الفصل الثانى والعشرين "ما لا أبوح به"

922 42 9
                                    

الفصل الثاني والعشرين من رواية رُفات الهوى..

بينما يُعجبك عقلي،
أريد حينها مغادرة أفكاري بما لا أستطيع البوح به..

#رُفات_الهوى
#شيماء_أسامة

___________________________

خرج "سليم" للحديقة يرتشف القهوة في جو هادئ بعد قضاء يوم مشحون تجمعت فيه جميع المشاعر ونقيضها مما أصابه بإرتباك جعل مشاعره تتخبط بفؤاده لعدم استقراره على ما يبغيه، كان سيجلس على الأريكة المجاورة للباب الداخلي ولكن قبل أن يجلس استمع لأصوات هادئة مُنبعِثة من الحديقة الخلفية ليثيره الفضول ويتحرك ناحيتها بخطوات بطيئة متوجسة حتى رأى "شيماء" تجلس على الأرجوحة وتضع طاولة أمامها وبعض أدوات العمل اليدوي وتثبت هاتفها تقوم بالتصوير لما تفعله كأنها توثق إحدى إنجازاتها وأمامها الحاسوب ينبعث منه بعض الكلمات للفنانة "وردة الجزائرية" دون موسيقى وتدندن معها الاغنية بمشاعر حقيقة ظهرت في بحة صوتها ليستمع للكلمات يتأملهما سويًا.

_رسملي على السما جنة فيها الهنا
وقال هنعيش هنا قولت احلوت سنيني
وبنا لي في الخيال قصور من الآمال
وقال مفيش مُحال نمت وغمضت عيني
ومرت الأيام وصحيت من الأحلام
مالقتش غير آلام وعذابي مستنيني.

هنا كانت النقطة الفاصلة، أعادت بجسدها للخلف وتنهدت بقوة وتغمض عينيها بأسى لتمد يدها تغلق الحاسوب وتظل تنظر أمامها بعدما تركت ما تفعله وكأنها فقدت طاقتها بعد استماعها نهاية الأغنية.
في هذا الوقت قرر "سليم" أن يذهب إليها عسى أن يُصلِح ما أفسده في الصباح، حمحم بصوت مسموع لتنتبه وتحاول رسم الهدوء على ملامحها التي تنم على عكس ذلك حتى لو حاولت الكذب ستفشل، جلس على المقعد المقابل للطاولة أي مقابلها مباشرة ليجدها بدأت تستكمل العمل اليدوي كان عبارة عن أشكال داشرية تضع بها مادة شفافة "الريزين" وفوقها بعض الصخور المزيجة بين الأزرق الداكن والأسود اللامع وتضع عليه مرة أخرى نفس المادة الشفافة وفي المنتصف اسمي "تالة" و "فريد" وتاريخ زواجهما وفي الأسفل جملة كُتِبت بماء الذهب

"أنتِ بداية كل شيء، ومسك الختام، الآن أصبح الدار أمان".

كانت أنتهت من كل شيء وأخذت تخرج الأشكال بعدما جفت تمامًا لتصبح تحفة فنية حقيقية تتلمسها بشغف، تلك الهدية التي ستُهديها لصديقتها ليلة الزفاف.
رأى اهتمامها بأدق التفاصيل لزفاف صديقتها وكأنه حفل زفافها ليضاهيه شعور جديد ألا وهو التمني أن يكن في حياته شخص هكذا، يهتم بأدق التفاصيل، يحاول صُنع سعادته، يحاول إبهاجه حتى لو بشيء بسيط المهم المحاولة.
عاد من ضجيج قلبه عندما رآها تُلملم أشيائها وعلى وشك المغادرة ليتحدث قاطعًا مغادرتها.

_ممكن نتكلم شوية.

اختلست النظر إليه بطرف عينيه لتقرر الاستماع لعذره عسى أن تقتنع وتعفُ عن خطيئته، زفرت بعمق وجمعت متعلقاتها تضعهم أمامها وتنظر له فيي إشارة للحديث ليمسح على خصلات شعره بإرتباك ظاهرثم أردف بتسارع ويحاول تجاهل النظر لمقلتيها التي باتت تأسر قلبه.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن