••
في مكتب ولي العهد ، جلست بقربه ، وكانت تتبسم لوقت طويل ، استأنس لذلك وداعبه الفضول ليعلم ما بها ، فسألها :
- ما بكِ يا فيولي؟.
- لقد إكتشفت الكثير من الأمور التي ستكون في صفنا.
وقف ، وقال في إبتسامة اللئام :
- علمتُ بأن تصرفاتكِ تلك كان لها الكثير من الغايات.
- لكن ليف جيدة حقاً!.
توسعت عينيه منزعجاً ثم إلتفت قائلاً:
- إذا أعجبتكِ فلا تحاولي إقناعي بها .
وقفت فيوليت ودنت منه قائلة:
- آسفة ، لا أعلم حتى ما الذي حدث لذا ...
إلتفت باسماً وقال:
- لا عليكِ يا فيولي ، أخبريني بما علمتِ.
تنهدت وقالت:- الكوابيس .
- ماذا؟!.
- عندما ظهر لها لأول مرة كان في كوابيسها وبعدها قابلها في الواقع.
- أهذا مرتبط بكوابيسك؟!.
جفلت ، كيف له أن يعلم بسرها هذا؟! ، بل ومتى؟ ، سألته:- ماذا؟! ، كيف علمت؟؟.
- أعلم.
- ولكن كيف؟!.
- لن أخبركِ الآن.
وقفت وقالت:
- ليفرايا ستغادر غداً.
إلتفت إليها وسأل مستغرباً:
- لمَ وقفتِ؟ .
- أود أن أنام أنا متعبة .
تقدم إليها وقال:
- لا ترهقي نفسكِ ، طابت ليلتكِ.
تبسمت بدفء وقالت:
- لا تجعل المشاكل التي تواجهها تطبع في مزاجك ، ستؤذيك يا أليك.
سأل بصوت ملؤه استغراب مصدوماً:
- أليك؟!.وخرجت ، و قد تلون وجهه الأبيض بالأحمر.
رأت فيما يرى النائم ، ذلك الفتى التي تراه كل يوم ، ولكن اليوم بحلة غريبة ، كان الألم رهيباً كما لو أن رأسها يعتصر ، بدا لها ذلك الفتى الأبيض ، كان بهياً أبيضاً حسن الملامح ، وكانت تشعر بدموعها تنهمر وقلبها يعتصر ، وكانت في الحلم طفلة تتجول رفقة الفتى الأبيض.
- من أنت؟.
- ماذا؟ ، ما بكِ يا فيوليت؟ أنا أليكسيس!.
قال وهو يمضي إلى الأمام ويشدها من يدها ، فسألته مشوشة كما يشوش المرء عندما يحلم:
- إلى أين نذهب؟.
- إلى ابن عمتكِ يا فيوليت .
- عمن تتكلم ؟ ، ابن عمتي؟.
- ليونارد روكو ، هل هناك غيره؟! ، فالملكة هيلين زوجة آرنولد روكو هي شقيقة والدكِ الوحيدة!! .
ولم تنتبه لأي شيء ! ، فتحت عينيها وهي غير قادرة على التمييز بين الحلم والواقع ، بل وتتفقد أليكسيس وأين هو ، رفت رأسها تتفقده ، ونادت:
- أليكسيس..
- فِيولي!.
إلتفتت للجهة الأخرى ، ورأته لكن لم ترى ذلك الطفل بل خطيبها ولي العهد البالغ ! ، بدأت تستوعب قليلاً ، سألها في قلق:
- فيوليت ، أنا لا أعلم ماذا حل بكِ ليجعلكِ تفقدين وعيكِ ولا تستيقظين إلا على غروب الشمس!!.
أجابته مرتعبة مسرعة :
- أنت!!!.سألها بذات الوتيرة:
- أنا؟!.
- رأيتك في المنام اللية وقلت لي ما لم استطع استيعابه! لقد حدثتني عن ملك روكو ونسبه ، بل وقلت بأنه ابن عمتي!!.
- لا تفكري!!.
ولم تدرك الوضع إلا عندما وجدته يمسك بكتفيها جافلاً ، والدم الأحمر ينسكب من فمها ، وقال مذعوراً:
- أهذا ما حدث؟! ، ولمَ أنا؟.
- لطالما كنت موجوداً ولكن كطفل ، و كل يوم ، كنت تقول لي بأنه "فينا" .
- يكفي يا فيولي ، يكفي أرجوكِ.
- أين ليفرايا؟.
- ذهبت رفقة ريكورديان منذ الصباح.
- أنا حقاً لا أصدق ما حل بي.
وقف متنهداً وقال:
- لا بأس ، إرتاحي الآن ، موعد العشاء إقترب لذا سنلتقي في غرفة الطعام بعد قليل.
- حسناً إذن.
خرج وأرادت الاستعداد ، فرأت مجموعة الأظرف التي على مكتبها ، كانت تراسل فيوليت والأخرى تجيبها ، لقد بدت غريبة في الآونة الأخيرة ، أهذا بسبب بعدها وسفرها ؟ ، فلم تكن في جيمان منذ الوقت الذي كانت فيه فيوليت عزباء!..
لم تحضر خطوبتها ولا أي شيء ، كانت مشغولة في الخارج ولا أحد يعلم متى تعود.
![](https://img.wattpad.com/cover/340525209-288-k517867.jpg)
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.