~ كابوس أم تنبؤ ~

305 40 19
                                    

" ما الذي تقصدينه بكونك قادمة معي ؟ أليس من المفترض أنك تتسكعين مع تشيكيتا ؟!"
يذكرني مشيرا إلى تلك الفتاة ، و بوسعي رؤيتها تسلط نظرات الانبهار على صاحب البشرة السمراء .

" أظنني سأكون آخر اهتماماتها طالما رافي خلع قميصه ، ألم تقل أنت نفس الشيء بدورك "
علقت ثم أعدت بصري إليه و هو ابتسم ثم تنهد بعمق .

" ما رأيك بأن أريك مكانا قريبا مميزا بالفعل ، سيكون أفضل من تلك البركة المقرفة ؟"
اقترح ، فكدت آخذ بالرقص في مكاني لولا أنني سيطرت على نفسي قبل أن أقدم على تصرف أندم عليه لاحقا .

" سيسرني ذلك "
همست .

" أرى أن مصاصي الدماء ليسوا بارعين في تحديد المسافات ، نحن نسير منذ نصف ساعة لقد قلت أن المكان قريب "
تذمرت بعد أن تعثرت للمرة المليون في غصن شجرة ، المكان شائك للغاية و لا بد أن مخلوقا لم يمش على هذه الطريق من قبل أبدا .

" حسنا نحن معتادون على المشي لمسافات طويلة للغاية لذلك المشي نصف ساعة بمثابة نزهة في حديقة القصر ، ثم أنا أمشي عمدا كي تتذكري الطريق ، ربما تريدين زيارة هذا المكان مجددا من حين إلى آخر "
أردف بصوت هادىء و أنا تفحصت ملامحه باشتياق .

ذلك بالفعل لطف منه ، أن يريني الطريق كي آتي إلى مكانه الخاص من حين لآخر ، يبدو أن جيمين ليس بتلك الفظاعة على الإطلاق .

هو فقط لم يشفى من وفاة والدته في هذه الحقبة ، كل ما يحتاجه هو شخص يسانده في محنته كي يتعافى .

ربما الفراغ الذي بداخله هو السبب الذي دفعه للتفكير بالانتحار منذ بادىء الأمر ... و لكننا مرتبطان بطريقة أو بأخرى ، ربما هذا جعله معتادا على وجودي بسرعة .

بيننا تاريخ و لكن ليس في هذه الحقبة ، و إن لم يكن رآني من قبل ستظل قلوبنا مرتبطة بأواصر عتيدة ، كلما ابتعدتا عن بعضنا يعاودنا الحنين مرة أخرى .

" ما خطبك أيتها الحوراء ؟ أنا أنادي عليك منذ بضع دقائق و أنتِ شاردة ، هل تشعرين بالخوف مني ؟!"
سألني بشك بينما يرفع أحد حاجبيه و أنا لوحت برأسي يمينا و يسارا نافية اعتقاده ذاك .

" أنتَ تفكر بسوداوية حقا ، كل ما في الأمر أنني أفكر في شيء ، لماذا تعتقد أنني سأشعر بالخوف منكِ ؟"
قلت و هو ناظرني بعمق حتى خيل لي أنه اطلع على مكنونات روحي .

" فقط ظننت أنك لن تشعري بالأمان بعيدة عن تشيكيتا ، خصوصا لأنني مصاص دماء ، و مصاصو الدماء يتغذون على الدماء و لا شيء أحب إلى قلوبهم من دماء البشر "
همس بنبرة مخيفة ثم ناظرني و على وجهه ابتسامة متكلفة و يمكنني رؤية عينيه تتوهجان .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن