وريث

972 167 18
                                    

لست مدركة كم من الدهر ظللنا على تلك الحال
و لكن كلما مضى من الزمن أكثر ، أفقد توازني تماما للإحساس الذي يغمرني بين ذراعيه .

لم يكن بالاحساس المقرف الذي كان يختلج في نفسي عادة ، و إنما كان حلوا ، دافئا ، و محببا للغاية إلى قلبي .

رغبت أن أدفعه بقوة في بادىء الأمر ثم وجدت نفسي مكتوفة الأيدي بل خاضعة تمام الخضوع أمام الأمر الواقع .

و فور أن وعيت التصرف الأحمق الذي أنا مقدمة على فعله حتى سحبت نفسي من أسفله بصعوبة ألهث و قد تجمعت بضع عبرات في مقلتي .

من المستحيل أن أسلم له نفسي ، هل كنت أبكي كل ليلة لأنهم سلبوني كرامتي غصبا عني ، و فور خروجي بأيام أهم كي أمنحها له ببساطة .

هو ليس سوى رجل منحرف مقرف آخر ، يرغب في ليلة قذرة و فور أن يحصل عليها سيرميني مباشرة كما لو كنت مجرد منديل مستعمل يطوي كل ما جرى بيننا ثم سيعود ليتزوج بفتاة تليق بمقامه السامي .

المرأة الوحيدة التي من المفترض أن تكون في حياته ، و التي هي ميرا ، و قطعا هي لن تكون فتاة بلهاء بسيطة العقل قليلة الحيلة ، مثلي .

نظرت له فجأة وكانت عيناه تشعان بذلك اللون القرمزي ، تراجعت للخلف بذعر خشية أن يقع مثلما وقع حين رأيته بمثل هذه الحالة آخر مرة .

عيونه كأنها بحار بل محيطات من الدماء ، بينما يضع سبابته على شفته السفلى في شرود شديد ، سرعان ما شد على قبضته اليمنى ثم أعاد خصلاته الفحمية للخلف باليد الأخرى و سلط بصره إلي .

الطريقة التي يشد بها على فكه لا تعجبني ، بل لأكون أكثر دقة تجعل أوصالي ترتعش بالكامل و أنا عاجزة عن وضع حد لهذا الوضع . أيعقل أنه غاضب لأنني دفعته بعيدا ؟

دون سابق إنذار أمسك برأسه بكلتا يديه و انحنى للأرض حتى كاد يسقط ، جاعلا مني أهب لالتقاطه قبل أن يفقد توازنه

" أنتَ بخير !؟"
سألت بتحفظ أحاول التظاهر بالبرود و عدم المبالاة

عكس ما يختلج في نفسي من القلق و العذاب لرؤية الطريقة التي ينهار بها . الضعف الذي يرتسم جليا في تقاسيمه لم ألمح مثله عليه من قبل .

" آاااه ! فقط بعض الصداع ... أنا بخير ... "
همس و بالكاد استطعت التقاط صوته

سرعان ما وقف ينفض الغبار عن بنطاله الأسود ، بالإضافة لحركتي المفضلة

حين يعيد خصلاته الناعمة الحالكة للخلف بيده اليسرى .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن