الفصل السابع والأربعين "يرتبك قلبي من رؤيته"

856 30 12
                                    

الفصل السابع والأربعين من رواية رُفات الهوىٰ.

"حينما يراك، يتلعثم في حديثه، يهرب من عينيك، ولا يجد الكلمات التي يعبر بها عما في قلبه، فتفضحه نظراته وصمته أكثر من كلماته."

#شيماء_أسامة"شام".
#رُفات_الهوىٰ.

___________________________________________

استيقظت فزعة من نومها وجبهتها تتصبب عرقًا وترتجف بذُعر من الكابوس الذي داهمها بنومها وشعرت حينها أنها على وشك الموت من فرط ضيق صدرها وصعوبة التنفس، تلهث بشدة كأنها على وشك الاختناق لتقوم بإزاحة الغطاء عنها وتتجه نحو الشرفة تحاول استعادة عمل رئتيها بصورة طبيعية، وقفت تستند بيديها على السور ويُطارِد ذاكرتها رؤية "سليم" في ذلك الكابوس جثة مُمدَدَة على الأرض بعد تلقيه رصاصة بالقرب من قلبه، حينها استيقظت بفزع ولم تنطق غير باسمه، رُهاب النوم "أونييروفوبيا" الذي كانت تحاربه لسنوات عديدة عاد بشكل أقوى، توتر وخوف يجعلها تخشى أن تُغمض عينيها حتى لثوان فتضطر إلى تجنب النوم رغم حاجتها إليه،
يُسيطرعليها رؤية الكوابيس حتى في وقت يقظتها، كانت الفترة السابقة يشغل قلبها الخوف منه إذا اقترب منها أو بادر مرة ثانية بحديثه معها حتى لو كان لا يحمل أي مشاعر، إنما ينقلب عليها مَن استباحت اطمئنانه، الآن تريد طمأنة قلبها أنَّه بخير، لم يمسه مكروه حتى لو كانت هي، ما أقسى أن تخاف عليه من نفسها في وقت من المُفترَض أن تُداوي جراحِها.

اعتدلت في وقفتها ثم دلفت للغرفة وأمسكت بهاتفها المحمول وتفتح الدردشة الخاصة بهما لتراه مُتصِلًا بالانترنت لتُتمتِم ببعض الطمأنينة الداخلية.

_طالما أونلاين يبقى كويس، بسيطة يعني.

مع ظهور سذاجتها بهذا التصرف إلا انَّها لا تمتلك القدرة التي تجعلها تبعث له ولو رسالة للإطمئنان عليه حتى لا يُفكِر بأنَّها زارها حنينه في غفوتها، تركت الهاتف على الفراش ثم دلفت للمرحاض تغتسل بماء بارد ثم ارتدت رداء الصلاة وتوجهت لتُصلي قيام الليل ، في الآونة الأخيرة من حياتها تُجاهِد في الحِفاظ على النوافل والأذكار وقيام الليل، قد قرأت ذات مرة عن أفضاله وكلما تكاسلت تُذكِر نفسها بأنَّ كل خطوة تتقدمها في طريق الله تغفر ذنبًا، وتمحو خطيئة، وتزداد منزلة.

عن النبي ﷺ: قال الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ؛ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة"

وقفت على سجادة الصلاة ثم نطقت بالشهادة يتبعها تكبيرة الإحرام ثم الصلاة، ترفض التساهل في هذا الأمر وحتى لا تجعل الصلاة عادةً وليس عبادة فتحاول دائمًا قراءة طوال السور، الدعاء في السجود وبين السجدتين، أخذ قسطًا من الراحة بين كل ركعتين وهذا مُستحَب، وفي الاستراحة تُسبِح وتذكر الله أو تقرأ ما كتبته عن فضل صلاة قيام الليل.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن