لست مدركة كم من الدهر ظللنا على تلك الحال
و لكن كلما مضى من الزمن أكثر ، أفقد توازني تماما للإحساس الذي يغمرني بين ذراعيه .لم يكن بالاحساس المقرف الذي كان يختلج في نفسي عادة ، و إنما كان حلوا ، دافئا ، و محببا للغاية إلى قلبي .
رغبت أن أدفعه بقوة في بادىء الأمر ثم وجدت نفسي مكتوفة الأيدي بل خاضعة تمام الخضوع أمام الأمر الواقع .
و فور أن وعيت التصرف الأحمق الذي أنا مقدمة على فعله حتى سحبت نفسي من أسفله بصعوبة ألهث و قد تجمعت بضع عبرات في مقلتي .
من المستحيل أن أسلم له نفسي ، هل كنت أبكي كل ليلة لأنهم سلبوني كرامتي غصبا عني ، و فور خروجي بأيام أهم كي أمنحها له ببساطة .
هو ليس سوى رجل منحرف مقرف آخر ، يرغب في ليلة قذرة و فور أن يحصل عليها سيرميني مباشرة كما لو كنت مجرد منديل مستعمل يطوي كل ما جرى بيننا ثم سيعود ليتزوج بفتاة تليق بمقامه السامي .
المرأة الوحيدة التي من المفترض أن تكون في حياته ، و التي هي ميرا ، و قطعا هي لن تكون فتاة بلهاء بسيطة العقل قليلة الحيلة ، مثلي .
نظرت له فجأة وكانت عيناه تشعان بذلك اللون القرمزي ، تراجعت للخلف بذعر خشية أن يقع مثلما وقع حين رأيته بمثل هذه الحالة آخر مرة .
عيونه كأنها بحار بل محيطات من الدماء ، بينما يضع سبابته على شفته السفلى في شرود شديد ، سرعان ما شد على قبضته اليمنى ثم أعاد خصلاته الفحمية للخلف باليد الأخرى و سلط بصره إلي .
الطريقة التي يشد بها على فكه لا تعجبني ، بل لأكون أكثر دقة تجعل أوصالي ترتعش بالكامل و أنا عاجزة عن وضع حد لهذا الوضع . أيعقل أنه غاضب لأنني دفعته بعيدا ؟
دون سابق إنذار أمسك برأسه بكلتا يديه و انحنى للأرض حتى كاد يسقط ، جاعلا مني أهب لالتقاطه قبل أن يفقد توازنه
" أنتَ بخير !؟"
سألت بتحفظ أحاول التظاهر بالبرود و عدم المبالاةعكس ما يختلج في نفسي من القلق و العذاب لرؤية الطريقة التي ينهار بها . الضعف الذي يرتسم جليا في تقاسيمه لم ألمح مثله عليه من قبل .
" آاااه ! فقط بعض الصداع ... أنا بخير ... "
همس و بالكاد استطعت التقاط صوتهسرعان ما وقف ينفض الغبار عن بنطاله الأسود ، بالإضافة لحركتي المفضلة
حين يعيد خصلاته الناعمة الحالكة للخلف بيده اليسرى .
أنت تقرأ
الحوراء [ P.JM]
Romanceهُو زَعيمُ العَالَم السُّفلِي وَ مَصَاص دِمَاءٍ ، وَ هِي خَادِمتُه البَشرِية فِي العَلن و مَعشُوقَتُه سِرّا ... ثُمّ تَنقَلبُ المَوازِين فتُصبحُ ملِكتَه و ملْكَا لَهُ ... يُلَقّبُونها بالحوْرَاء فَهي نَاصِعَة البَياضِ حَتى قِيل أنّها مَلاك هوى من ال...