بعد أسبوع كانت فيوليت تجلس في غرفتها وتحتسي الشاي رفقة والدتها ديانا وكريس ، كانت ديانا تبتسم بهدوء ولطف ، وترتدي فستاناً فيروزياً يليق بشعرها الأشقر وعيونها العسلية ، وكريس يجلس بزي الفارس فقد كان لتوه يعمل رفقة أليكسيس يتبادلون أطراف الحديث ، ويسأل كريس:
- أختي كيف حالك؟.
فتنظر إليه الأم وابنتها في استغراب ، لتجيب فيوليت:
- يا أخي العجوز هل دخلت في مرحلة الخرف؟ ، هذه ثالث مرة كريس ما بك؟.
- كلا لا شيء ، لكن الأمر غريب علي قليلاً.
قالت ديانا محاولة لتغيير الموضوع:
- أعتقد أن الدوق دان سيقيم حفلاً غداً.
أجاب كريس غاضباً:
- هذا الذي كانت لديه مشاكل مع ولي العهد ، ويكاد يخسر لقبه.
سألت فيوليت:
- هل الأمر جلل؟.
- كانت بينهما نزاعات شرسة يا أختي ، حتى أنه مشتبه به في إحداث أضرار وتسريب بيانات للعدو عندما قاتلنا مملكة مادوي.
قالت ديانا مستذكرة:
- لقد خلفت أضراراً كثيرة ، لكنني ممتنة لأن جلالته استعاد حق أهالي القتلى .
أمالت فيوليت رأسها وسألت:
- ماذا فعل جلالته؟.
أمسكت ديانا بيديها وقالت في حماس:
- في حادث لا أعرف تفاصيله قرر الملك قتل رجالٍ جيمانيين كانوا رفقة وفد تجاري على ما أظن لذا قد قام بالذهاب بجيش قوي ليخوضوا حرباً ضد مادوي ، طلبوا الفدية أو قتل الملك ، و أنكر الملك ، فقتله ولي العهد تحت مقصلته!.
قال كريس:
- ليس هذا فقط يا أمي ، بل قد أرسل جلالته جاسوسٌ جلب أدلة تثبت أنهم عزموا إحتلال جيمان.
سألت فيوليت:
- الإحتلال؟.
فقالت ديانا غاضبة:
- يالخيالهم الواسع!.و مساءً ، بعد ذهاب ديانا وكريس ، جلست فيوليت في الشرفة تتأمل ، والنسيم يداعب شعرها الذهبي ويتلاعب به ، لم تصب بالنعاس ، ولكنها فجأة رأت أليكسيس في الشرفة ، استغربت وقالت:
- لابد أني أهذي ...
- فيوليت لمَ تظنين ذلك؟.
صعقت وتسائلت في استغراب:
- كيف تستطيع ذلك؟!.
- لنقل أني موهوب.
حاولت إمساك شعرها المتطاير وإزاحته من وجهها وسألت:
- كيف حالك؟.
-بخير ، جئت لأراكِ وأطلب منكِ شيئاً ، كيف حالكِ؟.
- أنا بخيرٍ ، ماذا تطلب؟.
- أتودين مرافقتي إلى الحدث الإجتماعي الذي ينظمه الدوق دان؟ ، أعلم بأنكِ لا تحبين هذه الأحداث و...
- حتماً.
قاطعت كلامه بإجابتها التي لم يتوقعها حتى ، شخصت عيناه ، وبقي يحاول أن يستوعب كلامها وسألها:
- أحقاً؟.
- أجل حتماً ، أليكسيس.
حدثت نفسها قائلة أن هذا ذكرها باسئلة كريس اليوم ، سأل أليكسيس بعد أن جلس على كرسي آخر في الشرفة:
- كيف قضيتِ وقتكِ مع كريس والدوقة؟.
- كان لطيفاً.
- لم أتمكن من التواجد اليوم لكثير من الأسباب..
- أقدر إنشغالاتك.
-أوه ، نسيتُ أن أخبركِ ... لقد اخترت أزياءً متطابقة للمناسبة.
- جهزتها بالفعل؟.
- لقد جهزتها من قبل مجيئكِ لقلعة جيمان...
- لقد بذلت جهداً كبيراً ..
وفي اليوم التالي ، مساءً ، ركبت فيوليت العربة رفقة أليكسيس صوب دوقية دان ، كان لون أزياءهم ما بين الأزرق والأبيض وقد لاق بهما كثيراً ، وصلوا للدوقية واستقبلهم الدوق بنفسه وهو كهل جبار لا يهاب إلا الخطر على أشياءه المادية الثمينة ، فكان يحاول التملق لأليكسيس .
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.