الفصل الخامس!.

15 2 32
                                    

- الدوق دان يحيي جلالة الملك والملكة المستقبليان لقد شرفتمونا حقاً ومهما فعلنا لن نعبر عن إمتناننا بالشكل الصحيح.

إقترب أليكسيس ووضع عينه في عين الدوق ، وحملق ذلك الوجه ناصع البياض الذي يشبه وجوه الأشباح قائلاً:
- يجدر بك أن تحاول التعبير عن إمتنانك لأن المقصلة لم تحضن عنقك بعد ، يا دان.

كان أليكسيس قوي البدن ، طويلاً ، عضلاته مفتولة ، وكان هذا طبيعياً لسيف المملكة ... بلع دان عنقه في توتر وتنحنح.

بدأت اجواء الحفل ، استقبلتهم ابنة الدوق دان ، التي تدعى كاميليا ، كانت فتاة جميلة ، و غير معروفة في العالم الإجتماعي ، تذكرت فيوليت كلام أمها عن شخصية كاميليا اللئيمة ، إرتابت فيوليت منها ولاحظ أليكسيس ذلك ، فوضع يده على كتفها وقال هامساً:

- لا تكتمي ، إن أزعجكِ أحدٌ هاجميه كما فعلتِ المرة القادمة ، ويمكنكِ الاستعانة بي حتماً سأجعل وجوههم فضيحة تاريخية .

فضحكت محمرّة .. وأخذت تحكي وتتحدث مع من تعرفه من فتيات فقد كانت لها ثلاث صديقات مراسلة ، كانت أحدهن هيستيا ابنة الماركيز بيير ، فتاة لطيفة وتتعامل بالدموع والعاطفة أكثر من المنطق  .

- اشتقتُ لكِ يا هيستيا ، لم أتوقع أن أقابلكِ هنا بعد كل هذا الوقت!.

- أنا أيضاً يا فيوليت لم أتوقع أن أقابلكِ كولية عهد!.

- لقد حدث كل شيء بسرعة لدرجة أنني لم استطع إخباركِ ولا إيريس وطبعا حفاظاً على سرية العائلة المالكة لم ينشروا خبر إرتباطنا.

أمسكت هيستيا بيدها ودموعها تكاد تنزل وقالت:

- يا أميرة أخبريني الآن وسنلتقي متى ما شئتِ!.

تبسمت فيوليت وقالت:

- شكراً لكِ حقاً هيستيا!.

- لا تشكريني يا أميرة! ، نسيتُ أن أسألكِ عن علاقتكِ بجلالته.

إلتفتت فيوليت وهي قد ظنت أن أليكسيس بجانبها ، لكن تبين أنه يحادث أحد النبلاء في مكان قريب منها ، بل وحتى الفرسان الملكيون موجودون! ، أجابت فيوليت محمرة خجلة بعد أن تأكدت من عدم استماعه :

- إننا بحالٍ جيدة حقاً.

- لكم يسرني سماع هذا!.

- شكراً لكِ هيستيا ..

عرفتها على بقية صديقاتها ، ووجدت فيوليت بعض الفتيات اللاتي تعرفهن ، وأرهقت من شدة الحديث ، فقررت أن تأخذ قسطاً من الراحة ، و طلبت من هيستيا أن ترافقها ، إنتبه إليها أليكسيس وأبقى عينيه على الوضع ، فقد بدأ يتوقع بعض السيناريوهات السيئة بسبب وجوه عائلة الدوق الغير مريحة .

جلست فيوليت وهيستيا في غرفة هادئة خصصت للراحة .

- لم أحادث هذا القدر من البشر منذ زمن بعيد يا هيستيا.

- أتعلمين يا أميرة بأن الجميع كان متحمساً لحضور حفل الدوق فقط بسبب تلك المشاكل .

- حتى أليك... أعني جلالته أراد أن يطلع على الوضع.

- وجه ابنة الدوق مظلم يا ويلي يبدو أن هناك شيئاً حقاً!.

- لا تركزي عليها يا هيستيا.

ثم بعد دقائق دخلت سيدة كبيرة في السن ، شاب شعرها ، كانت تبتسم بأناقة ، ألقت التحية عليهن وكانت الكونتيسة روزالين.
دخلت خادمة وجلبت بعض الشاي ، وقالت الكونتيسة بعد رشفة :
- أنا ممتنة حقاً لرؤية ولية العهد ، أتمنى لكِ حياة طويلة وسعيدة يا ملكة جيمان المستقبلية!.

- شكراً جزيلاً لكِ أيا حضرة الكونتيسة.

- إنه يومٌ متعب جداً لامرأة عجوز مثلي لا يجب علي أن أرهق نفسي هكذا .

إرتشفت الكونتيسة من الشاي وأجابت هيستيا:

- حتى نحن بغاية التعب إن الحديث لساعات مرهق حقاً.

- حقاً؟ ، إذن أنا لا ينبغي أن أعد نفسي قد كبرت؟..

لم تنهي الكونتيسة عبارتها حتى سعلت بشدة ، قالت فيوليت:

- أأنتِ بخير؟ ، هيستيا احضري الماء!.

- أين الماء؟ ، يا إلهي ألا يوجد ماء؟! ، سأخرج مسرعة! .

خرجت هيستيا وبقيت فيوليت والكونتيسة فقط ، إقتربت فيوليت منها ووضعت يدها على كتف الأخرى وهي محتارة فيما تصنع ، تأخرت هيستيا ، فنادت فيوليت الفرسان .

- فلتنادوا أي طبيب بسرعة!.

وفي العشر دقائق تلك ، لم تاتي هيستيا و لم يعثر الفرسان لا على طبيب ولا ماء ولا سائل ! ، ولم تتوقف الكونتيسة عن السعال ، حتى بدأت في إخراج الدم ، دخل أليكسيس مسرعاً ومعه فارس مختص في الطب وبدأ بمحاولة مساعدة الكونتيسة .

- مالذي يحدث؟!.

- الشاي ! ، الشاي جلالتك!.

فِينا!.Where stories live. Discover now