~ معروف بسيط ~

348 43 25
                                    

لقد كنت أغط في نوم عميق قبل بضع دقائق و لكنني استيقظت _ بشكل غير مرغوب _ على ضجيج خافت جعلني أفتح عيني و لكن دون مغادرة مكاني .

يمكنني سماع بضع خطوات تقرع على الأرضية تلاها صوت ذلك الرجل و هو يأمر :
" افتحي الزنزانة "

توسعت عيناي على مصرعيهما و نهضت بهلع و كدت أن أنادي على الجميع لولا نظرته الحادة التي أرسلها إلي كأنه يتوعدني إذا ما ما نبست بحرف فخرست و جلست مكاني مجددا .

لم تكن إلا ثوان معدودة حتى كان حرا طليقا ، قاد خطواته نحو زنزانتي حاملا المفتاح ثم فتح زنزانتي كذلك و همس بصوت ثخين :
" هيا حان وقت المغادرة كما وعدتك !"

انعقدت أحبالي الصوتية داخل حنجرتي و كدت أسأله أي نوع من المجانين هو ، ما زلت أشك في سلامة هذا الرجل عقليا و بهدوء رفضت :
" أنا لن أذهب معك لأي مكان فقد غادر بدون مشاكل ! "

" تريدين إذن انتظار حكم الاعدام إلى أن ينفذ ؟ ألهذه الدرجة لا تعني لك حياتك شيئا ، أقول لك تحركي لنذهب "
يلح و هي قطبت حاجبيها باستغراب ، لقد ظنت أنه سيتركها و يغادر وحيدا و لكنه يصر على قدومها .

" توقف عن التصرف كما لو أنني حليفتك بالفعل ! أنا لم أعرف أنك موجود على سطح الكرية الأرضية إلا قبل يوم أو اثنين على وجه الدقة ، أقول لك اذهب ... رجل مزعج !"
تقول سولي بسخط و هو تقدم إلى الداخل و بحركة سهلة واحدة حملها على كتفه و علق بسخرية .

" أنتِ المزعجة ! و أنا سأحدث كل المشاكل التي أود إحداثها "
أضاف و أنا بدأت أرفس ظهره بكلتا يدي بينما يتحرك حاملا إياي متوجها خارج القبو .

أين كان أحد ينتظرنا بالفعل ، لقد كان ونهو و ولديه بارك جيمين و كاي واقفين قبالة المدخل ، لكنت قلت أن وضعي سيء للغاية نهائيا مع أفراد العائلة لولا كبيرهم الذي قال باهتمام .

" إذن الشائعات صحيحة ، أنتَ يمكنك التحكم بالآخرين كما قالت سولي في المحاكمة ! هذا يجعلها هي و تلك الخادمة التي فتحت عليك بريئتين ، و لكن مهلا لماذا تحملها على ظهرك ؟ "
تعجب ونهو في نهاية كلامه أما رافي فلم تبدو على محياه معالم القلق على الإطلاق .

"لقد أخبرتني أنكم ستعدمونها بعد أيام معدودة بسببي فأنبني ضميري و قررت أن آخذها معي ، أولست شخصا طيبا ، حتى أنا أتفاجىء أحيانا من شدة طيبتي و حسن أخلاقي "
يمدح نفسه بغرور و أمكنني رؤية جيمين يفترس شفاهه بحنق .

" فقط دع الفتاة و شأنها هي لا تريد الذهاب معك إلى مملكة المخلوقات المعاقة ! "
هتف جيمين بصوت مسموع بعد فترة من الصمت و لم تكن سوى ثوان معدودة حتى أحسست بقدماي تلامسان الأرض أخيرا .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن