♠ لغز العلية ♠

347 46 6
                                    

" تذكريني "
" حتى إن تلوت عليك عبارات الوداع ، تذكريني "
" لأنه و إن فرقتنا المسافات سأحملك بين ثنايا قلبي "
" سأغني لك أغنيتي السرية لك كل ليلة افترقنا فيها "
" تذكريني "
" حتى و إن كان علي السفر بمنأى عنكِ ، تذكريني "

تصدح تلك الكلمات داخل رأسي ، إنها كلمات ساكن كياني قبل أن يذهب إلى تلك الرحلة الملعونة إلى جنوب إفريقيا .
لقد اعترضت على ذلك طبعا و لكنه نجح في إقناعي فاستسلمت لرغبته و يا ليتني لن أفعل .

' هيا سولي ليس و كأن أحد السيدات السمراوات ستسرقني'
' رغم أنني أجد لون بشرتهن مذهلا للغاية '
أذكر سخريته مني و أنني لكمته على معدته بقوة لأنه يحاول إثارة غيرتي كي أغير رأيي و لا أتركه يغادر  .

حاليا أنا مستلقية في غرفة تشكيتا أبتسم كالبلهاء بينما أسترجع الماضي الدافىء الذي أحاول أن أملأ به الفراغ العميق في روحي و لكن دون جدوى .

و بالحديث عن تشيكيتا ، فأكره شيء لدي أن أنام عند أحدهم ثم أستيقظ قبله فأمضي وقتي أحدق بالسقف كالمعتوهة ، خصوصا عندما يكون سقف الغرفة أسود .

تحب تشيكيتا رغم شخصيتها المرحة اللون الأسود ، و لا أصدق أنها لم تتردد في طلي جدران غرفتها بذات اللون ، إنها تبدو كغرفة أحد نجوم الروك أند رول .

" أرى أنك استيقظتِ قبلي ! كيف كان النوم في غرفتي "
تسألني صاحبة البشرة الحنطية دون أن تفتح أعينها الضيقة و أنا رددت بهدوء
" مريحا ، شكرا لسماحك لي بالنوم في غرفتك السوداء جدا "

" كان عليك رؤية ردة الفعل الرجل الذي طلا الغرفة ، لقد سألني بأي لون أريد أن أطلي هذه الغرفة ، ثم أجبت باللون الأسود أتذكر أنه قال _ عذرا آنستي لم أسمعك جيدا ! أسود ؟_ "
تقلد نبرة ذلك الرجل كائنا من كان و أنا همهمت وحسب أكمل التحديق في السقف .

" هل أنتِ مغرمة بأحدهم أم ماذا ؟! أنت شاردة دوما سولار "
تقول بسخرية و أنا رمقتها بسخط فخرست عن الضحك ترسم ملامح جادة على محياها الذي يجعلها تبدو كطفلة في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمرها ، رغم أنها على الأرجح عاشت لمئات أو حتى آلاف السنوات .

" تعلمين سولار ! رائحتك كبشرية و لكنني أشعر أن هناك شيئا غير طبيعي فيما يخصك ، فقط كأنك لست بشرية مئة في المئة ، أنتِ لست هجينة أليس كذلك ؟!"
تساءلت بفضول نهاية كلامها و أنا لم أنبس بربع الحرف لأنني كنت منشغلة بالتفكير مرة أخرى .

إن كانت تحس أنني لست من أبناء آدم ، فربما هذا يعني أنني ما زلت أحتفظ بالقليل من قوتي ، ربما ليست كافية ليعمل سلاح الدمار خاصتي و لكن ربما لم أفقد باقي مهاراتي .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن