~بداية النهاية ~

610 90 17
                                    

واقفة أسفل المياه العذبة للشلال ، أغسل  جسدي الذي لطخته بعض الجروح و الأتربة و طبعا العرق .

لقد كنت أبذل قصار جهدي طوال اليوم ، و منذ طلوع الصباح و ها هي الشمس الآن تودع يوما آخر معلنة عن الغروب .

" الكثير من التعب المضني ! و لكنه لم يذهب سدا لأنني تعلمت التحكم في الوحش !"
قلت مخاطبة نفسي أكثر من الحمامة البيضاء التي استدعيتها بالفعل لأنني سأعود أدراجي بعد دقائق .

نعم أنا أتحسن بشكل جيد ، لقد كنت ضعيفة طوال حياتي ، كنت دائما الشخص الذي يحتاج الحماية ، و الذي يتعرض للأذى .

لذلك أظن أن الوقت حان لأقف في وجه الضعف و الرهبة التي تحيط بشخصيتي و أرمي بها بعيدا .

إنه عصر سولي الذهبي ! العصر الذهبي .

بهدوء أمسكت المنشفة حبيسة لأفكاري أجفف نفسي ، جيد أن لا أحد في الجوار ، لولا ذلك لما تمكنت من أن أظفر بهذا الحمام المنعش .

و من غيره كفيل بأن يجعلني شاردة عن كل ما حولي ؟ ساكن كياني

أتساءل ما الذي يفعله جيميناه الآن ؟! هل هو بخير ؟! و هل يتناول طعامه جيدا ؟! هل يعتني بنفسه أم أنه يقصر في أداء ذلك الواجب الضئيل مقارنة بواجباته الأخرى ؟

إنه غائب منذ يوم واحد و من المفترض أن يعود صباح غد ، و لكنني أحس أن العالم فرق بيننا لدهر طويل .

اشتقت إلى رؤية وجهه ، رائحته لا تغادر كل زاوية من المنزل و هي الشيء الوحيد الذي يشعرني بالألفة و الأنسة في ظل غيابه .

حتى أنني وددت التواصل مع سيلين و لكنها على الأرجح أكثر انشغالا من أن ترد على هاتفها اللعين ! ببرود امتطيت ظهر الطائر الناصح البياض .

أحلق فوق معالم الجبل الذي صرت أسميه بالفردوس المفقود ! نعم إنه الفردوس على وجه الأرض .

المكان الذي أدركت فيه أنني واقعة في الحب الذي لم يكن له مكان شاغر في قاموسي على الإطلاق ، لقد كان كالأسطورة بالنسبة لي .

إنه بركة و نعمة كبيرة ! و ليس بوسعي سوى شكر القدر الذي جعل طرقنا تلتقي .

~~~~~~~~~~~~~

بهدوء أدرت المقبض ، و قشعريرة دبت في جسدي حين سمعت أصوات تحطيم تصدر من داخل الكوخ ، و ها أنا ذا أتجهز لاستعمال السلاح .

قد يكون هذا الذي بالداخل شخصا خطيرا ، فتحت الباب ببطء و ألقيت نظرة على الداخل متوجهة من فوري إلى المطبخ .

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن