♣فارس الظلام ♣

365 46 10
                                    

" حسنا ! حسنا ! تنحوا أيها المسوخ القذرة "
صدر صوت من العدم كان له صدى في كل بقعة من الغابة ، بدا مألوفا للغاية بحيث جعل أوتار قلبي تعزف لحنا عجزت أنا بدوري عن تحديد ماهيته .

التفتت حولي أبحث بعينين جاحضتين عن المتحدث ، و لم تختلف ردة فعل الوحوش التي تحيط بي على الإطلاق ، و حين توجهت أنظارهم دفعة واحدة إلى ركن من الغابة وجهت بصري إلى نفس الزاوية .

كيان ، أو بالأحرى ظل شخص يقف على رأس الشجرة الأعلى على الإطلاق ، ملابس سوداء من رأسه إلى أخمص قدميه ، شعر قصير  بين الفضي و الذهبي  ، أنف حاد ، حواجب كثيفة و شفاه ممتلئة .

إنه هو !
ابتسمت دون أن أضع حدا لدموعي ، و لكنني كنت موقنة أن هذه العبرات عبرات سعادة و غبطة لا حزن و خوف كالتي كانت قبل هنيهات معدودات .

' مهما حدث ! و أينما كنتِ ، و لو فرقتنا الأيام ، ستجدينني إلى جانبك ، سأذوذ عنك كل شر بطريقة أو بأخرى ! سولي خاصتي ! '
أتذكر جملته الرنانة التي لطالما كان يقولها لي ، الوعد الأسطوري الذي لم أظن يوما أنه يستطيع أن يفي به .

و ها هو يفعل الآن ، يكافح قوانين الطبيعة و الزمان و المكان بل و يخرقها ، هو لا يعلم من أكون في هذا الزمن إلا أنه أتى من أجلي بشكل أو بآخر .
" جيمين "
نبست اسمه بشوق و وجد و مسحت آثار الحزن و الشجن عن محياي .

فجأة تراج بعض من تلك الحيوانات المقرفة يلوذون بالفرار
" إلى أين تهربون !؟ قاتلوه "
صوت قد يكون أحد أقبح الأصوات التي سمعتها في حياتي صدر عن أكبر الوحوش و أقبحها ، و مما لا شك فيه فإن هذا الأخير هو زعيم هذه القبيلة .

" زاغز و شلة العفاريت المقرفين ! أعيدوا ما سرقتموه قبل أن تدفعوا الثمن ! و كم أرجو أن ترفضوا كي أتمتع بتحطيم رؤوسكم و الدوس على أدمغتكم المتعفنة !"
يهدد بجرأة و انقباض تشكل في الجزء الأيسر من صدري حين صرح قبل قليل بأنه أتى لاستعادة شيء ما من هذه العفاريت .

' لعنة عليك سولي ! لماذا عليك أن تظني دائما أن العالم يتمحور حولك !'
عاتبت نفسي بينما أشاهد ما يحدث بصمت ، و زعيم الغيلان يتقدم من خاصتي و بكل جرأة رد

" إن كان لديك شيء لدينا فتعال و خذه أيتها البعوضة المحبة للدماء!"
يتحداه ببساطة و أظن أنني أشرف على رؤية معركة ضروس على بعد لحظات .

" لسوء حظكم أنني لم أكن من محبي الطريقة السهلة منذ البداية ! أعشق الطرق الصعبة !"
يعترف و ها هو الآن يلعب بالمضرب الحديدي الذي يطوقه بأصابعه يأرجحه يمينا و يسارا .

رمشت و لم أكد أفعل ، حتى اختفى بحيث لم يعد له أي أثر في الجوار كأنه تبخر ، و ها هي العيون تمسح المكان بحثا عنه بدون جدوى .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن