الفصل الخمسون "خيبة وأمل"

609 25 13
                                    

الفصل الخمسون من رواية رُفات الهوىٰ..

"قد يسرقنا الهوىٰ إلى أحلامٍ بعيدة، فنُحلِق بأجنِحةٍ من أملٍ خفيف،
لكن الخيبة تعيدنا إلى الأرض بخيبة ثقيلة،
فنكتشف أنَّ بعض الأحلام ليست لنا،
وأنَّ بعض الطُرق لم تُخلَّق كي نُكمِلها.."

#شيماء_أسامة"شام".
#رُفات_الهوىٰ.

________________________________

رفعت "أمنية" نظرها صوب "أدهم" تريد الاستفهام عن شيءٍ ما ولكن التردد يُسيطِر عليها، هل يصح أن تسير خلف فضولها وتسأله أم إنه وقت غير مناسب لهذا؟
تنهد بعمق لفهمه ما يشغل عقلها ليُعيدها مثلما كانت في بادئ الأمر ثم استأنف بإيجاز.

_اشتباك مع تجار سلاح وانتهى بخساير قليلة بفضل الله.

_شغلك هيبقى السبب في خوفي اللي بحاول أتخلص منه.

صائبة في حديثها، وكل شخص بقربه يشعر بنفس الخوف من عمله، الشبح الذي يُطارِد الجميع عند سفره لإتمام عمله، ومهما حاول بثّ الطمأنينة إليهم يفشل، هناك خوف بالقلب لا يُزيله إلا سكينة تنزل علينا برحمة الله، فنسأل الله أن ننالها حتى نستطع مُسايرة عواقب الحياة.

في ظلّ صمتهما أتت "فضة" ووقفت أمامهما تبصرهما بحب ثم أردفت بمكر خفي.

_"أدهم" الدكتورة "ريهام" وصلت عشان تشوف الجرح.

قبل أن ينطق بحرف وجد الإنفعال والعصبية تصدرا من "أمنية" عند سماع اسم فتاة أخرى يمكنها القرب من زوجها حتى لو طبيبة.

_دكتورة ليه إن شاء الله؟ الدكاترة الرجالة انقرضوا؟ ولو عايز دكتورة ماقاليش ليه هو أنا بتاعة مخلل؟

_لا يا حبيبتي هي دكتورة العيلة محدش يقدر يقول أي كلمة عليكِ بس..

_جوزي مابيتكشفش على ستات يا تيتى، أي ست على وجه الكرة الأرضية مُحرَّمة عليه، خلي السنيورة تمشي بكرامتها بدل ما أروح أمشيها بطريقتي.

إلتفتت للجهة الأخرى تتخذ طريقها مرة ثانية وراقت لها تلك الغيرة التي كانت تخرج من عينيها، أما عن الآخر كان يستمتع وكأنه يشاهد إحدى الأفلام المُفضلة لديه، نفخت بضيق من الحديث الذي أثار غضبها بسهولة واختفى ذلك الهدوء الذي تتحلى به في معظم الوقت.

لمحت الابتسامة الخفية التي ظهرت على ثغره لتنظر للجهة الأخرى في خجل من اندفاعها مُنذُ دقائق حتى استمعته يردف بهدوء.

_طب يا دكتورة الكلام من شوية كان فض مجالس ولا إيه.

حركت رأسها سلبًا فقاما ودلفا للداخل، أول ما وقع عليه بصر "أمنية" فتاة في منتصف العشرينات تتميز بالشعر الأسود القصير وملامح مصرية، بشرة قمحية عينين من اللون البني، متوسطة الطول، حين رأت "أدهم" تقدمت نحوه قاصدة تظاهر التجاهل صوب زوجته، مدت يدها نحوه تنوي مصافحته مُردِفة برقة مُصطنعة.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن