الفصل الرابع والثلاثين "معركة مجهولة البشائر"

814 37 32
                                    

الفصل الرابع والثلاثين من رواية رُفات الهوىٰ..

احذر أن تُكرَه بعد أن تُحبّ.

#شيماء_أسامة.
#رُفات_الهوى.

________________________________

بمجرد أن رآها "سليم" تقدم نحوها ليقفا بعيدًا عن والده وجده ينظر لها بطريقة لم تفهمها لتنتظر سماع ما يقوله حتى استفهم بنبرة هادئة مأنه يتربص لشيء ما ليقرر حينها الإنفجار.

_أنتِ كنتِ تعرفي إن بابا عنده كانسر؟

لم يكن الجواب سوى الصمت، صمتت لبضع دقائق ليتفهم الجواب بنعم، كانت لحظة فاصلة، اندفع في الحديث بكلام إن مَسّ الحجر آلمه، تشعر أنه كان ينتظر حدوث خطأ لا دخل لها به ليرميها بحديثه اللاذع المؤذي.

_وماقولتيش ليه لما سأتلك اتكلمتي معاه في إيه؟ كنتِ مستنية نسيبه يموت؟
فاكر الكل قلبه حجر ومابيحسش زيك؟ ولا عايزة تشمتي فينا؟
جاوبيني، خلي عندك الشجاعة لمرة واحدة في حياتك وجاوبيني بصراحة.

انتظر إجابة منها، فقط نظراتها كانت كفيلة بالجواب، تنهدت بمرارة عالقة بداخلها، سرعان ما تحولت نظراتها من التأث إلى اللامبالاة مع إبتسامة ساخرة منه ومن حديثه لتقترب خطوتين وتكتف ذراعيها للخلف مع نبرتها الإستنكارية.

_واضح إنك مش لاقي شماعة تعلق عليها فشل علاقاتك باللي حواليك فما صدقت لقتني عارفة حاجة والمفروض إني أجي أقولك، بس المفروض إنه باباك أنت مش أنا، مايخصنيش بينكم غيه او مشاكلكم إيه؟ أنا مش من باقي عيلتك عشان أهتم، وآه قلبي حجر بس على الأقل مابيكدبش زي قلبك، وبيحس باللي حواليه ومش بيتعمد يجرحهم، وعلى الشجاعة فأنا أشجع منك يا "سليم" على الأقل بواجه مشكلتي مش بهرب وأشوف مين يشيل الشيلة مكاني.

باتت أن تتجاوز وجوده لتراه يعترض طريقها بعدما استفزه صراحتها ليندفع في حديث سيندم عليه لاحقًا، لا يهم كل هذا، ما يفكر به الآن ردّ كرامته التي ظنّ أنها دهستها ولكن للحق لم تفعل، فقط أوضحت له جمود حديثه وإتهامه لها بالباطل، لكنه كرجل شرقي يتملكه الآن جزء من تربية سيئة منتشرة هي عدم قبول الرد وبالأخص إن كانت أنثى قوية، ناجحة، شجاعة، ليقرر الحديث بجمود دون النظر بعين الاعتبار لأثر حديثه.

_يبقى تخرجي من حياتنا، أصلًا وجودك مش مرغوب فيه، وأظن وصلتي لكل أحلامك بمساعدة "جدي" ولا لسه عايزة زيادة؟

تحرك "فخر" لمكان وقوفهما وتزامن وصوله مع يد "سليم" الذي تمتد نحوها بإيصال بنكي يحوى مبلغ كبير من المال تبعه باقي حديثه.

_5 مليون دولار كفاية؟

نظرت للورقة الممتدة نحوها وله لتراه يبتسم بشماتة فأخذت الورقة منه وقامت بتقطيعها لتحتفظ بالأشلاء بقبضة يده وأردفت بكره.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن