الفصل التاسع والأربعون!.

12 2 163
                                    

••

صباحاً ، زار كريس فيولي ، كان باسماً ذا نظرة دافئة ووقورة عكس ما يبدو عليه رفقة أليكسيس ، لا يرتدي زي الفرسان هذه المرة ، بل يرتدي كما يفعل أي شاب نبيل ، كان زياً باللون البيجّ مع قميص أبيض وربطة عنقٍ بُنية ، صحب معه بعض الشوكولاتة ، كان واقفاً عند النافذة وضوء الصباح يليق بشعره وزيه فيبدو كما لو أنه يبرق ، وفيوليت جالسة ، تضع يداً على يد ، فوق نسيج ذلك الفستان الأزرق الفاتح ذا التفاصيل الدقيقة  ، هادئة كما لو أنها دمية بثت فيها الحياة.
- أختي ، لكم أحبُّ دور المحققة الذكية التي تلعبينه ولكن أليس في الأمر خطر ؟ ، ولربما تشكيك في أليكسيس؟.

غضبت ، وقالت بملامح جادة وهي تقبض على يديها:
- من أين لكَ بهذه الفكرة؟ ، لا أعتقد أن أليكسيس بنفسه فكر بها! ، إنها ذكرياتي ، جزءٌ مني ، فكيف لا أبحث عنها؟.

جلس بجانبها وقال متوتراً:

- كلا ، كلا ، أنا لم أقصد هذا ولكن ليست هناك أي فائدة من تقفي أثر هذه الذكريات فستلحق الضرر بكِ.

- إنها تؤذيني على أي حال.

جفل كريس ، ولاحظ أن فيوليت رمشت كذا مرة من ألم خفيّ ، ولم يلفظ حتى قال ديكس الذي كان يقف قرب الباب رفقة أليكسيس:

- ماذا؟!.

وقفت فيوليت وتقدمت خطوات نحو ديكس وهي تقبض على يدها بشدة لقد بدأ الألم حقاً ، ولم يلحظ هذا أحد سوى كريس ، أجابته :

- هذا هو الأمر يا أبي.

بقي أليكسيس دون أن يتكلم ، في حزن وغضب ، والآخر غير قادر على قمع ذهوله ، تقدم نحوها وقال متوسع العينين :

- وأنا أين كنتُ من هذا؟.

- إن نطقتُ ببنت شفةٍ ستكون العواقب وخيمة ، صادف أن لأليكسيس قدرة على إدراك الوضع لكني لا أستطيع إخبارك.

الرّتب والقوى المادية فاشلة أمام العالم الآخر ، شعورٌ غامِرٌ بالغرق ...

أنا الغَريق حيث لا ملجأ ولا مَفر ...
أنا الغريق حيثُ كُل ما يطرأ بنفسي مُعيق ...
أنا الغريق ، ما ظننتُ أن الطوفان بدايته مطَر ..
أنا الغريق ، قُدّر لي الموت ببطء كقتيل الحريق ...

أنا الغريق ، عاجز عن حماية من لديّ أترقبه يموت في قهر! ...

أنا الغريق ، لا أعرف إن كانت أفعالي هي ما أودت بي إلى هنا ، ولكن كيف أخرج؟ ، حتماً أخطأت! ، سأكفّر عن خطأي وأخرجوني!!.

فِينا!.Where stories live. Discover now