~ تضحية العظيم ~

280 38 38
                                    

" سولي ابتعدي عن هذا المكان بسرعة ! احرصي أن تحتمي في ملجأ آمن سأوافيك قريبا "
طلب مني و أنا هززت رأسي ببطء ثم ركضت باتجاه السلالم بنية الصعود إلى السقف مثل آخر مرة ففي حال انهار القصر بأكمله لن يكون العثور علي بتلك الصعوبة لأنني سأكون في مكان عالي .

بخلاف ما إذا ذهبت إلى القبو ففي هذه الحالة سينتهي بي المطاف أسفل الركام و سيكون العثور علي حية أو ميتة كالبحث عن إبرة خياطة في كومة من القش .

~~~~~~~~~~~~
Author's pov

" حسنا أيتها الساحرة لنرى مدى قوتك الجبارة التي لا ينفك الجميع عن الاشتكاء منها "
نبس دي لافرجر بغرور أغمى ثم اتخذ وضعية قتاله المعتادة ظنا منه أنها أي معركة تافهة أخرى سيخوضها ضد شخص أقل منه قوة بأضعاف مضاعفة .

و لكن بمجرد أن سدد ضربته الأولى التي ظن أنها الأخيرة كذلك ، لقد كانت ضربة قوية كانت كفيلة لإحداث هزة أرضية في المملكة بأسرها .

كشف عن مجرات عينه و إذ بعينيه تلتقيان بعيني هيلا صانعين اتصالا بصريا بينهما جعله يفقد تركيزه لدرجة أنه كاد يسقط على الأرض .

نظر إلى يده تارة و إلى الساحرة التي بالكاد أصابت بخدش تارة أخرى ، ثم فغر شفاهه بدهشة لأنه ظن أن تلك الضربة كانت كفيلة بأن تجعلها ترابا بل غبارا يأخذه الرياح .

" لقد عرفت من تكون ! أنتَ هو ! أنت هو الذي كنت أبحث عنه "
نبست الساحرة و كانت نبرتها مليئة بالفرح و الغبطة و الحماسة ، ثم شبكت يديها إلى صدرها و تقدمت منه و أمسكت بكلتا يديه و كررت .

" نعم أنت هو الذي كنت أبحث عنه "
قطب الآخر حاجبيه ببلاهة و هي مدت يدها إلى وجهه و قبل أن تمد يدها إليه مجددا رفسها بقوة و تراجع للخلف و أمرها بحدة بينما يشد على فكه بيخط و حنق:

" لا تلمسيني ! لا تضعي يديك المقرفتين علي ثم ما هذا الهراء الذي تتفوهين به !؟ اسمعي لقد أصدرت أمرا أنت ستجمعين جنودك و تعودين إلى الحفرة التي أتيت منها "
قال و هي ضحكت بخبث و هي اقترحت :

" إذن فلا ضير أن نقوم بعقد صفقة في هذه الحال ، جنودي بالفعل يكادون يفوزون في المعركة ، تم القبض على ابن ونهو الأكبر و هو على وشك أن يلفظ آخر أنفاسه على أرض المعركة بالفعل "
تقول ثم بدأت تدور حوله و تتلوى كما تفعل أفاعي الأناكوندا كأنها على وشك أن تلتهمه .

و بحركة سريعة و خاطفة بلمح البرق شن رافي هجوما آخر فابتسم بسعادة حين اخترقت قبضته جسد الساحرة هيلا لتخرج من الجهة الأخرى .

و لكن فكه كاد يسقط إلى الأرض حين تهاوت أطراف من جسدها كالرمال و استل قبضته يتراجع للخلف و قد هاله ما رأته عيناه .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن