الفصل الثالت والعشرين "وِدّ وإيان"

888 42 0
                                    

الفصل الثالث والعشرين من رواية رُفات الهوى.

جميعنا سُجناء
بعضنا سجنه عقله، وآخر أفكاره، وثالثه هواه
مَن أخبر السُجناء أننا أحرار؟.

#شيماء_أسامة.
#رُفات_الهوى.

_____________________________

في ذات الوقت كانت "شيماء " تجلس في الشرفة تتابع بعض الأعمال المُؤجَلة بسبب غيابها عن الشركة لتصطدم بوجود "درة" تدلف من الغرفة بترقب أن يراها أحد ويظن بها ظنّ سيء لتنظر لها بهدوء وتعود للنظر للحاسوب وكأنها لم ترّ أحد، جلست أمامها بتوتر لتظل صامتة بعض الوقت حتى استمعت لـ "شيماء" تُحدِثها بشيء من السخرية.

_طب لو جاية عشان تتفرجي عليا خليها بكرة لأني هدخل أنام.

_"شيماء" أنا آسفة.

أردفت بهذه الجملة بسرعة شديدة وتضغط على كلتا كفيها بشدة تترقب ردَّها بالرفض أو هذا المتوقع من شخصية "شيماء" لكنها اندهشت عندما رأت ابتسامة هادئة تَزيين ثغرها لتتابع قولها بنفس الهدوء.

_حصل خير يا "درة".

كانت صدمة أخرى  لها لعلمها أنها ليست بهذه السهولة تقبل الإعتذار وبالتحديد من شخص أصابها أذى منه ليس بهين، وإذا قبلت إعتذارها لِما رفضت إعتذار "سليم" وتعلم أنه حين تحدث معها في المشفى كان مُغيّب العقل والبصيرة ، لم تستفهم منها عن شيء لتجد نفسها تريد التقرب منها واتخاذها صاحبة فتلقائًيا أردفت بهذا الحديث تطلب صداقتها.

_"شيماء" هو إحنا ممكن نكون صحاب؟

ناظرتها بتوتر كيف يمكنها رفض هذا الطلب دون التسبب في إحراجها أو أذى داخلي من الرفض لتستشعر "درة" رفضها وتقرر المغادرة قبل سماعها للرفض صراحةً ولكن قبل أن تخط خطوة واحدة استمعت لها تجيب بطريقة غير مباشرة.

_أصحاب لا، أنا سامحتك بس مش معنى كده مطمنالك فممكن نكون أصدقاء.
_هو في فرق أصلًا؟

حركت رأسها إيجابًا وليست المرة الأولى أن تتعرض لهذا السؤال فأغلب العالم يجهل الفارق الكبير بين الصاحب والصديق ويضعهما في نفس المكانة ولكن لو تدري لَما قلت على أي شخص صاحب، سحبت نفسًا عميقًا إستعدادً لحديث من الممكن أن يطول أو تختصره .

_ بصي الصاحب ده أعلى مكانة ممكن حد يوصلها، عارفة الشخص اللي بتلجأي له في كل وقت، فرحانة زعلانة مكتئبة ويستحملك بكل الدوشة اللي فيكِ ده اللي بنقول عليه صاحب، أما الصدسق ده بيبقى أقل كتير، مابتفكريش تروحي له لو عندك حاجة لأنك لسه ماوثقتيش فيه إنك تحكي عن أي حاجة خاصة بيكِ، آخره معاكِ ضحك وهزار أما الصاحب هو خليل.

"من بين دائرتك هناك شخص وحيد
يشبه البحر تزوره كلما ضاق صدرك".

ابتسمت على تشبيهها ثم وقفت لتقرر العودة لغرفتها فمدت يدها تصافحها بود لتصافحها "شيماء" بمشاعر مضطربة من "الأنا" ، كان قرارها الداخلي يرفض هذا لعدم الإطمئنان لها، لا تحب مصافحة شخص لا تأمنه حتى لو تعلم توبته عن الذنب ولكن هذه نفس أمارة، تنطبق في هذه الحالة جملة تربط علاقة القلب بالمصافحة قد سمعتها في إحدى الأفلام قالها ممثل عظيم "فؤاد المهندس" في "الشموع السوداء"

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن