الفصل الثاني والأربعين من رواية رُفات الهوىٰ.
تُفرِقنا الحياة، ويجمعنا خبر يحمل جميع معاني الأسى،
لكننا بالنهاية نلتقي..#شيماء_أسامة"شام".
#رُفات_الهوى
________________________________بمجرد رؤيتها لـ "سليم" يمتطي حصانها ويهرول به بسرعة فائقة كفارس مِقدام، آثار غضبها عدم استئذانه لشيء خاص بها كهذا، تمنع أي شخص أن يمس خيولها إلا إذا سمحت له بذلك لكن فكرت أنه يفعل نفس الفعل مثلما أخذت حصانه المُفضَل في المزرعة لكنه حينها سَمَح لها بذلك، ضغطت على يدها وعينيها مُعلَّقَة على الحديقة لتسير بخطوات هادئة غير مُنتبِهَة لوجود أحد حتى استمعت لـ "فخر" يوجه حديثه لها لعلها تنتبه إليه و يُشتِت تفكيرها.
_إيه يا باشمهندشة مش تسلمي؟
إلتفتت له لتبتسم بهدوء محاولة الاعتذار بطريقة لطيفة.
_ازيك يا "جدي"، ازيك يا "تيتى"، البيت بيتكم هخرج بس أشوف حاجة وأرجع.
تزامن خروجها من الباب الفاصل بين بهو الفيلا والحديقة خروج "كوثر" من المطبخ لتقديم الضيافة وما إن رأتهم حتى سقطت من يدها الصينية الموضوع عليها الكاسات لينتبه لها "فخر" ويقف وتعتليه الصدمة ليهمس اسمها بخفوت وعدم تصديق .
_"كوثر"؟
رفعت "فضة" رأسها لتلتقي بوجهها وهنا احتلت الصدمة معالم وجهها غير مُصدِقة ما رأته، وقفت لتتقدم منها حتى توقفت أمامها تبصرها تتفصح تفاصيل وجهها، لم تختلف كثيرًا عن آخر مرة رأتها مُنذُ اثنان وعشرون عامًا، نفس الملامح البريئة الهادئة، والعيون التي تحوي حب وحنين يملأ العالم كله بالسلام، اندفعت "كوثر" تُعانِقها بإشتياق بعد أعوام جَمَّة من الفراق والبُعد رغمًا عن الجميع، لكن إلتقيا في الوقت التي ظنَّ كل واحد منهما أنها النهاية.
"إلتقينا بعدما أقنعني عقلي أنَّ لقائنا سراب ظللت أسير نحوه دهرًا كاملًا واختفى، إلتقينا للحد الذي جعل عقلي يكُف عن التفكير ويهدأ في وجودك بعد صراعات دامت كثيرًا في غيابك يا صديقتي".
________________________________
في الخارج وقفت "شيماء" في الحديقة تنظر لذلك الوغد ما لقبته بذلك وأنه بكل جرأة تعدى على ملكيتها، نظرات مُسدَدَة كالسهام وملامح يتمالكها الغضب حتى لاحظت ثورة الحصان على فارسه، أو مَن ظنَّ أنه سيكن مُروضه ليتفاجأ بعِناد ورفضه كصاحبته، كان الحصان يهرول بسرعة غير طبيعية ورأت حركة أذنه للخلف تكاد تصل بالقرب من رقبته وهذا يدل على غضبه وأنه على وشك ركل الشخص، ثم أخفض رأسه ويلوح برقبته من جانب لآخر فهنا تيقنت أنه على وشك صدور فعل عدواني تجاه "سليم"، وأخيرًا حركة قدميه الذي لاحظها "سليم" فكان يرفع قدميه ويخفضهما بقوة وهنا لم يجد أمامه سوى الهروب بطريقة واحدة القفز في المسبح فيكاد الفاصل بضع خطوات، انتبه أخويه على أثر ارتطامه بالماء وهنا تحولت نظراتها بين الغضب لحالة فرسها والابتسامة الشامتة لردّة الفعل تجاهه، تقدمت صوب "الأدهم" بحِرص حتى لا يُلاحِقها الأذى، مدَّت يدها تمسح على رأسه تُهدهِدَه لتجده يتمسح بملابسها كأنه اطمئن بوجودها.
أنت تقرأ
رُفات الهوىٰ
Aksiوما رُفات هوايا سوى بعض خيوط رقيقة تنفرج عندما تستمع بكلمات حنونة ومشاعر حقيقية تجعلنى أشعر وكأني مُحلِقة فى السماء. هذه الكلمات كانت فى مذكرتي عندما كنت أستعيد بعض المواقف التى حدثت بيننا كنت دائما تنظر لي بإشتياق وحب ولكن هيهات كل هذا أصبح سراب، إ...