♣ تميمة النهاية ♣

480 48 11
                                    

السماء صافية هذا الصباح و العصافير تشذو تلك الألحان العذبة تطوي صفحة الليلة الماطرة التي حلت على هذه الأراضي في الليلة الفارطة .

رائحة التراب المبلل تبعث إحساسا يقف لساني عاجزا عن وصفه ، أقل ما يقال عنه شعور بالحياة و الانتعاش خلف نافذة غرفتي الدافئة .

ببطء تقدمت من النافذة أطل على الأجواء خارجا و أول ما لمحت عيناي هما توأمي ، ونهو و سونا اللذان يتمرغان في الوحل خارجا .

ضحكت على مظهرهما المبعثر و على الكيفية التي يلطخان بها وجهيهما ، و انتفضت بهلع حين سمعت شهقة هلعة صادرة من خلفي و إذا بها سيلين تشد شعرها .

" كايا ! ما الذي يحدث لماذا تركتهم يلطخون أنفسهم هكذا ؟!"
تعاتبني بسخط و قبل أن تفتح النافذة و تنادي على ابنتها كايا لتوبخها أوقفتها أردد بهدوء :

" دعيهم ! هم صغار و لا أفضل من أن يلعبوا في الخارج ، ذلك أفضل من البقاء أمام التلفاز و الحملقة به طوال اليوم "
أهون عليها و هي قلبت عينيها ثم ابتسمت و أغلقت النافذة تعود أدراجها بعد أن هزمتها حجتي .

" سيوسخون أنفسهم "
تخبرني بإرهاق شديد و أنا ضحكت بخفوت مضيفة :
" لا بأس يمكنهم الاستحمام أما الملابس فيمكننا تنظيفها أيضا ، أظن أن طفلتك كايا تستحق طفولة جميلة كالتي عشتها أنتِ حين كنت بمثل سنها!"

تنهدت ثم جلست على السرير ترسم دوائر وهمية على الأغطية ثم أقرت بصوت بارد :
" لا أفهم من أين لك بكل ذلك الصبر سولي ! كل ما في الأمر هو أن كايا تقودني للجنون و يونغي لا يساعد على الإطلاق ، يتصرف كأنها ليست ابنته حتى ، أما أنتِ لديك إثنان و أنا أتساءل كيف لم تشنقي نفسك بعد "

رسمت ابتسامة دافئة على ثغري و جلست إلى جانبها أربت على كتفها و بجرأة صرحت :
" أعلم أخي ألم في المؤخرة أنت من اختار الزواج منه ، لطالما كنت من عشاق الفتيان السيئين سيلي !"

" لدي تاريخ مع الرجال السيئين و لكن لم يكن علي أن أتزوج واحدا ! كان علي أن أتزوج رجلا كجيمين ، مسؤولا ، و غنيا ، أنا فقط أحسدك ، هو في عمل خارج القارة و رغم هذا فهو يتصل كل صباح و كل ليلة و يتحدث معك و مع الصغيرين بينما لا يتصل بي زوجي طوال اليوم و لا يتحدث معي إلا عندما يعود وقت العشاء و يكون جائعا ، المرة الماضية سألتني كايا على طاولة العشاء " من يكون هذا الرجل ؟!" و أنا أجبتها بأنه والدها ، احزري ماذا ؟! لقد كانت تظن أن زوجك جيميناه هو أبوها "

انفجرت ضاحكة و هي شاركتني التنمر على نفسها ...و بانزعاج مزيف تذمرت
" أبعدي عينيك عن زوجي سيلي "

الحوراء [ P.JM]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن