الفصل الثالث والخمسين "أحيانًا يكون خطأك الوحيد أنك وثقت"

511 25 15
                                    

الفصل الثالث والخمسين من رواية رُفات الهوىٰ..

"مؤلم فكرة أن ما يوجد بداخلك لا تستطيع التعبير عنه ولو تحدثت بجميع لغات العالم....."

-روان أحمد.

#رُفات_الهوىٰ.

__________________________________________

استدارت ببطء إليهما لترى الاثنين يمثلان الانشغال في الهواتف، تقدمت خطوتين بقلب مُرتعِش خوفًا من صدمة قريبة الموعد.

نظرت في جميع الأرجاء بغضب مكبوت لسبب مجهول ثم أردفت بجفاء.

_يا ترى هتنتهي بضرر مين المرة دي، هو أخد نصيبه باقي نصيبي صح؟

استدارت تخرج من الغرفة وفي طريقها لباب الخروج وجدت صديقتها تدلف من باب المشفى، استشعرت انَّها تم خِداعِها ببساطة من كل شخص حولها لكن حاولت افتراض النية الحسنة، رغم ما بداخلها من شكّ يكبر مرة بعد مرة، وجدتها تتقدم نحوها تطوقها باشتياق واضح وتردف بحب.

_كتير اشتقتلك، كيفك حبيبتي؟

_الحمدلله، أنتِ إيه جابك هنا؟

زاغ بصرها بتوتر ليزداد شكها ناحيتها، مزيج من الارتياب والحيرة والقلق في آنِ واحد، هناك تساؤلات داخلية مُستمرة عن دوافعهم التي أدت إلى هذه الحالة.

تضارب القول والفعل فجأة، يبدأ العقل في تحليل التفاصيل الصغيرة حتى أصبحت حساسة لأي تصرف غريب أو تظنه خارج عن المألوف.

استمعت لها تردف بارتباك.

_جيت مشان شوف أخي "ريان" وعرفت إنك هون.

أومأت برأسها تحاول تصديقها رغم أنَّ ارتباكها زاد من ريبتها، تركت يدها لتبتسم بتصنع وأخيرًا تحاول التحدث بطبيعتها.

_ماشي، همشي دلوقتي ولما أرجع نتكلم.

حركت رأسها موافقة لتغادر الأخرى وبمجرد خروجها من باب المشفى وجدت شخص ما يتقدم صوبها ويشير لها لسيارة سوداء فخمة تقف أمامها، في نفس اللحظة بُعِثت لها رسالة من "زياد" نصها.

_روحي مع الحرس وهيرجعوكي تاني.

أغلقت الهاتف ثم تقدمت تستقل المقعد الخلفي في السيارة لتنطلق فورًا إلى وجهتها، عينيها مُعلَّقة على الشوارع والمارة، وعقلها مشغول بالقريب العاجل، فقط تفصلها عن حقيقة لاذعة بعض الوقت، لكن ما الذي سيحدث بعد تلك اللحظة؟

هل سينتهي كل شيء مثلما قال "زياد"، أما أنها مجرد مرحلة عابرة ستُنسى؟

أفاقت من آفات عقلها عندما وجدت أحد الحرس يفتح لها باب السيارة لتترجل في هدوء إلى الآن ورأت أنها أمام السفارة المصرية، سارت خلف الشخص المجهول في قلق زائد عن قبل، توقف فجأة أمام أحد الأبواب لتتنفس بعُمق قبل أن يُفتَح الباب وتدلف بملامح حاولت أن تظهر هادئة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن