♦ راقــصـة مـُـنــتــصـف الــلــيـل ♦
أسند رأسي إلى طاولة الحانة بانهاك شديد الشيء الوحيد الذي كان يحول بيني و بين إغلاق جفوني هو صوت الموسيقى الصاخبة و تلك الصرخات المتحمسة بينما تتراقص تلك الأجساد حول عوالمي الباردة
كيف لا و نحن في ملهى ليلي بطبيعة الحال ؟
أيقظني من شرودي كف ضخم يعتصر كتفي الأيسر و صوت أجش يخاطبي على الأرجح
و لكنني ...
لم أستدر فأنا أعلم بالفعل من هو الفاعل و ماذا يريد ... و بالطبع متى سيحصل عليه
" أنتِ أيتها العاهرة استيقظي "
استطعت تمييز الكلمات قليلا هذه المرة ... استدرت لأجد ذلك الرجل المهول الحجم يكاد يقتلني بنظراته فاستسلمت و عاودت النهوض لكي أعمل كاليوم الذي قبله و اليوم الذي يليه ! طوال حياتي اللعينة التي آمل أن ينهيها أحد من أجلي لأننا أكثر جبنا من أن أقوم بهذه الخدمة العظيمة لنفسي ...
بخطوات متزعزعة مترنحة تقودني قدماي إلى حلبة الرقص ...زجاجة النبيذ لا تزال بيدي اليمنى كما لو كانت جزءا لا يتجزأ منها
أستطيع الإحساس بنظراتهم القذرة تحيط بكياني من كل نحو و صوب و تجعلني أمقت نفسي أكثر فأكثر
كأن أعينهم تلك تأكل نفسي ... روحي و كل ذرة من كرامتي و ربما ذلك ليس مجرد تشبيه
لقد كان لمسة أسفل ظهري هي القشة التي كسرت ظهر البعير و كم تجعدت ملامحي بقرف مرير فور إحساسي بتلك اليد
استدرت ببطء لأجد ذلك الرجل الأربعيني يناظرني من قدمي إلى آخر شعرة في رأسي متفوها ببضعة عبارات مقرفة تجعلني أمقت الرجال أكثر مما أفعل مسبقا
في تلك اللحظة سكتت أصوات الحشود و ما عدت أسمع سوى تلك الأصوات الأخرى التي تتعالى في ذهني تسألني مرارا و تكرارا
' لماذا عليك أن تكوني أنت يا سولي ؟'
' لماذا تعانين هكذا ؟!'
' ليس عليك أن تحتملي هذه اللمسات المقرفة !'
' ليس عليك الرضوخ !'و في لحظة أعمى فيها الغضب بصيرتي و كنتيجة لكرهي الشديد للجنس الآخر رفعت ذراعي اليمنى عاليا ثم هويت بها أحطم الزجاجة على رأس ذلك المنحرف العجوز
لم أدرك ما اقترفته يداي لوهلة و لكنني أخذت في استعادة وعي شييا فشيئا لأبصر أخيرا ذلك الجسد الذي يفترش الأرض غارقا في تلك الدماء
أنت تقرأ
الحوراء [ P.JM]
Romanceهُو زَعيمُ العَالَم السُّفلِي وَ مَصَاص دِمَاءٍ ، وَ هِي خَادِمتُه البَشرِية فِي العَلن و مَعشُوقَتُه سِرّا ... ثُمّ تَنقَلبُ المَوازِين فتُصبحُ ملِكتَه و ملْكَا لَهُ ... يُلَقّبُونها بالحوْرَاء فَهي نَاصِعَة البَياضِ حَتى قِيل أنّها مَلاك هوى من ال...