- جيمان كُلها وسيدها لكِ فلمَ يحظر عليك هذا المكان؟!.عادت إلى غرفتها وإختبئت تحت غطائها وهي خجلة إثر كلامه .
-لمَ يقول هذا الكلام؟!... لمَ يضعني في وهم؟! ، إنه مجرد زواج سياسي!.
حل السحر ، كان جالساً في مكتبه بصمت ، يرتدي قميصاً أبيضاً وينير القمر المكتب ، فينعكس عليه ، فيبدو كشبح يبرق في الدجن ، أبيضٌ من رأسه لأخمص قدميه ، خلع نظارات القراءة ، تنهد وخلل أصابعه بناصيته وقال بنبرة ملؤها غضب:
- أنت !.
أجابه صوتٌ من العدم:
- ما بك؟.
- أتعتقد أني لم أنتبه إلى أفعالك؟ ، حتى أنك تكتب بالدم على جدران ورفوف المستودع السريّ! ، من تظن نفسك؟؟!.
- و ماهو سبب وجودي هنا برأيك؟!... فلتخف فالنهاية قريبة يا أيها الجيمانيّ.
- تالله أني لا ولن أهابك!.
ضحك الصوت وقال:
- بل إخشى وإسمح للخوف بأن ينتشر فيك ، سأبيدك أنت ومن معك!.
- تعال! ، إفعل ماتشاء! ، لا أبالي بما تصنع سأبيدك أنت ومن معك!!!.
بدا الغضب عليه، وحملق بشدة ، وخبط مكتبه بعنف شديد! ، أخذ سيفه ومن ثم خرج موصداً الباب بقوة ثم فتحه وقال محملقاً:
- سأحرقك.
ثم أوصد الباب بقوة مجدداً.
توقف وقال:
- فيُولِي!...
شد قبضته بغضب ، كانت لديه الهموم الكافية ولكن يبدو أن فيوليت أيضاً تعاني من بعض المشاكل منذ مجيئها لهنا.
- في مكانٍ ما فيّ ، كُنتُ أعلم أن هذا سيحدث... لمَ تجاهلت إدراكي ومضيت ؟ ، لكم أشعر بحزن يعتصرني!.
ولج إلى غرفته ، إرتمى على فراشه ، غطى وجهه بذراعه ، فسمع من العدم:
- لن تنام!.
فإنتفض وأخذ سيفه ولوّح به في الهواء قائلاً:
- إليك عني!.- حل عليك الهم يا جيمان!.
- غور!.
إختفى الصوت تماماً ، فعاد أليكسيس لاستلقاءه ، فتح أزراره الأولى ، تنفس الصُعداء وقال مستذكراً بيتاً شعرياً:
- كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .. و أسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه...
••
- لقد وصل الرد يا كايا.
- يالبهجتي يا أميرتي!.
- أنا أيضاً ممتنة .
كانت فيوليت تبدو مرهقة قليلاً وذاك الثوب الأزرق الفاتح يغطي قليلاً من إرهاقها ، لكن كايا انتبهت وسألت:
- أميرتي ؟ ، أأنتِ بخير؟.دنت روز وقالت:
- أأخبر جلالته؟.- كلا أنا على ما يرام...
وبعد برهة دخلت خادمة ، وقالت:
- استأذنكِ يا سمو ولية العهد ، هناك آنسة تود رؤيتكِ تنتظر في غرفة الضيوف في حال أردتِ رؤيتها ، بما أجيبها؟.
- أنا آتية .تعجبت الخادمة وإنحنت ومضت ، وتسائلت فيوليت لما تعجبت الخادمة ، وعدلت شعرها فقالت لها كايا:
- يا أميرة يمكنكِ الرفض .- أنا ابنة دوق كما تعلمين أعرف هذا ، ولكنها ضيفة وأنا متفرغة ولا داعي لردها دون سبب.
نزلت فيوليت إلى غرفة الضيوف وقابلتها ، إنحنت الآنسة قائلة:
- يسرني لقاؤكِ يا جلالة ولية العهد أنا اسمي هارمونيا من ماركيزية ويليامز.
- أهلاً بكِ أيتها الآنسة هارمونيا.
جلست فيوليت مقابلة لهارمونيا ، وكان كلتاهن يبتسمن ، كانت هارمونيا فتاة رائدة في العالم الإجتماعي ، فتاة ذات شخصية مستقيمة ، شعرٌ بني قصير وعيونٌ عسلية وبشرة فاتحة تميل إلى الشحوب ، قالت هارمونيا:
- أخذني أبي إلى هنا محاولة لتخويفي كي أتزوج من ديتريش.
- تخويفك؟ ، ومن هو ديتريش؟.
- أراد أن يجعل جلالة ولي العهد يأمرني ، ولكن جلالته رفض أن يلقي الأمر، وأنا حقاً ممتنة لذلك... وديترش هو ابن شقيق الكونت الراحل .
- لقد عرفته ، ذاك الذي يتنازع مع أبيه.
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.