدها الأول ، العدو غاشِمٌ مجهول ولكِن ربما درءه ودحره يحتاجُ نَفساً قويّة متجلِّدة وحسب.
ولَجت الحديقة ، وجلستْ تنتظره هو يمر من هنا صوب مكتبه لأن الممر فيه شرفةٌ مفتوحة على طول الحديقة الخلفية .. وهذه المرة لم تأكلها أيّة فِكرة ، بل هي من أكلت الأفكار! ، وهي من دفعتها ، فإن كان سجننا مرهوناً في فكرة ، وتأخرنا وحزننا وجدراننا أفكار ، فأليس هذا شأنٌ يمكننا التحكم فيه؟ ، لسنا أول الناس ولا آخرهم ، وليست كما لو أن حالنا هو الاسوء ، إذن أمرنا مفروغٌ منه وحتماً يمكننا الوقوف من جديد ، والصّبر حتى يحين الوقت!.والآن .. حان الوقت!.
سمفونيّة الريح تعزف بوقعٍ جديد ، أحست فيوليت حتى بأن مظهرها تغير ، ملامحها وكُل ما فيها ، تلك فقط فكرة ، لكن لن يفهمها إلا من جربها واللهِ.
أتى أليكسيس على حين غرة ، تقدّمت فيوليت إليه واستغرب أنها هُنا
- فيوليّ لمَ أنتِ هُنا في هذا الوقت؟.أجابته في بهجةً:
- كُنتُ أنتظرِكَ طويلاً ، ولديّ قصةٌ لن تُصدقها يا أليكسيس!.استغرب من بقائها مستيقظة إلى هذا الوقت ولاحظ بريقاً أسره في عينيها فغض بصره ، سألها قلقاً:
- أحدث شيء؟ ، اتأذيتِ؟.شبكت يديها وإلتفتت قائلة بتوتر :
- كلا ، لكن أتذكر يوم قُلتُ لكَ إنّي سمعتُ كلمة غريبة لم أفهمها ؟.
لم يستحضر أليكسيس الفكرة فسألها:
- أي كَلمة ؟.- ما هو السم أريك؟!.
قالتها بذات النبرة وبل بذات عجزهة عن نطق حرف اللام حينما كانت طفلة ، عادت إليه الذكرى كالمصعوق والغريب المريب أنه قد نسي الأمر تماماً !. توسع بؤبؤه في ذهول ، كيف حصلت على هذه الذكرى ومن أين ؟! ، وضعت يدها على يده وقالت:
- ليس عليك أن تجيب ، كان ذلك يوم وفاة جلالة الملك ، وقلتُ أنه قال "روّح" ، فحدث الحادث ، لا أدري كيف نجوتَ إلى الآن .
كان مستعداً ليراها فاقدة الوعيّ لكن الغريب أنها لم تفقده بل مازالت تتحدث وبذلك البريق في عينيها .
- كيف ؟ بل ماذا حدث بحق الله؟!.
- أنا الآن ، أشعرُ وكأن الدّم عاد إلى عروقي ، فهمتُ كل شيء ، لربما هذا يوصلنا إلى حل ولن يصيبني الأذى منهم مجدداً .
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.