رفع سيفه وإنتزعه من جثة لويس ، ثم نفضه كي يزول الدم ، وتجنب جثة لويس وهو يخطو فوقها ، أحس بوخز في صدره من إكثارّه لشرب الشاي ليلاً ، نظر إلى لويس المرتمي على الأرض ثم سأل:
- أكان ليختلف الأمر إن لم يكن أليكسيس جيمان وريثاً للعرش؟ ، أعني بأن الناس لا يقتلون أبناء الخال كل يوم ، هذا أمرٌ غير معتاد حتماً ، أنا هنا أبدو كالمستعمر ، ملكٌ يقف وحده كما لو أنه لا يملك نسباً البتة!!! .
سمع صوتاً قادماً فغطى وجهه ومضى ، أراد أن يخفي نفسه فأعاد سيفه إلى غمده ودخل إلى المدينة ، كان الناس وقتها قد بدأوا يستيقظون ليبدأوا في أعمالهم ، كان يمشي وعقله ليس موجوداً في هذه الأرض ، في حين أنه يتمشى اصطدم برجلين ، شمّ منهم رائحة النبيذ ، قال أحدهما مُعرّبداً:
- يا هذا!! ، من تخال نفسك كي لا تنظر أمامك وأنت تمشي؟!!!.
- على الأقل لستُ فاشلاً نجساً مثلك .
- ماذا تعني؟.
تقدم الرجل متظاهراً بتهديد أليكسيس ، فأعطاه أليكسيس ركلة في بطنه لن ينساها قط! ، فرماه على أحد طاولات الخضروات ، وكانت طاولة ليمون ، فتناثر الليمون! ، وفرّ الرجل هرباً ، ولحقه الآخر ، فمضى أليكسيس إلى طاولة الليمون وبدأ في جمعه ، فأتت إليه عجوز قصيرة بريئة الملامح قالت:
- أوه أيها الشاب لا ترهق نفسك في هذا .
قال أليكسيس باسماً:
- إنه واجب.
وفي حين أنه يجمع الليمون المتناثر ، وقف أمامه شخص ، لم يعطه أليسيس أي إهتمام ، حتى سمعه يقول:
-توقعتُ أنك ستبدأ في تجارة الخضروات بأقرب وقت!.
رفع أليكسيس رأسه فقال :
- كريس؟ كيف عرفتني وأنا متنكر؟.
- لقد عرفتك من كتفيك وطولك.
ونزل كريس يجمع الليمون ، وأعاد أليكسيس الطاولة إلى موضعها حملاً ، ثم مضى رفقة كريس مشياً.
- الأسود؟.
- إسمع ، أنا لا أرتدي الأسود لأني كئيب ، حسناً صحيح أني كئيب ولكنه ليس سبباً لإرتداء الأسود!.
- أنا لم أقتنع!.
- إنقلع!.
- أقمت بالأمر؟.
- نعم ، إنها خطوة هينة .
أحس بهواء بارد من خلفه ، وبأن أحدهم يحدجه من الخلف، إلتفت مسرعاً ولم يجد أحداً سوى ظهر رجل عجوز استغرب كريس وسأله :
- ما بك؟.
- أشعر بالريبة.
- يتهيأ لك ذلك وحسب.
- لا أدري والله.عاد إلى القصر الملكي وظهرت الشمس ، أراد أن يرتاح قليلاً قبل أن يتناول وجبة الفطور مع فيوليت ، وفتح أزرار قميصه الأسود ثم إرتمى على فراشه واضعاً ذراعه على وجه ، قائلاً:
- ساعةٌ واحدة ستفي بالغرض الآن.
ذهب إلى فيوليت وألقى عليها التحية باسماً وجلس ، كان عادة يتخطى الوجبات ولكن منذ يوم مجيئ فيوليت أصبح يحب المجيئ إلى غرفة الطعام!.
- ماذا تفعلين هذه الأيام؟.
- لا شيء محدد.
-وماذا عن رفيقتكِ تلك؟.
- أوه ، أتعني إيريس؟ ، إنها مشغولة هذه الأيام.
-فقط؟.
- تبدو مرهقاً.
- كانت لدي مهمة.
- يا أليكسيس أليس هذا خطر عليك؟!.
- تَسيلُ على حد السّيوف نفوسنا وليست على غَير السيوف تسيل.. على ذكر السيوف أتذكر أن أمي الأيام الماضية إقترحت أن أدعكِ تبقين معي في المكتب و تراقبي أسلوب عملي.
- قوة الربط!.
تبسمت وأحست بالغبطة لأنها كذلك ستراه يكتب بخطه الخلاب كذلك!
- أنا أتطلع لكونكِ الملكة... أعتقد بأن أيامي ستكون رائعة حقاً عندما نكون الملك والملكة.
- أنت تحرجني.
- إنما أقول الحقيقة.
![](https://img.wattpad.com/cover/340525209-288-k517867.jpg)
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.