قالت بعد أن جذبها بشدة وجعلها خلفه:
- أليكسيس يا حبيبي إنتظر لحظة كي أفهمك.
أجابها و قد غضب غضباً أبدى عليه ملامح الشقاء وبل حتى أن عروق عنقه برزت من شدة الصراخ والعصبية :
- مالذي أنتظره؟! ، ليفرايا ستؤذيك!.
- أقسم بأني جئتُ بنفسي إليها!!.
إلتفت إليها وسألها:
- ماذا؟!.
- نعم.
قالت ليفرايا:
- جلالتك ، كنت أظن بأنك قادر على التحدث بعين العقل ، لكنك لا تنصت حتى لأميرتك.
وقف وإنتبه بأنها تحاول أن تستفزه فأعرض عنها وإلتفت وهو يشد يد فيوليت قائلاً:
- لا أريد.
ومضى وفيولي تحاول أن تلحق خطواته وهذه المرة بشكل أسوء فهو يحكم على يدها ، بلغت نصف الطريق و توقفت وقالت:
- قهرتني بركضك هذا أتظنني خارقة مثلك؟.
توقف وإلتفت إليها قائلاً:
- أنا أرهقكِ حتى في هذا.
- لا تتكلم هكذا يا أليكسيس.
عاد خطوتين إلى الخلف وفتح باب غرفة الجلوس التي كان قد عبرها قبلاً وقال:
- إجلسي.دخلت وراءه وجلست وقالت:
- ماذا؟.
-فيولي لمَ تثقين في تلك المرأة وبل تودين محادثتها؟.
- لستُ صغيرة وأعرف الناس .
- لكنها أفتعلت الكثير وجيمان تشهد.
وقفت و دنت منه قالت له:
- لقد نشأت هنا .. أولم تشعر يوماً أن هناك خطباً ما؟!.
أجابها منكراً لكلامها بسرعة:
- إن كان هناك خطبٌ فليس في جيمان بل فينا.
وجدت نفسها تجيبه صارخة في غضب:
- فينا! ، فينا! ، إنه ليس فينا بل أنت من يقول ذلك دائماً!!.
أجابها بنبرة غضب و كمن ينكر شيئاً:
- تالله إني لم يسبق لي أن قلتها لكِ حول هذا الموضوع!!.
- كلا ، بل فعلت!.
- متى؟!.
هدأت للحظة وقالت بعد أن توسع بؤبؤها تحاول التذكر :
- لا أعلم حقاً.
شعرت بالدوار ، وسكتت ، ونست حقاً بالرغم من أنها متأكدة!! ، متى؟! ، متى؟! ، كيف للذكرى أن تخوننا ؟! ، آنى لنا أن نشك بأمر نحن متأكدين منه كأننا نراه الآن؟ ، لمَ الإنسان يشك في نفسه وذاكرته وماله دائماً؟ ، خلق الإنسان جزوعاً ، هلوعاً ، يجزع حتى من حقيقة ذكراه ، أم ربما أننا لسنا كبقية الناس؟! ، أطاف الوعي بالخلق كلهم حتى إذا مر علينا توقف؟.
دنا أليكسيس منها وسألها:
- فيوليت؟ ، أنتِ بخير يا فيوليت؟.
- أشعر بالدوار...
••
لم تنتبه لأي شيء حتى صفعها الوعي وأيقظها للدنيا سامحاً لنور الشمي بالتسلل من تحت أجفانها ، أفاقت فوجدت الشمس قد طلعت ، قامت ورأت روز وكايا أمامها فسألت في هلع:
- ماذا حدث؟!.
فأجابت كايا:
- يبدو أنكِ قد فقدتِ وعيكِ يا أميرتي ، أتى جلالته بكِ هنا.
- يا إلهي...
فأجابتها روز:
- أحسني الإهتمام بنفسكِ و لا تؤذيها وكفي عن السهر ، هذا ليس في صالحك.
- ليت الأمر كان بهذه البساطة!.
قامت وأخذت حماماً ، ولبست فستاناً بسيطاً باللون الأخضر الفاتح و خرجت ، وصادف أن وجدت أليكسيس أمام الغرفة ، كان يرتدي زياً بطراز عسكري وما بين الأسود والأحمر ، قال لها:
- صباح الخير كيف حالك فيولي؟.
- بخير... وأنت أليكسيس؟.
- كوني دائماً بخير يا فيولي.
مضت رفقته إلى غرفة الإفطار ودعوا ليفرايا ، كان الجو صامتاً حتى إنتهت الوجبة ، فقد كسره أليكسيس بقوله:
- عليكِ الأمان ، ولكن أخبرينا بكل ما تعلمينه... تحدثي مع فيوليت فهي محققة جنائية .
YOU ARE READING
فِينا!.
Ficción históricaنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.