الفصل الثلاثون من رواية رُفات الهوىٰ.
عيناكِ قيدت قلبي،
باتت تأسره بنظرة أقوى من السحر،
وكلماتك تلمس قلبي كلما تفوهتي بها نبض باسمكِ.#شيماء_أسامة
#رُفات_الهوى____________________________
عندما رآها "فخر" في هذه الحالة تيقن أنها عَلِمت بتكذيبهم عليها بنبأ وفاة والدها، سحب نفس عميق ثم سار خلفها حتى دلفت لغرفة والدها دون إستئذان تصيح بعصبية وإنفعال.
_هو أنت إيه اللي جابك، فهمني؟
يعني إيه ترجع بعد ما سبتنا 18 سنة؟
إزاي أصلًا ماتكسفتش من نفسك؟مفروض تيجي فنستقبلك بالأحضان ونطير بوجودك؟كان يقف يستمع إليها بخذلان ولم يستطع النظر إلى عينينها التي تنجرف منها دموعها دون إرادتها لتنتظر حتى مجرد تبرير لقسوته معها منذ أن خُلِفت، تقدمت صوبه تبصره بمقلتيها الدامعتين ويكسوهما كره حقيقي نحوه لتضيف بمرارة وكره.
_لأول مرة كنت أتمنى تكون ميت ويطلع كل ده مجرد كابوس.
انتهت من حديثها واستدارت لتجد جميع أفراد العائلة يقفوا على أعتاب باب الغرفة لتتخطى وجودهم وتمر من بينهم متجهة لغرفته لتصطدم بوجود "أمنية" وكأنها وجدت طوق نجاة لتتجه نحوها وتتفهم "أمنية" حالتها في حاجتها للإحتواء، فتحت لها ذراعيها لتندف نحوها تتمسك بها بشدة وتبكي بحُرقَة حتى أخذتها "أمنية" لغرفتها وتتفهم صدمتها تاركها تخرج طاقتها وصدمتها في بكاء مرير حتى مرّت حوالي نصف ساعة هدأت قليلًا وخضعت للنوم، لتكن من الليالي التي يشعر المرء فيها بثُقل على قلبه،وضعت رأسها على الوسادة وعبراتها لم تجفّ بعد بل مازالت تتجدد كل ثانية، قبعت "أمنية" بجانبها تمسح على رأسها حتى غطت في سُبات عميق.
_____________________________
في الخارج.
خرجوا جميعًا من غرفة "طه" وأخذ الجد "سليم" لغرفة مكتبه يستفهم عن شيئٍ ما، ما إن دلفا حتى نظر له الجد بعيون مُستفهِمة ليخرج "سليم" تنهيدة قوية وأغمض عينيه بوهن ليحدث "الجد" بتوضيح.
_شافت ألبوم الصور اللي مجمع فيه كل صور العيلة، ولما كان بينزل صورة لنفسه كنت باخدها أطبعها وأحطها في الألبوم.
كانت نبرته تحمل جميع معاني الأسى والخذلان ورغبته في العتاب واللوم ليتبخر هذا الأمل الأخير، فلا عتاب لِمَن استباح أذيتك بكامل إرادته، ولا الودّ يعاود ما تبقى من محبة، ولا أهمية للمشاعر عند وجود الجفاء من إحدى الطرفين، وقد أخطأ مَن قال أنَّ البُعد يلين القلوب، إنما يجعلها كالحجارة أو أشد قسوة، نظر لجده بعيون مليئة بالخذلان وخرج يجلس في الشرفة الموجودة بالطابق الأول ليرى والده يجلس في الحديقة وينفث دخان سيجارته بتعب و على الجهة الأحرى "شيماء" التي تسير في الحديقة ببطء وترفع نظرها لأعلى من وقت لآخر لتقف بين كل دقيقتين وتزفر بتعب جاليًا عليها ليتمنى الآن أن يكون بجانبها يخفف عنها آلامها وتواسيه أحزانه، لم يكن حب إنما إحتياج، كصديقان يواسي كلُا منهما الآخر وهو محطم، أو الوصف الأدق لحالتهما التي يود أن لو كانا فيها سويًا.
أنت تقرأ
رُفات الهوىٰ
Acciónوما رُفات هوايا سوى بعض خيوط رقيقة تنفرج عندما تستمع بكلمات حنونة ومشاعر حقيقية تجعلنى أشعر وكأني مُحلِقة فى السماء. هذه الكلمات كانت فى مذكرتي عندما كنت أستعيد بعض المواقف التى حدثت بيننا كنت دائما تنظر لي بإشتياق وحب ولكن هيهات كل هذا أصبح سراب، إ...