- أنتِ السرور وكُل الكون أحزان..
صحت في اليوم الذي تلاه ، نظرت إلى عقارب الساعة وأيقنت أنه مضى بالفعل ، أرادت أن تسأل الساعة ، فهي تعلم وقت ذهابه ، فهل تعلم وقت عودته؟ ، شكت بأن الأمر أخطر مما أوحى لها ، وجدت على طاولة لها رزمة مستنداتٍ تركها أليكسيس قائلاً بأنها ستحتاج لها ، نظرت فيها ، وذُهلت متوردة قائلة:
- خطهُ ... جميل حقاً!! ، كيف يمكن أن يكون موهوباً هكذا؟!.
٨نظرت إلى تلك المستندات بتمعن واحدة تلو الأخرى ، سرحت في الخط ونسيت قراءة اللب .
- إنه رائع من نواحٍ عدة ، فوجئتُ يوم أخذني إلى ذاك المقهى وكان هو مهندسه... ولم أتوقع أن يكون خطه بهذا الإتقان والحُسن.توردت عندما تذكرت يوم المقهى ، أصبحت سيرته دافئة جداً تدغدغ قلبها ، بل إن وجوده وسماعُ صوته ، ولُطف أفعاله وإحساسها بأنه دائماً موجودٌ لها ، وإبتسامته الدافئة بالرغم من مشاكله قدرٌ جميل يمسح أي قلق وجزع ، بديل عن كل ما ضاع من ذاكرتها ، كما لو أنه ينشي ذلك الجزء الخالي ويعيد الحياة إليها!، إنتفضت ثم استمرت في التقليب وحاولت التركيز قليلاً في القراءة بدل الإنشغال بخطه!.
ولكن قبضتها إرتخت وأفلتت الرزمة الورقية ، عجزت عن أمساكها ، استدركت ، ثم نزلت على ركبتيها تقرأ مجدداً.
- توكيل أحقية العرش لفيوليت هيرنيم ؟ ، لحظة! ، هذا المجنون يوكلني العرش رسمياً؟!.
سكتت ثم قالت بغضب:
- كنتُ أعلم أنه ذاهبٌ إلى مكانٍ خطير! ، كنتُ مدركة!.
ظلت تحدج في الفراغ بغضب للحظات حتى سال الدمع على وجنتيها ، شاخصة البصر ، وغرق البنفسج في عينيها بالماء ، حاولت أن تلملم شتاتها ولا تفكر بسلبية ، التفكير الزائد يقتل البدن ، لا شيء أفضل من تخطي الهم بتجاهله ...
-أثق بأنه سيكون بخير يا الله... دائماً ما كنتَ تحمينا وتهيئ لنا أحسن الظروف ... أثق بك يقيناً.
بقيت قليلاً ثم سمعت صوت خطى روز ، لملمت الأوراق بسرعة ، دخلت روز ، فتحاشتها فيوليت ، وغسلت وجهها فوراً ، وطلبت من روز أن تعد لها الحمام ، اغتسلت وإرتدت ثيابها شاردة الذهن واجمة ، لاحظن ذلك وقالت روز بينما كايا تذرف الدموع :
-أأنتِ قلقة على جلالته؟.
وقالت كايا:
- يا أميرتي كوني على يقين أنه سيعود قريباً.
تبسمت فيوليت واومئت لهن ، وأجابت:
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.