ليلة مع الحوراء

929 131 12
                                    

" و الآن أيتها الحوراء قدرك ملك لي !"
يقول بخبث بينما يمد أطراف أنامله إلي و أنا أمسكت السكين الصغيرة التي كان يحتفظ بها السيد بارك بالقرب من سريره لتقشير التفاح .

و بملامح واثقة مصطنعة باحتراف من قبلي كي لا أبدي أي ضعف أشهرته في وجهه
" إياك و الإقتراب أكثر أيها النذل الرخيص !"
هددت بنبرة حادة و هو انفجر ضاحكا كما لو كنت أطلقت نكتة غبية من نوع ما .

" تنوين قتالي بذاك أيتها البشرية ؟! أ لا تعلمين أن أسلحتكم الغبية تلك لا تقتلنا ! "
سخر ثم طقطق عنقه بطريقة مختلة .

" لا تودين رؤية هذا الوجه حين يستحيل غاضبا ! "
أنذرني و قد طفقت عيناه العسليتان بالتوهج كما في المرة السابقة و رسم بضع خطوات .

و أنا لم أتردد و جرحت خده الأيمن بالسكين . أكرر ما قلته مضيفة بنبرة مهزوزة .
" إياك و الإقتراب! أنت من تبحث عن المصائب لأنني لم أفعل أي شيء يستحق أن تؤذيني عليه !"

مرر سبابته على وجهه بغير تصديق و قطب حاجبيه ، ثم بدأ بخار خفيف بالتصاعد من الجرح الذي شفي في غضون ثوان و اختفى من محياه كما لو أنه لم يكن من الأساس .

" إنه ليس شيئا ارتكبته أنتِ ! بل شيء اقترفه جيمين !"
أردف بحقد ثم جمع يديه في قبضة حتى برزت عليها عروقه الزرقاء و الخضراء .

" و إن آذيتني ! من يأبه ، لا أحد يأبه فأنا لست حتى بشرية عادية فأنا !" صرخت بانكسار ثم هربت مني الكلمات على حين غرة كما لو أن القط أمل لساني .

" عاهرة ملهى !؟ هممم نعم أنا أعلم بالفعل !"
أكمل العبارة ببرود ثم ابتسم بخبث و أضاف .

" لقد كنت أراقب ذلك المعتوه يحدق بك كل ليلة هناك كما لو أن عقله طار بعيدا لقد كنت محور الكون بالنسبة له  ، حين كانت علاقتي لا بأس بها معه ! "

صرح و صفير دوى في أذني إثر الصدمة التي تلقيتها منه ، قدمي فشلتا في حملي و هويت على الأرض .

" تعلمين ! لو أمسكت جيمين و أبرحته ضربا ، متأكد أنه لن يتأذى إطلاقا ، و لكن ..."
قال ثم صمت لولهلة و انتزع السكين الصغيرة من بين أناملي المتجمدة ليضيف :

" لكن إن حدث مكروه لك فإنه سيتأذى .... و بشدة !"

لف كلتا يديه حول عنقي يخنقني بقوة و أنا أخذت بالتخبط أحاول التخلص من جسده الثقيل الذي يكاد يسرق مني آخر أنفاسي ، أناضل بكل ما أوتيت من قوة .

صرخة هربت من بين شفاهي بينما أكاد ألفظ آخر أنفاسي ، عيناي الجاحضتان تراقبان السقف كما لو أنها المرة الأخيرة.

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن