~حقبة العظيم ~

307 42 17
                                    

" ما هذا الطفل ؟! لماذا أعينه تتوهج بذلك اللون "
تصدح تلك المرأة الشابة و قد بدا الذعر جليا على وجهها أما خادمتها البشرية فطمأنتها .

" لا إنه طفل عادي ! ربما هو مميز فقط "
تقول ثم مدت يدها إلى ذلك الرضيع حديث الولادة و لكنها سرعان ما أبعدت يدها حين أحسن أن جلده أحرقها .

" إنها تلك العجوز ! إنها تلك العجوز "
تهمس باتريشا بذعر بينما تحاصر رأسها بين ذراعيها ، زوجها زعيم القبيلة رجل قاس كاللعنة لن يتردد في قتلها حتى إن شك أن الابن ليس ابنه .

كلاهما ناصعا البياض فكيف للولد أن يكون أسمرا ؟ كيف لعينيه أن تكونا بذلك اللون ؟

" أي عجوز يا سيدتي !؟ هل حدث شيء ما لك سيدة باتريشا "
تتساءل ريكا التي أرهقها الفضول لمعرفة أي مصيبة وقعت لسيدتها .

" لقد كنت في ذلك اليوم أتجول في مملكة السحرة للبحث عن شيء ما ، فجأة اعترضت طريقي إمرأة عجوز قبيحة للغاية ثم نظرت إلي ، لقد لاحظت أنني حامل و سرعان ما رأت الحلي و الملابس "

" لقد عرفت أنني لست بالسيدة العادية و سرعان ما أردفت تنبس بأشياء غريبة كأن العالم لا ينصفها و أنني لا أستحق أن أكون بذلك الجمال و الغنى و فجأة ألقت علي شيئا ما كتعويذة ، و انتهى المطاف بي مغمى علي وسط السوق! لقد توعدتني بلعنة ستحل علي و ستكون فظيعة "
تقص باتريشا زوجة قبيلة دي لافرجر القصة و الأخرى شهقت بفزع .

الطفل ملعون ، و الأدهى و الأمر هو كيف ستقنع هاتان السيدتان زعيم القبيلة روكي بأن هذا هو ابنه ... هو ليس بالرجل الهادىء أو المتفهم ، هو كالوحش لا يرحم و لا يتساهل .

فجأة اقتحم كبار القبلية المكان و برفقتهم زعيمهم الذي ناظر زوجته المذعورة ببرود ثم سألها :
" ما خطب هذه النظرات ، لا تقولي لي أن الطفل مات "

انطلق صرخات الطفل و الرجل كشف عن ابتسامة تسودها الغبطة و السرور و قاد خطواته نحو مهد صغيره المنتظر و لم تكد تكتمل فرحته برؤية شكله حيث رفع رأسه بسخط و وجه نظرات حالكة إلى زوجته .

" بحق اللعنة ما هذا ؟ ابن من هذا الشيء "
يسألها و هي تراجعت للخلف كأنها على وشك الهرب و لكنها سرعان ما استجمعت قواها و ردت بثقة :

" ابننا أوليس جميلا ؟ إن لون عينيه جميل بالفعل ، اريد أن أسميه رافي  "

" هل تظنين أنني معتوه أو غبي ؟ أتظنين أنه يمكنك التلاعب بي كما تشائين كما لو كنت طفلا صغيرا لا يعرف مصلحته ؟!"
يصرخ و قد كانت نبرته تتعالى شيئا فشيئا منذرا بحلول كارثة لا يحمد عقباها .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن