• همسة و لمسة •

339 50 9
                                    

" كيف تنوين النزول من هنا الآن ؟! دخول الحمام ليس كالخروج منه أيتها الحوراء "
يخبرني و خافقي نبض بقوة لتلك الكلمة ، اللقب الذي كان يطلقه علي هو يناديني به و بكل أريحية .

أحيانا يجعلني أحس أنه نفس الشخص و أحيانا أخرى يجعلني شبه متأكدة أنني لا أعرفه على الإطلاق ، حاليا الفراشات داخل بطني تطير بل تقيم مهرجانا إن صح التعبير .

" في الواقع .. أنا .. لم أفكر بذلك "
اعترفت بارتباك و هو بحركة طقطق أصابعه و لم أكد ألبث بضع ثوان حتى وجدت نفسي في حديقة القصر أشاطره الجلوس على أحد المقاعد .

" لا تندهشي إنها فقط أحد قدراتي يمكنني الانتقال إلى أي مكان وقتما أشاء و لكن يجب أن أكون أن ذهبت إلى ذلك المكان من قبل "
يشرح لي بنبرة هادئة و أنا تظاهرت بالاندهاش رغم أنني أدرك جيدا امتلاكه لهذه القدرة و أعلم أنها ليست الوحيدة أيضا  .

" حسنا أظن أنه علي الذهاب أشعر بالتعب و البقاء هنا سيصيبني بالزكام أتمنى لك ليلة سعيدة سيد بارك "
قلت برسمية فهو لم يأذن لي بمناداته باسمه بل من المفترض أنني لا أعرفه حتى فهو لم يعرف بنفسه لي  .

" يمكنك مناداتي جيمين و لكن تجنبي ذلك عندما نكون بين كبار العائلة لأنهم سيعتبرونك وقحة إن فعلتي "
يوصيني و أنا ركضت بسرعة إلى الباب أحاول إخفاء تورد وجنتي بين أناملي .

لا أوده أن يلاحظ مدى انجذابي إليه أو أن يرى مدى قوة تأثيره على حواسي و تصرفاتي و حركاتي .

~~~~~~~~~

إنها الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ، تشيكيتا لم تعد إلى غرفتها بعد و أنا في الواقع لا أشعر بالقلق عليها على الإطلاق ، و رغم ذلك فإنني أضع رأسي على الوسادة و لكنني عاجزة عن النوم .

أشعر كأن روحا ما تراقبني ، أو كأن شيئا ما يتملكني مانعا إياي من النوم زد على ذلك تفكيري المستمر بكل ما وقع هذه الليلة ، و كيف تحول حزني و شجني إلى سعادة مطلقة بمجرد أن فتح لي قلبه لبرهة و أعطاني فرصة لأكلمه 

فجأة فتح الباب فأغمضت عيني أتظاهر بأنني نائمة لأنني لا أود سماع ما ستقوله تشيكيتا عن ليلتها لأنها سواء كانت ليلة جيدة أو لم تكن فسأكون مجبرة على الاستماع إلى ثرثرتها طوال الليل و لن يرف لي جفن على الإطلاق لذلك فالتظاهر بالنوم يبدو الخيار الأمثل الآن .

سرعان ما توقفت الحركة في الغرفة و أنا افترضت أن تشيكي سلمت جناحيها و خلدت إلى النوم و لكن صوتا خشنا جعلني أجفل لثوان :
" أعلم أنكِ مستيقظة ! إن أبي يود رؤيتك هنا و الآن "
لقد كان ذلك صوت كاي و أنا متأكدة من ذلك رفعت رأسي من على الوسادة و ازدرمت ريقي بصعوبة .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن