الفصل الواحد والأربعين "ولعل ما تركته يعود إليكَ يومًا ما"

797 37 50
                                    

الفصل الواحد والأربعين من رواية رُفات الهوىٰ.

كل ما يحدث في الحياة لسبب وجيه، ولا تُصادِف شخصًا أو فعلًا عبثيًا، لعله لحب أو درس أو جرح لا يُشفى إلا بشقاء ..

#شيماء_أسامة"شام".
#رُفات_الهوىٰ.

_______________________________

تقدمت "شيماء" تفتح الباب على مضض وتتجاهل الاعتراف بالسبب الذي جعل مزاجها ينقلب في بضع دقائق، يرتبك قلبها من وجوده بنفس المكان حتى لو يبعُد عنها، تعلم الآن أنه قريب منها لدرجة تجعلها فاقدة التركيز والوعي الكامل، سحبت نفس عميق قبل أن تفتح الباب وبمجرد أن فتحته وجدته يقف بهيبته التي يظهر بها دائمًا، تلقائيًا أبعدت نظرها عنه ليبتسم ابتسامة جانبية مُخفاة ثم تقدم ليدلف ووقف بجانبها وتفصل بينهما مسافة ضئيلة ثم همس بنبرة رخيمة.

_افتكرت حاجة كان مفروض أقولهالك امبارح.

نجح في إثارة فضولها لتلتفت برأسها نحوه وتعابير وجهها تفصح عن الاستفهام الظاهر عليها، اتسعت ابتسامته شيئًا فشيء حتى تابع بنفس الهمس.

_ "هنيئًا لكِ بقلبي يا صاحبة الزمرد الأخضر".

رأى ملامحها امتزجت بين الخجل والضيق ولكنه أظهر عدم الاكتراث ليضع علبة الشيكولاتة التي أحضرها بين يديها واستكمل طريقه للداخل تاركها في صدماتها التي تكتسبها منه مرة تلو الأخرى، أما عنها مع استماعها لحديثه إلا أنها باتت تمل من تلك السخافات، فيرمي بكلمة ويفر هاربًا كأنه ارتكب جُرمًا لم يُغتَفَر، فكرت بأنه إذا لم تكن لديه الشجاعة الكافية لمواجهة مشاعره فلماذا يُلقي بتلميحات وينسحب، لهذا السبب تتجاهل فحتى إن كان يهاب الرفض أو الاصطدام فعليه المواجهة حتى لا يظل حبيسًا للخوف والظلام.

أغلقت الباب ودلفت ثانيةً للمكان الذي يجتمعن فيه الفتيات لينتظرن انتهاء جلسة التعارف التقليدية حتى خرجت "أمنية" من المطبخ تحمل بين يديها صينية موضوع عليها فناجيل القهوة وتتقدم من كل شخص لتقدمها له ثم جلست بجانب شقيقها "علي" ويتملكها التوتر والارتباك ليزيد هذا الشعور أضعافًا بعدما استمعت لوالدها يقول.

_طب اتفضلوا في الصالة التانية ونسيب الولاد لوحدهم.

خرج الجميع ولم يتبقى في الغرفة سوى الثنائي الهادئ ويرى "أدهم" كيف تشد على كفيها بتوتر أو ضيق حتى أنه اندهش ولكن فكر أنَّ تكرر نفس الموقف مع إخوته ليبتسم بهدوء ويحمحم بصوت مسموع لعلها ترفع رأسها صوبه ليردف بمرح.

_على فكرة الرؤية الشرعي ليا مش للسجادة.

ابتسمت ثم رفعت بصرها نحوه لتتقابل بمقلتيه الناطقتين بالهوى لتحاول استجماع حديثها التي كانت تُكرِرَه على نفسها مُنذُ الصباح حتى خرج كلامها بإندفاع.

_بص أنا نسيت الأسئلة اللي محضراها، أنا صليت استخارة ومرتاحة.

انتبه الجميع على ضحكته بسبب عفويتها في الحديث ليدلفوا وينظرون لهم بدهشة حتى وقف "أدهم" وتقدم من والدها وأردف باحترام.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن