الفصلُ الرابع والخمسون!

19 2 130
                                    

عَادَت !

عادت صاحِبتُنا الأولى ببريقها وتجلّدها الأول ، العدو غاشِمٌ مجهول ولكِن ربما درءه ودحره يحتاجُ نَفساً قويّة متجلِّدة وحسب.
ولَجت الحديقة ، وجلستْ تنتظره هو يمر من هنا صوب مكتبه لأن الممر فيه شرفةٌ مفتوحة على طول الحديقة الخلفية .. وهذه المرة لم تأكلها أيّة فِكرة ، بل هي من أكلت الأفكار! ، وهي من دفعتها ، فإن كان سجننا مرهوناً في فكرة ، وتأخرنا وحزننا وجدراننا أفكار ، فأليس هذا شأنٌ يمكننا التحكم فيه؟ ، لسنا أول الناس ولا آخرهم ، وليست كما لو أن حالنا هو الاسوء ، إذن أمرنا مفروغٌ منه وحتماً يمكننا الوقوف من جديد ، والصّبر حتى يحين الوقت!.

والآن .. حان الوقت!.

سمفونيّة الريح تعزف بوقعٍ جديد ، أحست فيوليت حتى بأن مظهرها تغير ، ملامحها وكُل ما فيها ، تلك فقط فكرة ، لكن لن يفهمها إلا من جربها واللهِ.

أتى أليكسيس على حين غرة ، تقدّمت فيوليت إليه واستغرب أنها هُنا
- فيوليّ لمَ أنتِ هُنا في هذا الوقت؟.

أجابته في بهجةً:
- كُنتُ أنتظرِكَ طويلاً ، ولديّ قصةٌ لن تُصدقها يا أليكسيس!.

استغرب من بقائها مستيقظة إلى هذا الوقت ولاحظ بريقاً أسره في عينيها فغض بصره ، سألها قلقاً:
- أحدث شيء؟ ، اتأذيتِ؟.

شبكت يديها وإلتفتت قائلة بتوتر :

- كلا ، لكن أتذكر يوم قُلتُ لكَ إنّي سمعتُ كلمة غريبة لم أفهمها ؟.

لم يستحضر أليكسيس الفكرة فسألها:
- أي كَلمة ؟.

-  ما هو السم أريك؟!.

قالتها بذات النبرة وبل بذات عجزهة عن نطق حرف اللام حينما كانت طفلة ، عادت إليه الذكرى كالمصعوق والغريب المريب أنه قد نسي الأمر تماماً !. توسع بؤبؤه في ذهول ، كيف حصلت على هذه الذكرى ومن أين ؟! ، وضعت يدها على يده وقالت:

- ليس عليك أن تجيب ، كان ذلك يوم وفاة جلالة الملك ، وقلتُ أنه قال "روّح" ، فحدث الحادث ، لا أدري كيف نجوتَ إلى الآن .

كان مستعداً ليراها فاقدة الوعيّ لكن الغريب أنها لم تفقده بل مازالت تتحدث وبذلك البريق في عينيها .

- كيف ؟ بل ماذا حدث بحق الله؟!.

- أنا الآن ، أشعرُ وكأن الدّم عاد إلى عروقي ، فهمتُ كل شيء ، لربما هذا يوصلنا إلى حل ولن يصيبني الأذى منهم مجدداً .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 19, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فِينا!.Where stories live. Discover now