~ الخافق المتكسر ~

262 33 33
                                    

" كش ملك ! هل ظننتم أنكم تخلصتم مني إلى الأبد عندما أبقيتموني محتجزة أسفل الأرض هممم ؟ هل ظننتم أن ذلك سيكون كفيلا بقمع طموحي اللامتناهي ؟ ها أنا ذا جمعت شظايا المحطمة و عدت للانتقام ، لا تعرفين كم انتظرت هذا اليوم بحرارة "
تقول هيلا بنبرة منفعلة مخاطبة الساحرة المنهارة بجانبها على الأرض .

نعم لقد كان هدفها التالي هو مملكة السحرة و مسقط رأسها ، و هي الآن مستعدة لغزوه .

" إنها أنا ! لقد كان غلطتي ! كان من المفترض أن أقتلك لا أن أنفيك ! قلبك أسود و لا شيء سيغير هذه الحقيقة ! "
تتحسر حاكمة مملكة السحرة الملقاة على بلاط قصرها غارقة في الدماء و كان جليا على وجهها أنها تلفظ آخر أنفاسها .

لقد كانت تحتضر ... و في لحظاتها الأخيرة تتحسر لأنها لم تقتل هيلا عندما سمحت لها الفرصة ... نعم لقد امتلكت سنايا زعيمة مملكة السحرة الفرصة لقتل هيلا في الماضي و لكنها أشفقت عليها بسبب صغر سنها ... و ها هي الآن تدفع ثمن شفقتها غاليا .

من بعيد كان يقف دي لافرجر مسندا رأسه و ظهره إلى الجدار بينما يشاهد هيلا و هي تأخذ ثأرها من ملكة السحرة ، و ربما ذلك دفعه للتساؤل عن ماضي الساحرة العظيمة .

لماذا هي متعطشة للاقتصاص من سنايا إلى تلك الدرجة ؟ ما الذي ارتكبه السحرة في حقها ؟

" كنت لأود أن أقتلك و أنهي حياتك هنا و الآن و لكنك تنزفين بشدة لذلك أفضل مشاهدتك تنزفين حتى الموت و إلى آخر لحظة إلى آخر قطرة ! "
علقت هيلا ثم جلست على الكنبة تتفرج عليها راسمة تلك الابتسامة المغرورة على محياها .

هنا قرر صاحب العينين الفاتنتين التدخل و الخروج من صمته ، بإمكانه أن يتجاهل غزوها للملكة و لكن لا يمكنه احتمال رؤيتها تعذب شخصا ما حتى الموت بهذه الطريقة الشنيعة.

" سيدتي ؟ ما هذا الذي تفعلينه ؟ عليك أن تقتليها فورا لا يجوز لك تركها تنزف بهذه الطريقة حتى الموت ! نحن نغزو المملكة و لسنا ننتقم من شعوبها ! بسرعة أنهي الأمر و دعينا نغادر !"
طلب رافي بصوت هادىء و الأخرى حملقت به بشكل مخيف تكاد تأكله بعينيها .

" اخرس ! عندما غزوت مملكة مصاصي الدماء كان ذلك للاستيلاء عليها ... عندما غزوت مملكة المستذئبين كان ذلك للسيطرة عليها ... نفس الشيء بالنسبة للممالك الأخرى ! و لكن اليوم لم آتي لغزو مملكة السحرة بل أتيت لأقتص منهم جميعا ! لقد عدت للانتقام منهم ، و على رأسهم هذه السافلة !"
تقول بانفعال و هو أرسل نظراته المتأسفة إلى الملكة لأنه لا يستطيع الوقوف في وجه هيلا و بقلة حيلة خرج من الغرفة بعد أن اكتفى من التفرج .

هو لا يريد أن يكون طرفا في هذه المجازر الفظيعة ! و لكنه مجبر على ذلك ، و كل ما يدور بخاطره حاليا هو مدى الذنب الذي ارتكبه السحرة في حق هيلا حتى أحلت عليهم هذا الدمار .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن