الفصل الأربعون "أنتِ حكاية يستحيل الانتهاء منها"

894 33 26
                                    

الفصل الأربعون من رواية رُفات الهوىٰ..

بين الحب والألم أنا هنا في المنتصف،
أغرق كل ليلة في بحور عيناك..

#شيماء_أسامة
#رُفات_الهوى.

_________________________________________

في وقت الغداء بمنزل "والد أروى"، كانت في غرفتها ذاهبة في نوم عميق كأنها لم تنم مُنذُ سنوات، فجأة استفاقت فزعة عندما شعرت بشخص يقفز بجانبها على الفراش بطريقة عشوائية ويتملكها الغضب لتهدر بعصبية شديدة.

_إيه الغباء ده، إزاي تفزعيني كده ماتعرفيش إن ممكن يجرالي حاجة بسبب تصرفك.

أُحرَجت شقيقتها من حديثها الغاضب ومن فعلتها لكنها فعلتها بقصد المرح لا تعلم نتائج هذا التصرف إذا امتدت لأكثر من ذلك، طأطأت رأسها لأسفل ثم أردفت بخفوت.

_أنا آسفة ماقصدتش، بس لما عرفت إنكِ وصلتي فرحت ودخلت علطول مافركتش في حاجة تانية.

تأففت بضيق من إندفاعها وعصبيتها المُفرِطَة، باتت أن تقوم مُتجِهَة للخارج حتى وجدتها تمنعها عندما أنسكت بيدها ثم احتضنتها وقبلت رأسها بحب مُسترسِلَة بخفوت.

_أنا آسفة ماتزعليش، بس ماتعمليش كده تاني عشان حرام تفزعي حد وبالأخص لو نايم ممكن يجراله حاجة.

حركت رأسها مُتفهِمَة حديثها ثم خرجت من غرفة شقيقتها مُتوجِهَة لغرفتها، أما "أروى" فاستندت للخلف بكسل شديد ثم أمسكت بهاتفها تعبث بملل على مواقع التواصل الاجتماعي حتى شعرت بزوال آثار النوم عن وجهها، دلفت للمرحاض الملاحق للغرفة لتغتسل وتصلي ثم خرجت دلفت للمطبخ وجدت والدتها تقف تطهي الطعام، فجأة وقفت أمامها تستند بظهرها على رخام المطبخ، وجدت ملامح والدتها مُتهجِمة قليلًا لتبتسم بخفوت وحمحمت بتوتر ثم أردفت بحنق.

_يا "زوزو" هتفضلي زعلانة؟

لانت ملامحها قليلًا لكنها ظل الضيق يكسوا تقاسيم وجهها، زفرت بعمق ثم أمسكت بيد والدتها تُقبِلها لترفع بصرها نحوها وتسترسل بأسف.

_حقك عليا يا ست الكل، ماعرفش إنك هتزعلي كده بس مكنتش حابة أقلقك كمان "آدم" خلص الموضوع نهائي وهيتحكمله أقل حاجة 20 سنة سَجن.

تلاشى قلقها تدريجيًا بسبب الاطمئنان والراحة التي اعتلت ملامح ابنتها، نظرت لها بإبتسامة هادئة وترى بريق بؤبؤتها يُنير كسراج وهاج، تسربت بعض الاحمرار لوجنتيها لتحاول إخفائه مُدعية الحديث بمرح.

_يلا هساعدك يا "زوزز" عشان تتأكدي إني ست بيت شاطرة.

تقدمت منها تأخذ المِلعقة التي كانت مُمسِكة بها لتستكمل الطهي مكان والدتها ويسرح عقلها من وقت لآخر بين الكثير من الأفكار التي يمتلئ بها، لو كان وعاءًا لانفجر مما يحمله ، في ظل شرودها وجدت مَن يمسح على كتفها فنقلت بصرها ولم يكن سوى والدها يَبصُرها بحب وتتخلل نبرته عاطفة أقوى وهي التحفيز على اختيار شريك حياة صحيح.

رُفات الهوىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن