حاليا أنا أستر جسدي خلف الجدار أراقب ما يحدث بهدوء ، أحاول كبت أنفاسي المبعثرة جاهدة لأنني أدرك جيدا أنه مصاص دماء و حاسة السمع حادة جدا لديه .
لو أمكنني فقط أن أحبس أنفاسي لفعلت ذلك ، سيتساءل بعضكم عن سبب اختبائي لذلك سأجيب ...
أنا أنتظر أن ينزل من العلية كي ألقي أنا كذلك نظرة هناك فقط على وجه الفضول .ازدرمت ريقي و تنفست ببطء شديد بمجرد أن رأيته ينزل السلالم من جديد بخطوات سريعة كالبرق جعلت الهواء يزيج القليل من خصلاته الفضية اللامعة .
ها هو الآن انزوى في بقعة ما من قاعة الرقص فكان علي أن انتهز الفرصة للدلوف حيث كان هو قبل قليل ، ألقيت نظرة أخيرة على الرواق و بمجرد أن تيقنت أنه خال على عروشه أدرت مقبض الباب ببطء شديد و ولجت إلى الداخل .
قد تكون هذه أغرب علية رأيتها في حياتي ، لا أتحدث عن اتساعها فهذا طبيعي كوننا في إحدى أضخم القصور التي رأيتها يوما و إنما لأنها كانت تبدو كغرفة أحدهم .
يتمركز سرير في الركن الذي بالقرب من النافذة ، خزانة ، و مكتب عليه أوراق مبعثرة ، لقد كانت رائحة عطر جيمين تغشى على كل شيء ، كذلك الطريقة المهملة التي رميت بها الملابس على الأرضية .... كل ذلك يوحي بأن ملكية هذه الغرفة تعود إليه .
تقدمت من المكتب و مددت أناملي نحو أول ورقة لمحتها عيناي مرمية على السطح الخشبي و بعشوائية اخترت سطرا لأقرأه ....
' ما زلت أراها في كل مكان ، كأنها ما زالت تقف عند عتبة الباب تنتظر دلوفي إلى البيت و على محياها تلك التقاسيم الهادئة الحنونة ، ما زلت أشعر بها تخلل أناملها بين خصلاتي كأحد طقوسها المعتادة للترحيب ، أنا ..."
لم أكد أكمل السطر و كلي فضول لمعرفة من المعني بهذه الكلمات حتى أحسست بضربة على كتفي .ضربة قوية جدا كانت كفيلة بجعلي أفترش الأرض ، فرقت جفوني ببطء و بالكاد ظننت أن الغرفة فارغة لولا اليد القاسية التي حاصرت فكي .
لم تكن سوى ثوان معدودة حتى وجدت نفسي أسيرة لاتصال بصري مع زوج من الأعين القرمزية ، حمراء قانية كبحر من الدماء .
" من رخص لك الدخول إلى غرفتي و العبث بأغراضي ؟ "
سؤال جاء بنبرة حادة و أنا أغمضت عيني من جديد حين أدركت أنه صاحب الخصلات الفضية و قد كان جليا على محياه أنه غاضب كاللعنة ، كقنبلة موقوتة على وشك الانفجار .و خلت فقط خلت أن الصمت سيكون هو الحل الأفضل ...و لكنني عرفت لاحقا أنني مخطئة تماما حين أضاف بسخط :
" هل أنتِ صماء أم ماذا ؟! اسمعي إياك و التظاهر بأنكِ لا تسمعينني لأن ردة فعلي لن تروقكِ على الإطلاق "
أنت تقرأ
الحوراء [ P.JM]
Romantikهُو زَعيمُ العَالَم السُّفلِي وَ مَصَاص دِمَاءٍ ، وَ هِي خَادِمتُه البَشرِية فِي العَلن و مَعشُوقَتُه سِرّا ... ثُمّ تَنقَلبُ المَوازِين فتُصبحُ ملِكتَه و ملْكَا لَهُ ... يُلَقّبُونها بالحوْرَاء فَهي نَاصِعَة البَياضِ حَتى قِيل أنّها مَلاك هوى من ال...