الفصل الخامس والأربعين من رواية رُفات الهوىٰ.
هُناكَ مُعضِلَة يستحيل حلَّها،
إن كانت مع عقل يأبى الرجوع مع شخص صفعه بقوة وأصبح بكل تلك الجمود؟..#شيماء_أسامة"شام"
#رُفات_الهوىٰ.___________________________________________
طال الصمت لوقت مرَّ عليها كأنهم مئة عام من الانتظار واللهفة لشيء ترجوه مُنذُ زمن بعيد، انقطع الاتصال ونظرت بقلق نحو شاشة الهاتف بتوتر عندما لمحت اسم "سليم" على الشاشة، فكرت لثوان أن تتجاهل ما سمعته واعتباره أنه موقف عابر لا يهمها لكن صوتها الداخلي كان لديه رأي آخر، سيطر على عقلها الشعور بالقلق والخوف نحوه، ارتعشت يديها وتسارعت دقات قلبها بطريقة مُبالغ بها، وإن جلس شخص ما بجانبها لاستمع لما يحمله فؤادها، حاولت التحلي بالهدوء والرزانة في حين أنَّ عقلها بات مُشتَتًا قَلِقًا من انتهاء المكالمة دون حتى أن تستمع لصوته، ظلت تجول في الغرفة ذهابًا وإيابًا تحاول السيطرة على قلقها الذي اكتسح سائر مشاعرها، أمسكت الهاتف بيد ترتجف خوفًا لتحاول مُهاتفته عدة مرات حتى استمعت استجابة من الطرف الأخير يُحدِثها بصوته الهادئ.
_أيوه يا "شام".
استمع إليها تتنهد بعمق ،يرافقها شعور الارتياح بعدما طغى عليها عدة مشاعر بين القلق والتعب والتفكير العميق، كانت محاولة لتخفيف التوتر والوصول لمرحلة الاسترخاء لتفريغ كل تلك المشاعر المكبوتة، استجابة فسيولوجية تلعب دورًا هامًا في تنظيم التنفس وإعادة توازن الجسد، وتُعد وسيلة غير واعية للتعامل مع الضغوط الحياتية، أما عن عاطفتها فعكست تمامًا مشاعر الاحباط والحزن لشعورها بالعجز وثِقل الموقف عليها، فيد كانت إرتياح بعد انقضاء موقف صعب والاطمئنان عليه، تُوصَف التنهيدة بأنها تجمع بين الجانبين الجسدي والعاطفي مما يجعلها تعبيرًا طبيعيًا ومُعقَدًا عن المشاعر والانفعالات، انتظر بضع ثوان ليتيقن أنَّها لن تُمرِر ما سمعته سهوًا ليجدها تستفهم بقلق غلف صوتها.
_إيه صوت الرصاص اللي سمعته؟
_أنا في المُعسكر، وبعيدن قناصة مُحترِفة عملت أكبر 3 عمليات في الشرق الأوسط تخاف من صوت الرصاص؟ غريبة يا "شام"؟
ارتبكت من معرفته لمعلومة جديدة لم يعرفها سوى مَن تعمل لديه، كفَّت عن الحديث لدقائق فتحاول التفكيركيف تُنفي حديثه لتحاول صبغ نبرة صوتها بالحدة والجدية.
_قناصة إيه وكلام فارغ إيه؟ أنا..
أجهض حديثها بحسم مانعها من استكمال كذبها الذي يعلمه مُنذُ زمن لكنه كان ينتظر الوقت المناسب لكشف كل ورقها، لكن غلبت مشاعره عقلانيته، بئس ذلك القلب الذي يجعله ضعيفًا أمامها، تخلى عن الجمود ليغلف نبرة حدبثه الحنو والهيام.
_قناصة، وعيونك قتالة.
احمر وجهها وتسارعت ضربات فلبها من فرط الخجل المُصاحب لحديثه، استصعبت الحديث مرة ثانية واكتسح شعورها رغبة قوية في الانسحب وانهاء المكالمة، ولفهمه ما يدور بعقلها وما اجتاحها من مشاعر مُختلَّطة أثر كلماته إلا أنَّه مُتيقن أنَّ جوابها بالتأكيد سيكن مُضاد لمشاعرها، استمع إليها تجيب باقتضاب.
أنت تقرأ
رُفات الهوىٰ
Aksiوما رُفات هوايا سوى بعض خيوط رقيقة تنفرج عندما تستمع بكلمات حنونة ومشاعر حقيقية تجعلنى أشعر وكأني مُحلِقة فى السماء. هذه الكلمات كانت فى مذكرتي عندما كنت أستعيد بعض المواقف التى حدثت بيننا كنت دائما تنظر لي بإشتياق وحب ولكن هيهات كل هذا أصبح سراب، إ...