~زواج صائدة أرواح ~

742 118 10
                                    


ها قد انتهى بنا المطاف أخيرا بالخروج من ذلك المركز التجاري اللعين الذي ظللنا عالقين فيه لساعات متواصلة .

أليس من المضحك إن قلت لكم أن رؤية مركز تجاري كانت أحد أحلامي ، و لكن اليوم أدركت أنه كالجحيم و ليس بتلك الروعة التي كنت أتصورها .

إنه متعب ...

" عزيزتي ؟! هل ترغبين في زيارة أي مكان آخرمن قبل ؟!"
اقترح علي بإهتمام بينما يوضب الأكياس في صندوق السيارة تحت مراقبتي .

لطالما أردت زيارة قبر أمي ، و لكن ذلك ليس اقتراحا واردا في قائمتي ،لأنني لا أعرف أين دفنت ، ليس لدي أدنى فكرة عن مكان قبرها ، هذا إن حضيت بقبر من الأساس !

" لا !"
أجبت باقتضاب شديد و هو همهم بفهم.

" سولي ؟؟"
صوت قال من بعيد و أنا استدرت كي أرى من هذا الذي نبس باسمي من الخلف .

ذراعان احتضنتاني بقوة تعتصرانني كما لو أنهما تريدان سلبي آخر ذرات الأكسجين التي بحوزتي .

إنها سيلين ....

" عاهرة !! لماذا لم تقولي لي أننا نعيش في نفس المدينة ؟!"
أردفت بمعاتبة دون أن تفصل العناق ، و أنا أوشك على لفظ آخر أنفاسي .

" هل أعرف ما اسم المدينة حتى أخبرك أنني أقطن فيها !"
أجبت بصوت مخنوق و هي فصلت العناق حين شعرت بأنها تبالغ قليلا .

يمكنني رؤية شاب عشريني يقف خلفها ، فاتح البشرة ، ضيق العينين ، يرتدي ملابس فضفاضة و لا تخفى علي الطريقة الحادة التي يقلب بها عينيه .

ربما انتبهت سيلي لكوني أكثرت التحديق به لذلك فهي أشارت إليه بسبابتها تعرف حضرته إلي .

" أنا هنا مع ابن عمي مين لعين يونغي !"
عرفته بنبرة ساخرة و هو قطب حاجبيه بعدم رضا .

" يبدو لطيفا ؟!"
قلت بتردد لأن ذلك في الواقع عكس ما يدور برأسي تماما ، هو لا يبدو لطيفا إطلاقا بل يبدو حاد الطباع و متعجرفا كذلك .

" يونغي أقدم إليك صديقتي سولي التي التقيتها في الملهى!"
قالت مشيرة إلي و هو ضيق عينيه يفحصني من الأعلى للأسفل .

" مثير للإهتمام !"
نبس بسخرية و يمكنني الإحساس بشيء من الاحتقار في نبرته ، ياله من بغيض .

يمكنني رؤية جيمين يتقدم منه و لم تكن ملامحه تروقني على الإطلاق ، تماما كما لو كان على وشك الدخول في عراك .

هذا شيء لن أريده إطلاقا .

" ها ماذا تقصد !؟ اسمع يا وجه آكل السمك لا تحاول تحقير صديقتي و إلا فستعرف أمك بعملك الصغير كراقص تعري !"
تهدد سيلي بنبرة شديدة اللهجة و أنا وضعت عيني أرضا حين التفت انظار الناس إلينا .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن